موجة برد تجتاح الأرجنتين وتشيلي وأوروجواي وتخلّف عشرات الضحايا

موجة برد تجتاح الأرجنتين وتشيلي وأوروجواي وتخلّف عشرات الضحايا
موجة برد- أرشيف

اجتاحت موجة برد شديدة وغير مسبوقة كل من الأرجنتين وتشيلي وأوروجواي، متسببة في وفاة ما لا يقل عن 15 شخصاً حتى صباح اليوم الجمعة، معظمهم من الأشخاص الذين يعيشون في الشوارع أو في مساكن غير مجهّزة لمثل هذه الظروف القاسية، بحسب ما نقلته صحيفة إنفوباي الأرجنتينية.

وأكدت السلطات المحلية في الدول الثلاث أنها فعّلت خطط طوارئ فورية، تضمنت إطلاق برامج إيواء عاجلة للفئات الأكثر هشاشة، وتوفير البطانيات والمدافئ ومراكز استقبال للنازحين من البرد، بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والبلديات.

وأرجعت هيئات الأرصاد الجوية في أمريكا الجنوبية هذه الظروف المناخية القاسية إلى كتلة هوائية قطبية آتية من القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، اجتاحت الجنوب اللاتيني منذ مطلع الأسبوع، متسببة بهبوط غير مسبوق في درجات الحرارة.

10 درجات تحت الصفر

وفي عدد من مناطق الأرجنتين وتشيلي، تراجعت الحرارة إلى ما دون 10 درجات تحت الصفر، بينما سجلت بعض مدن أوروجواي درجات حرارة تقارب الصفر في وضح النهار، في حدث نادر الحدوث، ما فاقم من معاناة السكان وأربك السلطات المحلية.

وتعد هذه الموجة من بين الأقسى منذ 30 عامًا، حسب ما أشارت بيانات هيئات الأرصاد، فيما لا تُظهر التوقعات تحسناً سريعاً، ما يعزز المخاوف من اتساع رقعة الضحايا والمُتضررين.

في ظل الارتفاع الهائل في استهلاك الطاقة، أعلنت وزارة الطاقة الأرجنتينية عن فرض قيود مؤقتة على إمدادات الغاز الطبيعي الموجهة للاستخدام الصناعي، من أجل ضمان استمرار توفير التدفئة للسكان في المنازل، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى.

أزمة عميقة

أشارت هيئة تنظيم الغاز الوطنية في الأرجنتين (إينارجاس) إلى أن استهلاك الغاز هذا الأسبوع تجاوز المعدلات المعتادة بنسبة 25% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في دلالة على عمق الأزمة.

وفرضت شركات توزيع الطاقة في تشيلي وأوروجواي حالة التأهب القصوى، داعية السكان إلى ترشيد الاستهلاك الكهربائي وتجنب الضغط على شبكات الكهرباء والغاز، فيما تعمل السلطات على تأمين إمدادات إضافية من الوقود لمواجهة الأزمة.

ودعت الحكومات الثلاث المواطنين إلى الامتناع عن التنقل غير الضروري، وتجنّب الأنشطة الخارجية، خصوصًا لكبار السن والأطفال والمصابين بأمراض مزمنة، لما يشكله البرد القارس من خطر مباشر على الصحة.

إغلاق المدارس

كما أُلغيت أو أُجلت عدد من الفعاليات الرياضية والثقافية في الهواء الطلق، في حين أُغلقت المدارس في عدد من المقاطعات الجنوبية بالأرجنتين وتشيلي، وتم تحويل التعليم إلى وضع الطوارئ عبر الإنترنت.

وأكد مسؤولون في وزارات الصحة والأمن الاجتماعي في الدول الثلاث أن فرق الإنقاذ تعمل على مدار الساعة لرصد حالات التشرد وتقديم الإغاثة الطبية والغذائية، بينما تم تخصيص أرقام طوارئ للإبلاغ عن الأشخاص المعرّضين لخطر الوفاة بسبب البرد.

ووصفت منظمات بيئية هذه الموجة بأنها إحدى مظاهر الخلل المناخي المتسارع، حيث تزداد التقلبات الحادة في الطقس، من موجات حر قياسية إلى برد قطبي مفاجئ، وسط تحذيرات من أن البنية التحتية في دول أمريكا الجنوبية ليست مهيّأة لمثل هذه الصدمات المناخية المتكررة.

ودعت منظمات المجتمع المدني إلى خطة إقليمية شاملة لمجابهة آثار تغير المناخ على الفئات الهشة، وطالبت بزيادة الاستثمار في مراكز الإيواء، وتحسين منظومة الإنذار المبكر والجاهزية الطارئة، لا سيما في المناطق الريفية والحدودية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية