الأمم المتحدة تدين الغارات الإسرائيلية على إيران وتدعو إلى ضبط النفس
الأمم المتحدة تدين الغارات الإسرائيلية على إيران وتدعو إلى ضبط النفس
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التصعيد العسكري المتجدد في منطقة الشرق الأوسط، معربًا عن قلقه البالغ إزاء الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، محذرًا من أن المنطقة "لا تحتمل مغامرة جديدة".
وفي بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، دعا غوتيريش عقب شنّ إسرائيل، فجر الجمعة، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، لتفادي الانجرار نحو صراع واسع النطاق، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
قتلى من كبار القادة الإيرانيين
شنّت إسرائيل، فجر الجمعة، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أبرزها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين.
وبحسب الإعلام الرسمي الإيراني، قُتل في الضربات كلٌّ من رئيس أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بالإضافة إلى اللواء غلام علي رشيد واثنين من العلماء النوويين البارزين.
وعرض التلفزيون الإيراني مشاهد لدخان كثيف يتصاعد من موقع "نطنز"، مؤكدًا تكرار استهدافه، إلى جانب مواقع عسكرية في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غرب البلاد.
إسرائيل تؤكد "نجاح المهمة"
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربات بأنها "ناجحة للغاية"، مؤكدًا أنها استهدفت "قلب البرنامج النووي الإيراني" ومواقع لتطوير الصواريخ الباليستية، وكذلك علماء مشاركين في "مشروع القنبلة".
بدوره، اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير العملية "تاريخية لا مثيل لها"، لكنه أقر بإمكانية فشل بعض أهدافها، داعيًا الإسرائيليين للاستعداد لأي رد محتمل من طهران.
كما حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس من احتمال تعرّض إسرائيل لهجمات صاروخية وطائرات مسيّرة كرد مباشر.
إيران تتوعد وتحمل واشنطن المسؤولية
من جانبه، توعد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إسرائيل بـ"مصير مرير ومؤلم"، مؤكدًا أن القادة الشهداء سيُخلفهم رفاقهم في "مواصلة الطريق دون تراجع".
واتهمت طهران الولايات المتحدة بالتورط غير المباشر في العملية، معتبرة أن الضربة الإسرائيلية "لم تكن لتتم من دون علم ودعم واشنطن"، محمّلة الإدارة الأمريكية تبعات "المغامرة الإسرائيلية".
وفيما أُغلق المجال الجوي في إيران وإسرائيل والعراق، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية "احتفاظها بحق الرد المشروع"، وسط توقعات باندلاع موجة من التوترات العسكرية المتبادلة.
توقيت حساس ومفاوضات نووية معلقة
تزامن الهجوم مع التحضير لجولة مفاوضات نووية جديدة بين طهران وواشنطن، كان من المقرر عقدها في مسقط بعد يومين، وبالرغم من التصعيد، قال مسؤول أمريكي إن بلاده "لا تزال تعتزم المشاركة في المحادثات"، مؤكدًا أن الأولوية الحالية هي حماية القوات الأمريكية في المنطقة.
وعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أُبلغ مسبقًا بالضربة بحسب فوكس نيوز، اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي، بينما شدد وزير الخارجية ماركو روبيو على أن "الولايات المتحدة لم تشارك في الغارات"، لكنها تدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
تشتبه القوى الغربية وإسرائيل في أن إيران تسعى سرًا لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية بحتة، ويأتي هذا التصعيد في ظل تعثر مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي، ووسط أزمة إقليمية متفاقمة تهدد بإشعال صراع أوسع.
يُشار إلى أن أسعار النفط العالمية شهدت قفزة حادة عقب الإعلان عن الهجوم، ما يعكس المخاوف المتزايدة من اتساع رقعة المواجهة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.