الكوليرا تتفشى بين المهاجرين في اليمن وتحذيرات من انتقال العدوى للسكان
الكوليرا تتفشى بين المهاجرين في اليمن وتحذيرات من انتقال العدوى للسكان
أعلن مكتب الصحة في مديرية أحور بمحافظة أبين عن تسجيل أربع حالات جديدة مصابة بالكوليرا في صفوف المهاجرين الأفارقة، لترتفع بذلك حصيلة الإصابات المؤكدة إلى 32 حالة، بينها أربع وفيات، في ظل بيئة صحية متدهورة ومخاوف متصاعدة من اتساع رقعة التفشي لتشمل المواطنين المحليين.
وأكد مسؤولون صحيون محليون أن المرضى يتلقون العلاج في موقع عزل ميداني أقيم خارج المستشفى العام، نتيجة الافتقار إلى إمكانيات العزل الآمن داخله، وغياب التجهيزات الطبية الأساسية، مثل محاليل الإرواء، والأدوية الخاصة بالكوليرا، ومستلزمات الوقاية الشخصية للكوادر الطبية، في وقت يعاني فيه المستشفى من شلل شبه تام في قدراته التشغيلية، بحسب ما ذكر موقع "أخبار اليمن"، اليوم الخميس.
وحذر الأطباء من أن استمرار تسجيل حالات جديدة دون تدخل طبي وإنساني عاجل قد يؤدي إلى تفشٍ واسع للوباء بين السكان المحليين، لا سيما أن المهاجرين الأفارقة يفترشون العراء في مناطق تفتقر إلى مياه نظيفة وصرف صحي، ويقيمون في ظروف غير إنسانية تجعلهم عرضة لنقل العدوى بشكل سريع.
انسحاب المانحين
وعزت مصادر طبية محلية تدهور الوضع الصحي إلى انسحاب معظم الجهات المانحة التي كانت تمول حملات الاستجابة السريعة للكوليرا، ما ترك السلطات الصحية المحلية وحيدة في مواجهة كارثة وشيكة دون الإمكانيات اللازمة، وسط تجاهل ملحوظ من جانب المنظمات الدولية العاملة في القطاع الصحي والإنساني.
وجّهت إدارة الصحة في أحور نداءً إنسانيًا عاجلاً إلى المنظمات المحلية والدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود، مطالبة بتوفير مستلزمات الطوارئ، وإرسال فرق طبية متخصصة، وإنشاء وحدات عزل متنقلة، وتقديم دعم فوري لحملات التوعية والوقاية، قبل خروج الوضع عن السيطرة وانتقال المرض إلى المجتمعات المضيفة.
خلفية الأزمة
تأتي هذه التطورات في سياق موجات مستمرة من تدفق المهاجرين الأفارقة –أغلبهم من إثيوبيا والصومال– الذين يعبرون عبر سواحل محافظة أبين في طريقهم إلى مناطق الشمال اليمني ومن ثم إلى السعودية.
وزادت معدلات وجودهم في المناطق المفتوحة، دون أي خدمات أساسية، ما يجعلهم بيئة خصبة لتفشي الأوبئة.
ويخشى خبراء الصحة من أن يؤدي الإهمال الحالي إلى تكرار سيناريوهات تفشي الكوليرا التي شهدتها اليمن في أعوام سابقة، والتي صنفت حينها كأكبر وأسرع تفشٍ للوباء في العالم، وأسفرت عن إصابة ما يقرب من مليون شخص ووفاة الآلاف.