تهديد أم مسلمة وابنتها بالقتل في ألمانيا والأزهر يحذر من تصاعد الإسلاموفوبيا

تهديد أم مسلمة وابنتها بالقتل في ألمانيا والأزهر يحذر من تصاعد الإسلاموفوبيا
الشرطة الألمانية- أرشيف

أدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بشدة حادثة عنصرية مروعة وقعت في مدينة بريمن الألمانية، حيث تعرّضت امرأة مسلمة تبلغ من العمر 31 عامًا وابنتها الرضيعة لاعتداء لفظي وتهديد صريح بالقتل من قبل رجل مجهول الهوية، في واقعة تُظهر مجددًا حجم التهديد المتنامي الذي يواجه المسلمين في الغرب، وخصوصًا النساء المحجبات.

وأوضح المرصد التابع للأزهر الشريف في بيان له، اليوم الجمعة، أن الحادثة وقعت عندما كانت الأم تنتظر الترام، ليعترض طريقها رجل يبدو في الخمسينات من عمره، طالبها بخلع الحجاب بحجة أنه "لا يعجبه"، مهددًا إياها بالقتل إن لم تستجب لأوامره.

وأضاف المرصد في بيانه أن التهديد بلغ مستوى غير مسبوق من القسوة، إذ قام الرجل بتهديد الأم بقتل رضيعتها، التي لم تتجاوز عامها الأول، في حال لم تقم بحذف صورة التقطتها له أثناء الاعتداء. 

حالة من التطرّف العنيف

اعتبر المرصد أن تصرف المعتدي بهذا الشكل الوحشي يعكس حالة من التطرّف العنيف، لم تقتصر على الكراهية اللفظية، بل تجاوزت إلى تهديد مباشر لحياة طفل بريء.

ووفقًا لما أفادت به شرطة بريمن، فإن المهاجم يُعتقد أنه رجل يتراوح عمره بين 55 و60 عامًا، وقد فر من المكان مستقلاً الترام بعد تدخل بعض المارة. 

وفتحت الشرطة تحقيقًا رسميًا، وناشدت شاهدين في موقع الحادثة الإدلاء بإفادتهما لتحديد هوية المعتدي ومحاسبته.

الإسلاموفوبيا لم تعد "حالات فردية"

شدّد مرصد الأزهر على أن هذه الواقعة لا يمكن اعتبارها حادثًا فرديًا معزولًا، بل تمثل "مؤشرًا خطيرًا على تصاعد حدة الإسلاموفوبيا واستهداف الحريات الدينية في الآونة الأخيرة"، مشيرًا إلى أن النساء المسلمات المحجبات يُواجهن بشكل خاص موجة من التمييز والكراهية في الأماكن العامة بأوروبا.

واعتبر أن هذه الظواهر العنصرية تعكس خللًا عميقًا في منظومة القيم الإنسانية والسياسات الأوروبية التي لم تُفعّل بعد آليات كافية للوقاية من خطاب الكراهية، ولا للردع القانوني الحاسم تجاه مرتكبي جرائم الكراهية.

ودعا المرصد في بيانه المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان ومكافحة العنصرية في أوروبا إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه هذه الجرائم المتكررة، مطالبًا بسن قوانين أكثر صرامة لمكافحة جرائم الكراهية الدينية، وتوفير الحماية القانونية والنفسية لضحايا الاعتداءات العنصرية.

كما طالب بدعم الحملات الإعلامية التي تنشر الوعي وتحارب الصور النمطية المرتبطة بالمسلمين، وتعزيز ثقافة التسامح والتنوع، خصوصًا في المدارس والمؤسسات العامة.

وشدد المرصد على أن حرية المعتقد جزء أصيل من حقوق الإنسان التي لا تقبل المساومة، وأن استمرار هذه الممارسات دون محاسبة يهدد النسيج الاجتماعي الأوروبي ويقوّض أسس العدالة والمساواة التي تقوم عليها الديمقراطيات الغربية.

الكراهية ليست حرية رأي

أكد مرصد الأزهر أن التصدي لظواهر الكراهية والتطرف اليميني مسؤولية جماعية تتطلب تضامنًا دوليًا ومجتمعيًا حقيقيًا، مشيرًا إلى أن الصمت تجاه هذه الانتهاكات هو تواطؤ، وأن الكراهية لا يمكن اعتبارها "حرية رأي"، خاصة عندما تصل إلى حد التهديد بالقتل لطفلة لم تكمل عامها الأول.

ودعا المرصد إلى تحقيق عاجل وشفاف في هذه الجريمة، ومحاسبة الجاني وفقًا للقانون الألماني والأوروبي، كي لا تتحول المجتمعات الغربية إلى بيئة طاردة لحرية الدين والتعدد الثقافي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية