فولكر تورك: الفلسطينيون في غزة بين "خطر القتل" و"الموت جوعاً"
فولكر تورك: الفلسطينيون في غزة بين "خطر القتل" و"الموت جوعاً"
اتهم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، إسرائيل بتحويل المساعدات الإنسانية إلى نظام "معسكر" يعرض حياة الفلسطينيين للخطر، قائلاً إن سكان غزة "أمام أصعب الخيارات إما الموت جوعًا أو خطر القتل أثناء محاولة الوصول إلى الغذاء".
وقال تورك، في بيان عبر المتحدث باسمه جيريمي لورانس، إن هذا النظام ينتهك بشكل صارخ المعايير الدولية لتوزيع المساعدات، داعيًا إلى محاسبة كل من يعرقل الإغاثة أو يهاجم المدنيين الباحثين عن الطعام وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
دعوة أممية لتحقيق عاجل
تكررت الهجمات الدامية حول موقع توزيع المساعدات في دوار العلم بمنطقة بني سهيلا في غزة، حيث سقط ضحايا على مدار ثلاثة أيام متتالية، كان آخرها صباح الثلاثاء، بحسب ما أكدته الأمم المتحدة.
وقال تورك إن "الهجمات المميتة على المدنيين المُنهكين الذين يبحثون عن الغذاء أمر لا يُطاق"، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل ومحايد في الحوادث ومحاسبة المسؤولين عنها، مشيرًا إلى أن الهجمات ضد المدنيين تشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
الأمين العام يندد بالخسائر
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف الفلسطينيين خلال محاولاتهم الوصول إلى الغذاء، معتبراً أنها "غير مقبولة".
وقال المتحدث باسمه، ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك: "الفلسطينيون لهم الحق الأساسي في الغذاء، ولا يمكن القبول بسقوط قتلى بسبب رغيف خبز".
كما جدد الأمين العام دعوته إلى تحقيق مستقل ومساءلة الجناة، داعياً في الوقت نفسه إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
تورك يحذر من التجويع كسلاح حرب
اتهم تورك إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح حرب، وقال إن "العرقلة المتعمدة لوصول الإغاثة الإنسانية قد تُعد جريمة حرب"، مضيفاً أن التهجير، والتدمير واسع النطاق، والتجويع، وخطابات نزع الإنسانية تشكل عناصر محتملة لـ أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي.
وأشار إلى أن محكمة العدل الدولية عدّت في عام 2024 أن هناك خطراً حقيقياً ووشيكاً بانتهاك حقوق الفلسطينيين بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، وأمرت إسرائيل بضمان وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
المساعدات لا تصل رغم تكدسها
أكد دوغاريك أن القيود الإسرائيلية على معبر كرم أبو سالم تعوق إدخال المساعدات إلى غزة، رغم أن الإمدادات جاهزة للتوزيع قرب الحدود، وقال إن فرق الأمم المتحدة لا تستطيع دخول غزة إلا عبر "منطقة عسكرية تُقصف باستمرار"، مضيفاً أنه تم رفض عشر من أصل 13 محاولة تنسيق لتحركات إنسانية.
وأوضح أن نصف الشاحنات المصرح بها لم تصل إلى غزة فعليًا، وأن العبور يتطلب "فحصًا، وتفريغًا، ثم إعادة تحميل"، ما يعطل وصول المساعدات إلى المحتاجين.
الجوع يمزق نسيج الأسرة
رصد العاملون في المجال الإنساني ارتفاعًا حادًا في عمالة الأطفال والزواج المبكر وانفصال الأسر، وهي مظاهر مباشرة لانعدام الغذاء والاضطرابات الاقتصادية والنزوح المستمر.
وقال دوغاريك: "الأطفال، وخاصة من ذوي الإعاقة، باتوا الأكثر تضرراً خلال التوزيع الفوضوي للمساعدات، ويواجهون العنف والاستغلال في طوابير الغذاء".
كما أشار إلى أوامر إسرائيلية جديدة بتهجير سكان أربعة أحياء في خان يونس، ما أثر في نحو 45 ألف شخص إضافي.
منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، تواجه المنطقة كارثة إنسانية متفاقمة، مع تدمير واسع للبنية التحتية وفرض حصار خانق على دخول الغذاء والدواء والمساعدات، وتُتهم إسرائيل باستخدام الجوع سلاحًا لإخضاع السكان، ما أثار قلقًا دوليًا متزايدًا من احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية أو إبادة جماعية، وتُطالب الأمم المتحدة بالسماح الفوري بدخول المساعدات وضمان حماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني.