أوتشا: غارات مكثفة على غزة تطيح بالخيام والمستشفيات وسط عجز إنساني متفاقم

أوتشا: غارات مكثفة على غزة تطيح بالخيام والمستشفيات وسط عجز إنساني متفاقم
الحرب في غزة

 

أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي كانت شديدة الكثافة، مستهدفة خيام النازحين والمباني السكنية والبنية التحتية العامة، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

وفي أحدث تحديثاته يوم الخميس، أشار المكتب إلى أن العمليات البرية المتواصلة والقصف وأوامر التهجير تسببت في موجات نزوح جديدة من المدينة، فيما يواجه السكان ظروفاً متدهورة يوماً بعد يوم، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

انقطاع اتصالات وصعوبة توثيق

أوضح شركاء أوتشا في مجال الحماية أن شمال غزة يشهد انقطاعاً واسعاً في قنوات الاتصال، ما يعرقل التحقق من حجم الخسائر وتقييم المخاطر على المدنيين العالقين هناك.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 65,419 شخصاً، بينما تجاوز عدد الجرحى 167,160، أما مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فأكد أن ما لا يقل عن 2,340 شخصاً، معظمهم من الشباب والفتيان، لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات عند مواقع إمداد إسرائيلية ذات طابع عسكري.

إمدادات مقطوعة ومجاعة وشيكة

مع استمرار إغلاق معبر زيكيم شمال القطاع منذ 12 سبتمبر، وتعليق حركة البضائع من الأردن بعد حادث أمني على جسر اللنبي، إلى جانب إغلاق معابر غزة خلال الأعياد اليهودية، قالت أوتشا إن خطوط الإمداد أصبحت غير قابلة للتنبؤ، خصوصاً في مدينة غزة التي تواجه خطر المجاعة.

وحذرت من أن استمرار القصف والتهجير ونقص الإمدادات يهدد بانهيار الخدمات المنقذة للحياة، مثل عمل سيارات الإسعاف والمرافق الصحية والمطابخ المجتمعية.

مستشفيات تحت الحصار

أفادت شبكة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية بأن غارة إسرائيلية دمّرت مبنى الشوا في غزة والذي كان يضم مرافق إنسانية رئيسية، كما أُجبرت أربعة مستشفيات شمال القطاع على التوقف منذ بداية الشهر، ليبقى 14 مستشفى فقط قيد التشغيل في عموم غزة، لكنها جميعاً تعمل بقدرات محدودة للغاية.

ظروف مأساوية للنازحين

أكدت أوتشا أن غالبية سكان قطاع غزة نزحوا مرات عدة، وأن الفئات الأكثر هشاشة، خاصة الأطفال وكبار السن، تواجه مشقة مضاعفة تصل إلى خطر الجفاف أثناء التنقل.

وبحسب مجموعة المأوى، فإن الجنوب يشهد أوضاعاً مقلقة مع تكدس العائلات في خيام مؤقتة على الشاطئ، أو داخل مدارس مكتظة، أو بين أنقاض المنازل، وأشارت إلى أن معظم النازحين يصلون بلا خيام، بينما تجاوز سعر الخيمة في السوق المحلية ألف دولار، وهو مبلغ لا تستطيع غالبية الأسر تحمله.

أزمة تمويل خانقة

في ظل هذه الصورة القاتمة، ما زالت عمليات الإغاثة تعاني من نقص حاد في التمويل، فقد وفرت الدول الأعضاء حتى الآن نحو 1.06 مليار دولار فقط من أصل 4 مليارات مطلوبة ضمن النداء العاجل لعام 2025 لتغطية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لثلاثة ملايين شخص في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

تأسس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عام 1991 لتنسيق استجابات الأمم المتحدة وشركائها في الأزمات الإنسانية المعقدة، وفي قطاع غزة، يضطلع المكتب بدور رئيسي في رصد الأوضاع وتسهيل وصول المساعدات الطارئة، خاصة الغذاء والمياه والرعاية الصحية، ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، يواجه القطاع حصاراً خانقاً مع تدمير واسع للبنية التحتية، ونزوح أكثر من مليوني شخص، فيما تحذر الأمم المتحدة من أن استمرار استهداف المرافق الصحية والإغاثية، إلى جانب القيود على دخول المساعدات، قد يدفع غزة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية