الأمم المتحدة: الأمراض غير المعدية تهدد التنمية.. ومليار شخص يعانون أزمات الصحة النفسية

الأمم المتحدة: الأمراض غير المعدية تهدد التنمية.. ومليار شخص يعانون أزمات الصحة النفسية
أنطونيو غوتيريش

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الأمراض غير المعدية وحالات الصحة النفسية باتت من أكبر تحديات الصحة العامة والتنمية في عصرنا، وقال إن كل ثانيتين يفقد شخص دون السبعين حياته بسبب مرض غير معدٍ، فيما تؤثر أزمات الصحة النفسية على أكثر من مليار إنسان حول العالم.

جاءت تصريحات غوتيريش، التي ألقتها نائبته أمينة محمد، الخميس في افتتاح الاجتماع رفيع المستوى حول الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وتعزيز الصحة النفسية والرفاه، ضمن أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق الموقع الإعلامي للأمم المتحدة.

43 مليون وفاة سنوياً

الأمين العام كشف أن الأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة، تسببت العام الماضي وحده في وفاة أكثر من 43 مليون شخص، لتصبح السبب الأول للوفاة في العالم، وأضاف أن التقدم نحو خفض الوفيات المبكرة بسبب هذه الأمراض بمقدار الثلث بحلول عام 2030، وهو هدف من أهداف التنمية المستدامة، لا يزال بعيداً عن المسار الصحيح.

إعلان سياسي جديد

الاجتماع، وهو الرابع من نوعه، ناقش اعتماد إعلان سياسي جديد يضع أهدافاً طموحة وقابلة للتحقيق بحلول عام 2030، من أبرزها: خفض عدد مستخدمي التبغ بمقدار 150 مليون شخص، وتمكين 150 مليون شخص إضافي من السيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وضمان حصول 150 مليون شخص إضافي على خدمات الصحة النفسية.

غوتيريش شدد على أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تعزيز الرعاية الصحية الأولية، ومعالجة المحددات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر في أنماط المعيشة، وضمان تمويل مستدام للبرامج الصحية، ووضع الفئات الأضعف في قلب الاستجابة.

العبء الأكبر على الفئات الضعيفة

رئيسة الجمعية العامة أنالينا بيربوك أكدت أن أمراض القلب والسرطان وحدها تودي بحياة 30 مليون شخص سنوياً، محذرة من أن ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية تقع في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وقالت إن هذه الأمراض "سبب ونتيجة للفقر في آن واحد"، مشيرة إلى أن نقص التمويل المستمر في مجال الصحة النفسية يزيد المعاناة.

من أجل من يعانون

مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ذكّر بأن كثيراً من الوفيات كان يمكن تفاديها لو توفر التشخيص المبكر والعلاج منخفض التكلفة، وقال إن الإعلان السياسي الجديد "الأقوى حتى الآن"، داعياً إلى توسيع نطاق الرعاية النفسية وهدم جدران الوصمة التي تحاصر المرضى.

أزمة تنمية وليست صحية فقط

رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي لوك بهادور ثابا اعتبر أن كل وفاة مبكرة "تمثل ضياعاً للإمكانات"، مشدداً على أن الأمراض غير المعدية وحالات الصحة النفسية ليست أزمة صحية فحسب بل "أزمة تنمية" تعوق الاندماج والكرامة والازدهار.

الرياضة كدواء رخيص

من جانبها، شددت رئيسة اللجنة الأولمبية الدولية كريستي كوفنتري على أن الخمول البدني يعد من أخطر عوامل الخطر، وقالت إن الرياضة والنشاط البدني هما "الحل الأكثر فاعلية وأقل تكلفة"، مشيرة إلى أن كل دولار يُستثمر في الرياضة يحقق عائداً مضاعفاً في الصحة والاقتصاد.

الأمراض غير المعدية هي تلك التي لا تنتقل من شخص لآخر، مثل أمراض القلب والسرطانات والسكري والأمراض التنفسية المزمنة، وتشكل هذه الأمراض حالياً السبب الرئيسي للوفاة عالمياً، حيث تقتل ما يقرب من 74 في المئة من مجمل الوفيات سنوياً، أما الصحة النفسية فيتأثر بها أكثر من مليار إنسان حول العالم، بينما يحصل أقل من نصف المصابين على الرعاية المناسبة، وقد اعتمدت الأمم المتحدة أول اجتماع رفيع المستوى بشأن هذه القضايا عام 2011، في محاولة لحشد الدعم الدولي لمواجهتها، لكن التقدم ظل بطيئاً، ما دفع المنظمة إلى إطلاق إعلان سياسي جديد خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة لتسريع الجهود وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية