مصرع شخصين في حرائق غابات غرب تركيا وإجلاء آلاف السكان
مصرع شخصين في حرائق غابات غرب تركيا وإجلاء آلاف السكان
قضى مسنّ طريح الفراش وعامل في مكافحة الحرائق، في سلسلة من حرائق الغابات العنيفة التي اندلعت في محافظة إزمير غرب تركيا، وسط رياح شديدة زادت من اتساع رقعة النيران وعقدت جهود الإطفاء، وفق ما أفادت به السلطات المحلية وعدد من النواب الأتراك.
واندلعت النيران منذ يوم الأربعاء الماضي في عدة مناطق بإزمير، حيث تم إجلاء سكان ست قرى على الأقل، ثلاث منها في منطقة أوديميس شرق المدينة، والثلاث الأخرى قرب بلدة تشيشمي غربًا، إحدى الوجهات السياحية الشهيرة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.
وقال النائب المعارض صالح أوزون لقناة "خلق تي في" إن "القرى تم إخلاؤها بالكامل، لكن المسن المريض الذي لم يتمكن أحد من إخراجه لقي حتفه وسط النيران"، واصفًا الموقف بأنه "مأساوي". وأضاف أن الحرائق المفاجئة "داهمت السكان ليلاً تحت تأثير الرياح العنيفة".
وأكد وزير الزراعة التركي إبراهيم يوماكلي، عبر منصة "إكس"، مصرع عامل غابات خلال محاولته إخماد أحد الحرائق في المنطقة نفسها، ليُسجل بذلك سقوط ضحيتين خلال 24 ساعة فقط من اندلاع الكارثة.
رياح تعرقل جهود الإطفاء
أوضح محافظ إزمير سليمان ألبان أن سرعة الرياح التي وصلت إلى 85 كيلومتراً في الساعة، تسببت في توسع سريع للنيران، وأضاف: "المشكلة الأكبر أننا لا نستطيع توقع اتجاه الحريق، لأنه يتغير باستمرار بسبب الرياح".
وأشار المحافظ إلى أن السلطات اضطرت إلى إغلاق الطريق السريع المؤدي من إزمير إلى تشيشمي مؤقتًا بسبب الحريق، قبل أن تعيد فتحه مساء الخميس.
وشارك في عمليات إخماد الحرائق 270 عنصر إطفاء، و9 طائرات، و22 مروحية، إلى جانب 1100 مركبة متنوعة، بحسب ما أعلنه المحافظ.
ورجّحت السلطات أن تكون أسلاك كهربائية غير آمنة وراء اندلاع الحرائق، حيث اشتعلت أربعة حرائق منذ نهاية الأسبوع الماضي، جميعها يُعتقد أنها ناجمة عن أعطال في الكابلات الكهربائية، ما يعكس ضعف البنية التحتية في بعض المناطق.
حرائق في أنطاليا وإسطنبول
وامتدت ألسنة النيران إلى منتجع لارا في أنطاليا، حيث شوهدت النيران تقترب من الفنادق والمباني السكنية. وفي إسطنبول اندلع حريق آخر في غابة سلطان غازي، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من احتوائهما بسرعة.
وتأتي هذه الكوارث وسط جفاف حادّ يضرب البلاد، حيث سُجّلت مئات الحرائق في مناطق مختلفة من تركيا منذ يوم الجمعة، دفعت السلطات إلى إجلاء أكثر من 50 ألف شخص في إزمير ومحافظة هاتاي جنوباً.
كشف تقرير نشرته وكالة الكوارث والطوارئ التركية أن 90 حريق غابات اندلع منذ بداية عام 2025، دمرت أكثر من 35 ألف هكتار من الأراضي، منها 15 ألف هكتار في شهر يونيو وحده.
حرائق سببها أنشطة بشرية
وأكد إسماعيل كوتشوك، الأمين العام لغرفة مهندسي الأرصاد التركية، أن "90% من حرائق الغابات سببها أنشطة بشرية"، محذرًا من أن "كابلات الكهرباء غير المُصانة منذ خصخصة شركات التوزيع، أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا".
وأشار إلى أن تركيا بحاجة ماسة إلى إجراءات وقائية صارمة تتماشى مع التغيرات المناخية المتسارعة، معتبرًا أن "التغير المناخي الناجم عن أنشطة بشرية هو عامل أساسي في زيادة عدد وشدة الكوارث البيئية مثل الحرائق".
ودعا نشطاء البيئة ومسؤولون محليون الحكومة التركية إلى تبني استراتيجية عاجلة لمواجهة خطر الحرائق المتكررة، بما يشمل تحسين البنية التحتية الكهربائية، وتوسيع أسطول الإطفاء الجوي، وتدريب المجتمعات المحلية على التصدي للحرائق قبل تفاقمها.