«الغارديان»: الداخلية البريطانية تسجل 10 اعتداءات يومياً على طالبي اللجوء
خلال الفترة بين يناير 2023 وأغسطس 2024
سجّلت وزارة الداخلية البريطانية ما معدله 10 اعتداءات يوميًا على طالبي اللجوء المشمولين برعايتها، خلال الفترة الممتدة بين يناير 2023 وأغسطس 2024، وفق بيانات حكومية داخلية كُشف عنها وسط تصاعد الخطاب السياسي تجاه العابرين عبر القناة، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأفادت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الاثنين، بأن البيانات التي حصلت عليها جهات حقوقية عبر قوانين حرية المعلومات، كشفت أن الوزارة تلقت أكثر من 11,500 بلاغ عن حالات اتجار بالبشر وقرابة 4,700 بلاغ عن تعذيب، تخص أفرادًا يقيمون ضمن مراكز طالبي اللجوء التابعة لها.
وسُجلت 5960 حالة اعتداء جسدي على طالبي اللجوء، إضافة إلى 380 حالة نُقلت إلى مركز الحماية الداخلي باعتبارها جرائم كراهية، ووفق مصادر داخل الوزارة، قد يتكرر تسجيل الحالات إذا تعلقت بأكثر من نوع من الإساءة لفرد واحد.
انتقادات حقوقية
وصف ستيف سميث، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "Care4Calais" الخيرية، الإحصاءات بأنها "مروّعة"، لكنه أكد أنها لا تُفاجئ العاملين في القطاع.
وأشار إلى أن منظمته تُبلغ يوميًا عن مخاوف بشأن الحماية، ولكنها غالبًا ما تُقابل بالتجاهل من قِبل الجهات الحكومية أو المتعاقدة معها.
وقد كشفت بيانات إضافية صادرة عن مؤسسة "Migrant Help"، وهي الجهة المتعاقدة مع الحكومة للتعامل مع شكاوى طالبي اللجوء، أنها رفعت خلال عام 2024 نحو 1476 شكوى صُنفت ضمن الشكاوى الأكثر خطورة، بينها 367 شكوى تتعلق بسلوك موظفين متعاقدين تجاه اللاجئين.
تحرش جنسي واعتداءات
في شهادتها المكتوبة للجنة الشؤون الداخلية في البرلمان البريطاني، تحدّثت منظمة الصليب الأحمر البريطاني عن "ثقافة حماية غير كافية" في أماكن الإيواء، لافتة إلى شعور طالبي اللجوء بعدم الأمان الجسدي والنفسي.
وسلّطت الشهادات الضوء على حالات مروعة، بينها تكرار التحرش الجنسي من موظفين بالفنادق، واعتداءات على نساء وفتيات، مع تجاهل الإدارات للفصل بين الضحايا والمعتدين، كما رُصدت حالات إيذاء جسدي، مثل إصابة لاجئ خلال شجار مع حارس أمن، دون اتخاذ أي إجراء لحمايته بعد ذلك.
وفي حالة أخرى، نُقل عن أحد اللاجئين أنه حاول الانتحار داخل غرفة بلا نوافذ نتيجة معاناته النفسية الشديدة، بينما اضطرت سيدة مبتورة الذراع إلى جمع المياه المتسربة من السقف عدة مرات يوميًا باستخدام دلو، رغم إعاقتها، وقوبلت شكواها بتبرير أن الأمر سببه "المطر وسيزول لاحقًا".
تحذيرات من تفاقم الأوضاع
قالت كامينا دورلينج، مديرة السياسات في مؤسسة هيلين بامبر، إن عدد الإحالات المرتبط بضحايا التعذيب والاتجار بالبشر يعكس حجم الأزمة داخل مراكز الإيواء، محذرة من أن الأوضاع قد تؤدي إلى مزيد من محاولات إيذاء النفس والانتحار إذا استمر الإهمال.
وردًا على الانتقادات، صرّح متحدث باسم وزارة الداخلية بأن الوزارة تُتيح إمكانية الإحالة إلى مركز حماية طالبي اللجوء في حال وجود أي مخاوف بشأن سلامة الأفراد، مؤكدًا أن المركز يُمكّن الوزارة من تلبية احتياجات المستفيدين وتقديم الدعم اللازم لهم.
يأتي هذا الجدل في سياق سياسة حكومية مشددة تجاه الهجرة غير النظامية، شهدت خلال العامين الماضيين تصعيدًا في عمليات ترحيل اللاجئين وحرمان بعضهم من الجنسية البريطانية، في محاولة لردع عبور المانش على متن قوارب مطاطية.
ومع ازدياد وتيرة الانتقادات الحقوقية والبرلمانية، تجد الحكومة البريطانية نفسها تحت ضغط متزايد لمراجعة منظومة إيواء اللاجئين وضمان توفير بيئة آمنة وإنسانية.