بعد 5 سنوات على الانفجار.. اليونسكو تجدد التزامها بإعمار الثقافة في لبنان

بعد 5 سنوات على الانفجار.. اليونسكو تجدد التزامها بإعمار الثقافة في لبنان
المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي

أعلنت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي خلال زيارتها إلى العاصمة اللبنانية بيروت عن حزمة برامج جديدة ستنفذها المنظمة في لبنان بعد مرور خمس سنوات على انفجار المرفأ الذي غيّر وجه المدينة. 

وقالت في بيان صحفي أشار إليه موقع أخبار الأمم المتحدة -الجمعة- إن عودتها إلى بيروت تمثل لحظة مهمة بالنسبة لها، معربة عن أملها بأن تحمل المبادراتُ الجديدة "الأمل، وأن تضرب جذورنا في عمق الماضي وتفتح أمامنا آفاق المستقبل".

ووضعت أزولاي حجر الأساس لمشروع ترميم محطة قطار مار مخايل التاريخية التي كانت تربط بين ثلاث قارات في السابق وتمتد على مساحة تتجاوز عشرة آلاف متر مربع، ومن المقرر أن يتحول الموقع بحلول عام 2027 إلى مركز ثقافي نابض بالحياة يخدم سكان العاصمة، بتنفيذ مشترك بين اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، وبدعم مالي من إيطاليا يبلغ 3.5 مليون دولار.

المسرح الكبير يعود للحياة

كما كشفت المديرة العامة لليونسكو عن مشروع لترميم المسرح الكبير في بيروت، المغلق منذ عام 1990 والذي تضرر بشدة خلال انفجار المرفأ، وسيبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع بتمويل إماراتي قدره مليون دولار، في إطار خطة أوسع لإعادة إحياء المعالم الثقافية التاريخية في لبنان.

وفي موازاة جهود الترميم، أعلنت اليونسكو عن تمويل ثمانية مشاريع فنية وحرفية في مدينتي صور وبعلبك المدرجتين على قائمة التراث العالمي، وذلك بهدف تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية المحلية وتوفير فرص عمل جديدة للشباب والحرفيين.

مبادرة "لبيروت" أساس الالتزام

يُذكر أن أودري أزولاي كانت قد أطلقت مبادرة "لبيروت" في أعقاب انفجار المرفأ عام 2020، والتي نجحت في حشد أكثر من 45 مليون دولار لإعادة بناء وترميم المباني التراثية والمؤسسات الثقافية في العاصمة، ما مهد الطريق للمشاريع الجديدة التي أعلنت عنها اليوم.

يأتي إعلان اليونسكو في وقت لا يزال فيه لبنان يعاني من تبعات الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي فاقمته كارثة انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، والذي تسبب بمقتل أكثر من 200 شخص وتشريد آلاف العائلات، وتُعد الثقافة والآثار ركائز أساسية في هوية بيروت ولبنان، لكن الكثير من المواقع التاريخية تضرر بشدة أو أُغلق بسبب غياب التمويل. 

وتعتبر اليونسكو واحدة من أبرز الجهات الدولية التي تواصل العمل على صون التراث اللبناني وحمايته من الاندثار، عبر مبادرات تتداخل فيها جهود الترميم مع دعم الصناعات الثقافية والإبداعية لضمان استدامة المجتمعات المحلية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية