تقرير أممي: سوء الأوضاع الإنسانية يتفاقم في غزة والضفة الغربية
تقرير أممي: سوء الأوضاع الإنسانية يتفاقم في غزة والضفة الغربية
ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنّ الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في مختلف أنحاء قطاع غزة، بما يشمل القصف والتوغلات البرية، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية إلى مستويات كارثية في القطاع وفي الضفة الغربية.
قصف المدنيين وتصاعد عدد الضحايا
أشار التقرير إلى ورود أنباء يوم الخميس عن قصف استهدف مدنيين كانوا يصطفّون للحصول على مكملات غذائية في دير البلح، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وجدّد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إدانة المنظمة لقتل المدنيين، مؤكّدًا التزام أطراف النزاع بموجب القانون الدولي الإنساني باتخاذ كل التدابير اللازمة لتقليل الخسائر بين المدنيين، ومنع الهجمات العشوائية.
كما أفاد بهجوم استهدف مكاتب شريك إنساني في مدينة غزة، أدى إلى مقتل ثلاثة موظفين.
خطر توقف الخدمات الحيوية
كشف دوغاريك أنّ الأمم المتحدة تمكّنت يوم الأربعاء من إدخال نحو 75 ألف لتر وقود إلى قطاع غزة من إسرائيل، وهي أول دفعة منذ 130 يوماً، لكن هذه الكمية، بحسب دوغاريك، لا تكفي حتى لتغطية يوم واحد من احتياجات القطاع الحيوية، حيث تحتاج المنظمات الإنسانية إلى مئات الآلاف من اللترات يوميًا.
وحذّر من أنّ نفاد الوقود خلال أيام سيؤدي إلى انقطاع إمدادات مياه الشرب النظيفة عن نحو 44 ألف طفل، ما سيزيد من خطر تفشي أمراض مثل الكوليرا والإسهال.
تراجع التعليم: نصف المساحات التعليمية متوقفة
قال مكتب أوتشا إن الشركاء الإنسانيين أنشأوا منذ أكتوبر الماضي وحتى يونيو الجاري 626 مساحة تعليمية مؤقتة، تستوعب قرابة 240 ألف طالب نصفهم من الفتيات.
لكن بسبب أوامر النزوح المستمرة لم يتبقَّ قيد العمل سوى 299 مساحة تعليمية فقط.
تحديات العاملين في المجال الإنساني
رغم الظروف غير المحتملة، يواصل المستجيبون الأوائل والكوادر الطبية وعمال الإغاثة تقديم المساعدات الغذائية وغيرها، بحسب التقرير، غير أنّ هؤلاء يعانون هم أنفسهم من الجوع ونقص المياه وتهديدات مباشرة لسلامتهم، شأنهم شأن بقية سكان القطاع.
وشدّد دوغاريك على أن وقف إطلاق النار ليس مطلبًا مُلحًا فحسب، بل واجب، داعيًا للإفراج عن جميع الرهائن دون قيد أو شرط.
تصعيد في الضفة الغربية
أشار أوتشا إلى تكثيف القوات الإسرائيلية عملياتها شمالي الضفة الغربية، ما أسفر عن دمار كبير، وزيادة معاناة آلاف الأسر النازحة التي كانت تأمل في العودة إلى منازلها.
وأضاف أنّ هجمات المستوطنين الإسرائيليين صارت حقيقة يومية، مستشهدًا بهجوم في 3 يوليو الجاري أدى إلى تهجير كامل لتجمع المعرجات البدوي في وسط الضفة.
وبذلك يرتفع عدد التجمعات التي جرى تهجيرها بالكامل في رام الله وأريحا منذ يناير 2023 إلى تسعة تجمعات، نتيجة هجمات المستوطنين المتكررة.
الأزمة الإنسانية في غزة والضفة
منذ السابع من أكتوبر 2023، اندلعت موجة عنف هي الأعنف منذ عقود بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، إثر هجوم مفاجئ نفذته الحركة داخل إسرائيل. وردًا على ذلك، شنّ الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة النطاق على القطاع شملت قصفًا جويًا مكثفًا، تلاه توغلات برية في مناطق متفرقة.
أدت هذه العمليات إلى دمار هائل في البنية التحتية المدنية، ونزوح أكثر من 1.7 مليون فلسطيني داخليًا وفق تقديرات الأمم المتحدة. تزامن ذلك مع فرض قيود مشددة على دخول الغذاء والدواء والوقود، مما تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعيش معظم السكان اليوم تحت خط الفقر ويعتمدون بالكامل تقريبًا على المساعدات الإنسانية.
وفي الضفة الغربية المحتلة، زاد العنف بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين بشكل حاد، إلى جانب تكثيف عمليات الجيش الإسرائيلي في مدن شمال الضفة مثل جنين ونابلس وطولكرم، ما أسفر عن قتلى وجرحى ودمار واسع وأعاد مئات العائلات إلى حالة نزوح قسري.
تزامن ذلك مع صعوبات غير مسبوقة تواجهها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية في الوصول إلى المحتاجين بسبب القيود الأمنية ونقص الوقود، ما يُهدد بحدوث مجاعة وانتشار أوبئة.