الشرطة الفرنسية تحرر ضحايا العملات المشفرة بعد تعذيبهم وطلب فدية بالملايين

الشرطة الفرنسية تحرر ضحايا العملات المشفرة بعد تعذيبهم وطلب فدية بالملايين
الشرطة الفرنسية

باشرت الشرطة الفرنسية تحقيقًا موسعًا في سلسلة عمليات اختطاف تستهدف مستثمرين أثرياء في مجال العملات المشفرة، كان آخرها حادثة مروعة تعرض فيها رجل ستيني لبتر أحد أصابعه، على يد مهاجمين طالبوا بفدية مالية ضخمة لقاء إطلاق سراحه.

وأفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأحدـ بأن السلطات ذكرت أن الرجل، وهو والد مستثمر ثري في مجال العملات الرقمية، احتُجز لأكثر من يومين داخل منزل قرب باريس، قبل أن تنجح الشرطة المسلحة في تحريره مساء السبت بعد عملية أمنية دقيقة. وأُلقي القبض على خمسة مشتبه بهم تراوح أعمارهم بين 20 و27 عامًا.

خطف في وضح النهار وطلب فدية بملايين

وقع الحادث صباح الخميس الماضي، حين كان الضحية يسير في أحد شوارع الدائرة 14 في باريس، قبل أن يقترب منه أربعة رجال ملثمين، ويجبروه على الصعود إلى شاحنة توصيل، وبحسب النيابة العامة، فإن العصابة كانت تستهدف نجله، الذي يمتلك شركة تسويق في العملات المشفرة مقرها مالطا.

ووفقًا لمصادر مقربة من التحقيق، تراوحت مطالب الخاطفين بين 5 و7 ملايين يورو، إلا أن الفدية لم تُدفع في نهاية المطاف، وعبّرت الشرطة عن خشيتها من أن الضحية كان سيُشوه بشكل أكبر لو لم يتم التدخل سريعًا.

الهجوم على مؤسس شركة "ليدجر"

لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، ففي يناير الماضي اختُطف ديفيد بالاند، المؤسس المشارك لشركة "ليدجر" للعملات المشفرة، التي تُقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار، وتعرض بالاند لعملية خطف مع شريكته من منزلهما في مدينة ميريو وسط فرنسا.

وبحسب تقارير، أُخذ بالاند إلى منزل آخر حيث تم قطع إصبعه، وأرسل الخاطفون مقطع فيديو إلى أحد شركائه التجاريين، طالبين فدية قدرها 10 ملايين يورو بالعملات المشفرة. وتم تحريره لاحقًا في عملية أمنية، فيما عُثر على شريكته مقيدة داخل صندوق سيارة في ضواحي باريس.

ويُحقق حاليًا مع تسعة أشخاص، بينهم زعيم العصابة المفترض، البالغ من العمر 26 عامًا، والذي له سجل في قضايا خطف سابقة.

في حادثة مشابهة وقعت في ديسمبر 2024، تعرّض والد أحد المؤثرين الفرنسيين المقيم في دبي لعملية اختطاف شرق فرنسا، اقتحم المهاجمون منزل العائلة، وقيدوا الزوجة والابنة قبل اقتياد الأب إلى مكان مجهول، فيما أُرسل طلب فدية إلى نجله، وعُثر على الأب بعد 24 ساعة في صندوق سيارة بمنطقة نورماندي، وعليه آثار عنف شديد، بعد أن رُش بالبنزين.

اتساع دائرة الخطر في أوروبا

خلال الأشهر الخمسة الماضية، تم الإبلاغ عن حوادث اختطاف مشابهة استهدفت مستثمرين أو أفراد عائلاتهم في بلجيكا وإسبانيا، ما يعكس اتساع نشاط عصابات الجريمة المنظمة التي تلاحق الثروات الرقمية.

يُعد مجال العملات المشفرة من أكثر القطاعات نموًا في السنوات الأخيرة، ما جذب فئة جديدة من المستثمرين الشباب والأثرياء الجدد، لكن هذا الثراء السريع بات يعرّضهم لخطر متزايد من قبل شبكات إجرامية تستخدم أساليب عنيفة للحصول على مفاتيح محافظهم الرقمية أو مبالغ فدية ضخمة.

وباتت الشرطة الأوروبية تواجه تحديًا مضاعفًا في ظل تعقيدات تتبع الأموال الرقمية، وسط دعوات لتعزيز أمن المستثمرين وحماية خصوصيتهم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية