بعد عقود من التساهل.. اليابان تضع حداً لأسماء الأطفال "الغريبة"

بعد عقود من التساهل.. اليابان تضع حداً لأسماء الأطفال "الغريبة"
طفل حديث الولادة في اليابان

فرضت الحكومة اليابانية هذا الأسبوع قيودًا جديدة على طريقة نطق الأسماء المكتوبة بأحرف الكانجي، في محاولة للحد من ظاهرة "أسماء كيراكيرا" (اللامعة)، التي باتت تُربك السلطات وتثير الجدل داخل المجتمع الياباني.

وأفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية الثلاثاء أنه بموجب التعديلات الجديدة على قانون سجل الأسرة "كوسيكي" في اليابان، سيُطلب من الآباء تقديم النطق الرسمي الذي اختاروه للأحرف الكانجية في أسماء أطفالهم، لكن الجديد هو أنه لن يُقبل إلا النطق التقليدي أو المعترف به رسميًا، وإذا اختار الآباء نطقًا غير معتاد، فعليهم تقديم تبرير كتابي وقد يُطلب منهم تغييره إن اعتُبر مثيرًا للجدل أو مربكًا.

أسماء أثارت سخرية

على مدار العقود الماضية، أطلق بعض الآباء على أبنائهم أسماء شخصيات كرتونية أو علامات تجارية مثل "بيكاتشو" (شخصية بوكيمون الشهيرة)، و"أكوما" (الشيطان)، و"نايكي"، و"دايا" (الماس)، و"أوجيساما" (الأمير)، ما أدى إلى انتقادات واسعة من المجتمع والمدارس وحتى وسائل الإعلام.

ويشتكي المعلمون والمسؤولون من صعوبة نطق وفهم بعض هذه الأسماء، مما يعقّد الخدمات اليومية مثل تسجيل الطلاب، والمواعيد الطبية، والوثائق الرسمية.

يُدافع بعض الآباء عن هذه الأسماء باعتبارها تعبيرًا عن الذوق الشخصي والإبداع الفردي، في مجتمع يعلي من شأن التوافق الجماعي، وقال أحد الآباء : "أردت أن يتميز طفلي، لا أن يُختزل في اسم تقليدي مكرر".

لكن منتقدين يقولون إن هذه الأسماء لا تُراعي مصلحة الطفل، وقد تسبب له الحرج أو التنمر، خاصة في المراحل الدراسية الأولى، بل وتُعقّد أنظمة الدولة التي تعتمد بشكل متزايد على الرقمنة.

حماية الأطفال

بررت الحكومة اليابانية التغيير بأنه جزء من جهود تحديث ورقمنة السجل الأسري الياباني، إلا أن مراقبين يرون أن الدافع الأساسي هو كبح انتشار الأسماء "اللامعة" المثيرة للارتباك أو الجدل.

وأكدت أنه من الآن فصاعدًا، لن يُسمح إلا بالقراءات الصوتية المتعارف عليها، خصوصًا لأحرف الكانجي ذات النطق المتعدد. وفي حالات مخالفة، قد يُطلب من الأهل تقديم شرح مفصل أو حتى اقتراح اسم بديل.

وظهرت موجة أسماء "كيراكيرا" في اليابان خلال التسعينيات، بدافع التميز والإبداع، لكنها سرعان ما أثارت موجة من الجدل حول هوية المجتمع وتقاليده، وقد أطلقت بعض الشخصيات العامة أسماء غير تقليدية على أطفالهم، مثل سايكو هاشيموتو، رئيسة اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020، التي سمت طفليها "جيريشيا" (اليونان) و"تورينو" نسبة إلى المدن الأولمبية.

ورغم أن بعض هذه الأسماء كانت قابلة للفهم بسبب معرفة الأهل بنطق الكانجي، فإن كثيرًا منها كان يُسبب الحيرة للآخرين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية