شاب صيني من ذوي الاحتياجات يقدّم آلاف الأطنان من المؤن لضحايا الفيضانات
شاب صيني من ذوي الاحتياجات يقدّم آلاف الأطنان من المؤن لضحايا الفيضانات
أثار رجل صيني مصاب بشلل الأطفال موجة تعاطف وإعجاب في أنحاء البلاد، بعدما تبرّع بكامل مدّخراته من أجل مساعدة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت جنوب غرب الصين مؤخرًا.
وعُرف الرجل، واسمه هو لي، بلقب "العملاق الراكع"، ويبلغ من العمر 32 عامًا، وينحدر من عائلة فقيرة في منطقة نينغشيا هوى ذاتية الحكم شمال غرب البلاد، بحسب ما ذكرت صحيفة "جيمو نيوز"، اليوم الاثنين.
وسجّل هو لي موقفًا إنسانيًا نادرًا أواخر يونيو الماضي، عندما اشترى 5000 كيلوجرام من الأرز، و500 صندوق من المعكرونة سريعة التحضير، و500 زجاجة من المياه المعدنية، و100 مصباح يدوي، و2000 زوج من القفازات، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 8 آلاف دولار، وقدّمها كتبرعات عاجلة للناجين من الفيضانات التي اجتاحت مقاطعة رونغجيانغ في إقليم قويتشو جنوب غربي الصين.
من كشك إلى شاحنة إنقاذ
قاد هو لي بنفسه، رفقة أصدقائه، شاحنة محمّلة بالمؤن نحو المناطق المتضررة، حيث تم تسليم المساعدات إلى هيئة الإغاثة المحلية من الكوارث.
وبحسب صحيفة جيمو نيوز، فإن المشروع الخيري الضخم لم يترك في حسابه المصرفي سوى 0.5 يوان فقط (ما يعادل بضعة سنتات)، غير أن هو لي علّق قائلاً: "إما أن لا أتبرع، أو أن أعطي كل شيء".
وأسهم أصدقاؤه في المبادرة بتبرعات عينية بلغت قيمتها نحو 3 آلاف دولار إضافية، ما ساعد في إيصال الشحنة في الوقت المناسب إلى مراكز الإغاثة.
ولقيت هذه المبادرة إشادة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصبح هو لي رمزًا للبذل والتضحية في وجه الكوارث، رغم ظروفه الشخصية الصعبة.
مليون يوان للفقراء
ورغم حالته الصحية ودخله المحدود، الذي يعتمد فيه على جمع المواد القابلة لإعادة التدوير وبيع الحرف اليدوية في كشك بسيط، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُثبت فيها هو لي التزامه بالعمل الخيري.
وبين عامي 2008 و2023، تبرع الشاب الصيني بمبلغ يقارب مليون يوان (نحو 140 ألف دولار) من أجل دعم 500 طالب فقير في مواصلة تعليمهم.
ويحصل هو على جزء من دخله من البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الإعانات الحكومية المخصصة لذوي الإعاقة.
ويُعرف محليًا بلقب "العملاق الراكع" تقديرًا لتفانيه في مساعدة المحتاجين، رغم كونه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما جعله يحظى باحترام وإعجاب واسع من قبل الجمهور الصيني.
فيضانات في قويتشو
جاءت مبادرة هو لي في وقت تشهد فيه مقاطعة رونغجيانغ واحدة من أسوأ موجات الفيضانات خلال السنوات الأخيرة، والتي استمرت من 21 إلى 24 يونيو، حيث غمرت المياه الطرق والمراكز التجارية، وتسببت في نزوح أكثر من 50 ألف شخص، وتضرر نحو 100 ألف آخرين، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام الصينية الرسمية.
وتشتهر المقاطعة بدوري كرة القدم القروي الذي انتشر على نطاق واسع في السنوات الماضية، لكنها اليوم تواجه أزمة إنسانية حادة بسبب انهيار البنية التحتية وتدمير المنازل ونقص الإمدادات، ما دفع المتطوعين من مختلف أنحاء الصين، مثل هو لي، إلى التدخل الفوري.
وبعيدًا عن الأرقام والمساعدات، تقدّم قصة هو لي درسًا إنسانيًا نادرًا في زمن الأزمات، إذ أظهر هذا الشاب أن العطاء لا يُقاس بما نملك، بل بما نحن مستعدون لتقديمه في اللحظة الحرجة، وبإصراره على المساعدة رغم إعاقته وفقره، أثبت أن أسمى أشكال الكرم قد تأتي من أكثر الناس تواضعًا.