روسيا تحظر المجلس الثقافي البريطاني وتصف لندن بـ"مهندسة الأزمات"

روسيا تحظر المجلس الثقافي البريطاني وتصف لندن بـ"مهندسة الأزمات"
المجلس الثقافي البريطاني

أعلنت السلطات الروسية، الخميس، حظر المجلس الثقافي البريطاني وتصنيفه "منظمة غير مرغوب فيها"، متهمة إياه بالترويج للمصالح البريطانية والتدخل في الشؤون الداخلية الروسية تحت غطاء تعليم اللغة الإنجليزية وذلك في تصعيد جديد للتوترات بين موسكو ولندن.

وقالت النيابة العامة الروسية إن المجلس يسعى لتقويض السياسات الداخلية والخارجية لروسيا الاتحادية، متهمة إياه أيضًا بدعم "حركة المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية"، والتي تصنّفها موسكو كـ"تنظيم متطرف محظور" وفق فرانس برس.

إشعال النزاعات

في خطوة لافتة، نقل الإعلام الروسي الرسمي عن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) أنه قدم أدلة تدعم الحظر، ووصف المملكة المتحدة بأنها "المصدر الرئيسي للأزمات العالمية، والمحرّضة على الحروب".

وجاء في بيان ناري للجهاز الأمني: "لندن لا تضعف أعداءها الجيوسياسيين فحسب، بل حتى أقرب حلفائها، وتمنع عمداً تسوية النزاعات التي كانت السبب في إشعالها".

تجسس واغتيالات وتوتر دائم

تشهد العلاقات الروسية-البريطانية تدهوراً مستمراً منذ سنوات، حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.

ومن أبرز محطات التصعيد بين البلدين: تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في سالزبري عام 2018، والذي أدى إلى طرد دبلوماسيين متبادل، وكذلك اتهامات بريطانية متكررة لموسكو بشن هجمات سيبرانية والتدخل في شؤونها الداخلية، فضلاً عن الدعم البريطاني الواسع لأوكرانيا عسكريًا وسياسيًا منذ بداية الغزو الروسي.

ضربة جديدة للمجتمع المدني في روسيا

يأتي القرار ضمن سلسلة إجراءات روسية اتخذت ضد منظمات غربية ودولية، في إطار حملة أمنية مكثفة تقودها إدارة الرئيس فلاديمير بوتين ضد المجتمع المدني المستقل، منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وكانت عشرات المؤسسات الأجنبية –من بينها هيومن رايتس ووتش وأمنستي– قد صنّفت كـ"غير مرغوب فيها"، ما يجعل أي نشاط لها أو تعاون معها بمثابة جريمة جنائية قد تصل عقوبتها إلى السجن سنوات.

وتتهم موسكو هذه المنظمات بأنها "حصان طروادة" للتأثير السياسي الغربي، بينما ترى جهات حقوقية ودولية أن الإجراءات تهدف إلى خنق الحريات العامة وتصفية المعارضة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية