فيضانات كارثية تجتاح الكونغو الديمقراطية وتخلّف مئات الضحايا

فيضانات كارثية تجتاح الكونغو الديمقراطية وتخلّف مئات الضحايا
فيضانات الكونغو الديمقراطية

أطلقت السلطات المحلية في إقليم فيزي جنوب كيفو، اليوم الثلاثاء، نداء استغاثة عاجلاً بعد أن ضربت فيضانات عنيفة عدة قرى على ضفاف بحيرة تنجانيقا شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مخلّفة ما لا يقل عن 104 قتلى وأكثر من 50 مفقودًا، بحسب حصيلة أولية.

وبحسب مسؤولين محليين، تسببت الأمطار الغزيرة في فيضان نهر كاسابا، ما أدى إلى جرف قرى بأكملها، وتدمير الطرقات والمنازل والبنى التحتية الحيوية، وقال سامي كالونجي، المدير الإقليمي لمنطقة فيزي، إن معظم الضحايا من الأطفال وكبار السن، لافتًا إلى النقص الحاد في المأوى والرعاية  وفق موقع "cruxnow".

وأكدت منظمة "كاريتاس" الكاثوليكية للإغاثة أن نحو 2000 أسرة أصبحت بلا مأوى، فيما تعطلت خدمات الاتصال وعمليات الإنقاذ بسبب استمرار هطول الأمطار وانهيار الطرق. 

وقال إيلي مبوليغيتي، مدير الاتصالات في كاريتاس بوتيمبو-بيني:"الكارثة إنسانية وبيئية واسعة النطاق، فالمياه دمرت المدارس والمراكز الصحية والبنية التحتية، وغطت منازل كاملة بالطين والحطام".

كارثة مناخية متكررة

لا تعدّ هذه الفيضانات الأولى من نوعها في الكونغو. ففي عام 2023، أودت أمطار غزيرة بحياة أكثر من 400 شخص في المناطق المطلة على بحيرة كيفو، وفي الشهر الماضي فقط، لقي 33 شخصًا مصرعهم في فيضانات ضربت العاصمة كينشاسا.

ويُشير خبراء إلى أن تغير المناخ العالمي لعب دورًا متزايدًا في تواتر هذه الكوارث، حيث يرفع من حدة الأحداث الجوية القصوى كالأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج وتوسّع المسطحات المائية، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد تضرر أكثر من 7.5 مليون شخص من الفيضانات في غرب ووسط إفريقيا بحلول 2024، بينهم 1.2 مليون في الكونغو الديمقراطية وحدها.

لكن مبوليغيتي شدد أيضًا على أن الكارثة تفاقمت بسبب الإهمال البشري وغياب التخطيط العمراني الرشيد، مشيرًا إلى أن السكان شيدوا منازلهم في مناطق غير مناسبة مثل أراضي البحيرات والروافد المائية. 

وأضاف:"الناس بنوا مساكنهم على أراضي البحيرات، وعندما تهطل الأمطار تستعيد الطبيعة مجراها الطبيعي... فتقع المآسي".

قوانين بيئية غير مطبقة

رغم أن الكونغو الديمقراطية تمتلك إطارًا قانونيًا متقدمًا لحماية البيئة، فإن التطبيق الفعلي لتلك القوانين ما يزال ضعيفًا، و يحظر قانون حماية البيئة الصادر عام 2011 البناء في المناطق الرطبة والسواحل، كما يشترط ترك مسافة لا تقل عن 50 مترًا عن البحيرات،ورغم ذلك، لم تُنفذ هذه الضوابط بفعالية، ما جعل المجتمعات عرضة لأخطار طبيعية متزايدة.

ودعا المسؤولون والمنظمات الإنسانية إلى إعادة التفكير في سياسات التخطيط العمراني، والبدء الفوري في إجراءات إعادة الإعمار المستدامة، وخصوصًا في المناطق عالية الخطورة.

وقال مبوليغيتي: "نحن بحاجة إلى تخطيط حضري مسؤول، وتطبيق صارم للقوانين البيئية، هذه الكوارث ستتكرر وتزداد حدة إذا لم نتحرك الآن".

بحسب التقديرات المناخية، فإن نحو 120 مليون شخص في إفريقيا معرضون للطقس المتطرف في السنوات الخمس المقبلة، ما يجعل الكونغو الديمقراطية واحدة من أكثر الدول هشاشة أمام آثار التغير المناخي، لا سيما في ظل النزاعات المسلحة والبنية التحتية المحدودة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية