الآلاف يفرون من طهران بعد ضربات إسرائيلية غير مسبوقة
الآلاف يفرون من طهران بعد ضربات إسرائيلية غير مسبوقة
فرّ الآلاف من سكان طهران، الاثنين، في محاولة للنجاة بعد سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت العاصمة الإيرانية، ما تسبب بازدحام خانق على الطرق المؤدية إلى شمال البلاد، في مشهد يثير الذعر ويكشف هشاشة الأوضاع في واحدة من أكثر مناطق الشرق الأوسط توتراً.
شلل مروري كامل
أظهرت صور نشرتها وكالة فرانس برس، التُقطت من فوق أحد الجسور، صفوفاً طويلة من السيارات العالقة على الطريق السريع المؤدي من طهران إلى مدينة شالوس الساحلية، في حين خلا الاتجاه المعاكس من أي حركة مرور.
وبحسب مقاطع فيديو نشرها مدونون إيرانيون وقناة "إيران إنترناشيونال"، فقد تركزت حركة النزوح على الطريق الجبلي الرابط بين طهران وشالوس، التي تبعد نحو 150 كيلومتراً شمالاً، والمعروفة بجذبها لسكان العاصمة بفضل مناخها المعتدل.
الازدحام شمل أيضاً محطات الوقود، حيث اصطف سائقون في طوابير طويلة على أمل تعبئة سياراتهم قبل انقطاع الإمدادات.
استهداف منشآت عسكرية ونووية
بدأت إسرائيل، الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة، منذ يوم الجمعة حملة عسكرية واسعة استهدفت منشآت عسكرية ونووية في إيران، في خطوة وصفتها بأنها "ضرورية لمنع طهران من حيازة سلاح نووي".
وقالت السلطات الإيرانية إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 224 شخصاً، بينهم كبار القادة العسكريين وعدد من العلماء النوويين، بالإضافة إلى عشرات المدنيين.
وردت إيران بإطلاق دفعات من الصواريخ على أهداف داخل إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً حتى الآن، بحسب بيانات رسمية.
تحذيرات إسرائيلية
دعت إسرائيل سكان طهران إلى الابتعاد عن المنشآت العسكرية لتفادي القصف، لكن شهود عيان قالوا إن قوات الأمن الإيرانية انتشرت بكثافة في مختلف أنحاء العاصمة، بما فيها المناطق السكنية، ما يعكس خشية السلطات من احتجاجات أو اضطرابات محتملة.
إغلاق المجال الجوي
أعلنت السلطات الإيرانية إغلاق المجال الجوي حتى إشعار آخر، ما جعل الطرق البرية السبيل الوحيد للخروج من العاصمة، وهو ما فاقم منسوب الهلع، خاصة وسط العائلات التي تسعى للهروب من قصف قد يتجدد في أي لحظة.
يأتي التصعيد الحالي بعد شهور من التوترات الإقليمية والتصريحات المتبادلة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وتخشى أطراف دولية أن يؤدي هذا التصعيد إلى حرب شاملة في المنطقة، خصوصاً مع تورط عدة قوى، منها تركيا والولايات المتحدة، وسط صمت نسبي من القوى الأوروبية.