احتجاجات ضد مشروع لتخزين النفايات النووية في فرنسا
احتجاجات ضد مشروع لتخزين النفايات النووية في فرنسا
شهدت بلدة بور في شمال شرق فرنسا، احتجاجات واسعة ضد مشروع إنشاء مركز لتخزين النفايات النووية، حيث سار مئات المتظاهرين في شوارع القرية للتعبير عن رفضهم لخطة حكومية مثيرة للجدل، فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق بعض التجمعات.
ذكرت الشرطة الفرنسية، اليوم الأحد، أن نحو 700 شخص شاركوا في المسيرة، بينما قدّر المنظمون العدد بألفي متظاهر، مشيرين إلى أن المشروع المعروف باسم CIGEO يشكّل تهديداً على البيئة والأجيال المقبلة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها "احتجاج من أجل المستقبل"، مطالبين برحيل الوكالة الوطنية لإدارة النفايات المشعة "أندرا" من المنطقة.
تصاعدت المواجهات الميدانية
انضم نحو 200 شخص آخر إلى احتجاج غير مرخّص في مكان قريب، حيث ألقوا مقذوفات باتجاه رجال الأمن، ما دفع الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع مرة أخرى، وسط تحليق مروحيات في سماء المنطقة.
وأعلنت قوات الدرك أنها صادرت "أسلحة ومواد خطرة" خلال عمليات تفتيش أعقبت الاحتجاجات.
أُطلق مشروع CIGEO عام 1991 بهدف إنشاء مركز تخزين تحت الأرض للنفايات النووية الأكثر خطورة، ومن المقرر أن تبدأ أعمال البناء بين أواخر 2027 وأوائل 2028.
لكن المشروع واجه منذ بدايته رفضاً شعبياً واسعاً من سكان المنطقة والناشطين البيئيين الذين يرون فيه خطراً دائماً على الصحة العامة والطبيعة.
تصاعدت المخاوف البيئية
تملك فرنسا أحد أكبر برامج الطاقة النووية في العالم، إذ تضم 18 محطة تولّد نحو 60% من الكهرباء، لكن مع تزايد الضغوط العالمية للتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري، عاد النقاش حول الطاقة الذرية إلى الواجهة.
وبينما تراها السلطات وسيلة لمكافحة تغيّر المناخ وضمان الاستقلال الطاقي، يبقى ملف النفايات النووية نقطة سوداء يصعب تجاوزها.
يرى المدافعون عن المشروع أن التخزين العميق تحت الأرض هو الحل الأكثر أماناً على المدى الطويل للتعامل مع النفايات المشعة، في حين يحذر المعارضون من "خطر دائم" قد يهدد حياة أجيال لاحقة في حال حدوث تسرب أو خلل تقني.
وبذلك، تتواصل حالة الشد والجذب بين الدولة والمجتمع المدني في واحدة من أعقد القضايا البيئية التي تواجه فرنسا.