الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين عالقون على الحدود مع جنوب السودان
الأمم المتحدة: آلاف اللاجئين السودانيين عالقون على الحدود مع جنوب السودان
علّقت الأمم المتحدة، الجمعة، على لسان المنظمة الدولية للهجرة، أن آلاف اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الدائرة في بلادهم، باتوا عالقين على الحدود مع جنوب السودان، وذلك نتيجة توقف عمليات نقلهم إلى مناطق أكثر أماناً، بسبب أزمة تمويل حادة تضرب قطاع المساعدات الإنسانية عالمياً.
وأوضحت المنظمة الأممية في بيان، اليوم الجمعة، أن نقص التمويل الحاد أجبرها منذ 1 يونيو الجاري على وقف جميع وسائل النقل التي كانت تُستخدم لنقل الفارين من مناطق النزاع داخل السودان إلى أماكن آمنة في جنوب السودان، بما في ذلك القوارب والحافلات والطائرات، وذلك استناداً إلى الوضع الأمني وسوء البنية التحتية للطرق.
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، إن "من غير المقبول أن يجد أشخاص فرّوا من أهوال الحرب أنفسهم الآن محاصرين عند الحدود، عاجزين عن الوصول إلى بر الأمان أو الشروع في إعادة بناء حياتهم من جديد".
أزمة تمويل حادة
وأرجعت المنظمة هذا التعليق إلى ما وصفته بـ"نفاد الأموال المتاحة"، في وقت يعاني فيه قطاع الإغاثة الدولي من هزة كبيرة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقليص أو إيقاف المساعدات الخارجية الأميركية، في خطوة قلصت بشدة قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة للأزمات العالمية.
وبينما كانت الولايات المتحدة تعتبر تاريخياً أكبر مانح عالمي للمساعدات التنموية والإنسانية، فإن قرار واشنطن أحدث فراغاً في التمويل، تزامن مع تقليص دول أوروبية أيضاً من مساهماتها، ما أدى إلى شلل في العمليات الإغاثية في عدة مناطق متأثرة بالصراعات، أبرزها السودان.
وحذّرت المنظمة من أن تعليق عمليات النقل الإنسانية على الحدود الجنوبية للسودان "زَاد الضغط على المجتمعات المضيفة"، التي تواجه بالفعل أزمات متعددة، مشيرة إلى أن الوضع الحالي "يُفاقم من مخاطر اندلاع التوترات والأوبئة، ويُقلل بشكل خطير من إمكانية الوصول إلى الموارد المحدودة أساساً، كالمياه والخدمات الصحية والأراضي ووسائل كسب العيش".
سياق الحرب والنزوح
ويشهد السودان، منذ أبريل 2023، حرباً أهلية ضارية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأسفرت هذه الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، وتسببت في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخل البلاد، بينما لجأ نحو 4 ملايين آخرين إلى دول الجوار، في أسوأ أزمة نزوح في تاريخ السودان الحديث.
ومن بين أبرز وجهات اللاجئين السودانيين دولة جنوب السودان، التي تعاني بدورها من هشاشة سياسية وأمنية مزمنة منذ انفصالها عن السودان عام 2011، وتعاني من موجات جفاف وفقر وصراعات أهلية داخلية، ما يجعلها غير مهيأة لتحمل عبء اللاجئين بمفردها.
نداء لتمويل عاجل
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن التوقعات تشير إلى أن نحو 125 ألف لاجئ جديد قد يصلون إلى جنوب السودان خلال الفترة من يوليو وحتى نهاية العام الجاري، منهم 43 ألفاً بحاجة ماسة إلى وسائل نقل آمنة لإتمام عملية عبورهم.
وفي هذا السياق، أطلقت المنظمة نداءً طارئاً لجمع 6.5 مليون دولار أميركي كتمويل فوري لإعادة تشغيل برامج النقل الإنساني للاجئين السودانيين، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات المانحة بالتدخل العاجل للحيلولة دون كارثة إنسانية وشيكة على الحدود.