رئيس وزراء ألبانيا: سياسة اللجوء البريطانية متدهورة ولن نكون ساحة لطرد المهاجرين
رئيس وزراء ألبانيا: سياسة اللجوء البريطانية متدهورة ولن نكون ساحة لطرد المهاجرين
قال رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، إن خطة المملكة المتحدة لإنشاء "مراكز عودة" لطالبي اللجوء المرفوضين في دول ثالثة تمثل تدهورًا مقلقًا في القيم البريطانية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن بريطانيا اليوم "في مكان مظلم للغاية".
وفي تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية الخميس هاجم راما تحوّل الخطاب العام في المملكة المتحدة، الذي وصفه بأنه أصبح "غير مقبول وسخيف ومخزٍ"، بعد أن كان من المحرمات السياسية قبل عقد من الزمان.
وانتقد راما بشكل خاص إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الشهر الماضي عن مخطط جديد يهدف إلى إرسال طالبي اللجوء المرفوضين إلى مراكز خارج المملكة المتحدة، قائلاً: "من غير المتصور أن تبحث بريطانيا عن أماكن للتخلص من المهاجرين.. هذا لم يكن ليحدث قبل عشر سنوات".
ورأى أن هذه السياسات لا تعكس مبادرة شخصية من ستارمر أو سلفه ريشي سوناك، بل تعبّر عن تغير عميق في الثقافة السياسية البريطانية.
ألبانيا ترفض الخطة البريطانية
خلال زيارة ستارمر الأخيرة إلى تيرانا، أكد راما في مؤتمر صحفي مشترك أن ألبانيا لن تشارك في مخطط المراكز البريطانية، مضيفًا أن هذا الموقف ليس جديدًا: "قلت لا عندما طلب ذلك بوريس جونسون، وقلت لا لريشي سوناك.. والرد لم يتغير مع كير ستارمر".
لكن راما أوضح أن العلاقات الثنائية تتحسن بعد سنوات من التوتر في ظل الحكومات المحافظة السابقة التي اتهمت المهاجرين الألبان بالتسبب في "غزو القوارب" إلى السواحل البريطانية.
في المقابل، دافع راما عن توقيع اتفاق مشابه مع إيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني، موضحًا أن العلاقة بين البلدين "خاصة جدًا"، مضيفًا: "إيطاليا وقفت دائمًا إلى جانبنا، منذ أن خرجنا من جحيم الحكم الستاليني.. نحن أشبه بدولة واحدة من بلدين".
رغم توقيع الاتفاق، فإن الخطة الإيطالية لا تزال معلقة بسبب اعتراضات قانونية أوروبية.
الاتحاد الأوروبي
راما عبّر عن تفاؤله بمستقبل بلاده الأوروبي، قائلًا إن مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تسارعت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، مرجحًا انضمام ألبانيا الكامل إلى الاتحاد بحلول عام 2030، لافتاأن ألبانيا، العضو في حلف الناتو منذ عام 2009، تُعد مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عقد.
وفي تصريحات مثيرة للجدل، اعتبر راما أن انتخاب دونالد ترامب "أمر جيد لأوروبا"، لأنه أجبرها على الاستفاقة من سباتها السياسي، قائلا: "أعتقد أن الله أنقذ ترامب لأنه لديه خطة لأمريكا.. ولكن أيضًا لأن لديه خطة لأوروبا".
اتهامات بالفساد
رغم شعبيته داخل الاتحاد الأوروبي، يواجه راما انتقادات داخلية تتعلق بالفساد والنزعة السلطوية، إذ وُصفت بأنها تهديد للديمقراطية في البلاد، ويُعد اليوم الزعيم الأطول بقاءً في حكم البلاد منذ نهاية حقبة الديكتاتور أنور خوجة.
إيدي راما، المولود في 1964، هو فنان سابق ولاعب كرة سلة محترف تحول إلى السياسة، تولى رئاسة الحكومة الألبانية منذ عام 2013، ويُعرف بمواقفه الجريئة، ودفاعه القوي عن انضمام ألبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وسعيه لتحسين صورة بلاده دوليًا رغم التحديات السياسية والاقتصادية.