في مواجهة "الظلام".. إدانات نسوية لسياسات طالبان ضد التعليم والحقوق الأساسية
في مواجهة "الظلام".. إدانات نسوية لسياسات طالبان ضد التعليم والحقوق الأساسية
أصدرت شبكة المشاركة السياسية للنساء في أفغانستان بياناً حاد اللهجة أدانت فيه استمرار حركة طالبان في سياساتها "الرجعية"، وعلى رأسها حرمان الفتيات من التعليم بعد الصف السادس، وإقصاء النساء بشكل ممنهج من مجالات الثقافة والمعرفة.
ندد البيان الصادر، اليوم الأحد، بإغلاق المدارس والجامعات أمام الفتيات، وحذف الكتب الأكاديمية، لا سيما تلك التي كتبتها نساء أو باللغة الفارسية، معتبراً أن هذه الإجراءات تشكل تهديداً مباشراً لمستقبل الجيل الشاب في أفغانستان.
وجاء في البيان: "إن هذه السياسات تعمل على محو النساء من المشهد الثقافي والفكري، وتحرم المجتمع من نصف طاقاته البشرية".
الإنترنت.. سلاح جديد للقمع
أعربت الشبكة عن قلقها البالغ من الانقطاع الواسع للإنترنت في عدد من الولايات الأفغانية، مؤكدة أن هذا الإجراء حرم آلاف الطالبات من التعليم الإلكتروني، وعطل حياة ملايين المواطنين، وقطع تواصل الأسر مع أقاربهم في الداخل والخارج.
واعتبرت أن هذا القرار يندرج في إطار محاولات طالبان المستمرة لعزل المجتمع عن العالم وإسكات الأصوات المعارضة.
شدد البيان على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بتوثيق الانتهاكات الحقوقية التي تشهدها أفغانستان بشكل رسمي، واتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين بدائل في مجالي التعليم والإعلام.
وطالبت الشبكة بدعم عملي وملموس للاحتجاجات المدنية، خصوصاً تلك التي تقودها النساء، باعتبارها الوسيلة الأبرز لمقاومة القمع.
قيود على الحريات العامة
تزامناً مع الذكرى الخامسة لعودة طالبان إلى الحكم، كثفت الحركة القيود على الحريات العامة، وبموجب أمر مباشر من قيادتها، تم قطع خدمات الإنترنت اللاسلكي والألياف البصرية في عدد من الولايات، من دون تقديم أي تفسير رسمي.
واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تمثل جزءاً من سياسة القمع والسيطرة المطلقة التي تتبعها الحركة منذ أربع سنوات.
وفي المقابل، أدانت مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان هذا الإجراء، ووصفت طالبان بأنها "عدو للوعي والتقدم"، محذرة من أن هدفها إبقاء الشعب الأفغاني "في الظلام والجهل"، وحرمانه من أدوات التواصل والمعرفة، تمهيداً لإسكات صوت الحرية والمقاومة.