وقف إطلاق النار يدخل حيّز التنفيذ في غزة وسط ترقّب حذر وعودة آلاف النازحين

وقف إطلاق النار يدخل حيّز التنفيذ في غزة وسط ترقّب حذر وعودة آلاف النازحين
عودة النازحين الفلسطينيين

مع دقات الثانية عشرة ظهر الجمعة، خيّم هدوء ثقيل على قطاع غزة بعد شهور طويلة من القصف والدمار، مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

في بيانه الرسمي، قال الجيش الإسرائيلي إن "اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ عند الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي"، مضيفاً أن قواته بدأت "التموضع على خطوط انتشار محدّثة استعداداً لتنفيذ الاتفاق وعودة الرهائن"، وأكد أن "قوات الجيش في القيادة الجنوبية ستواصل التعامل مع أي تهديد فوري في المنطقة" وفق رويترز.

عودة النازحين عبر شارع الرشيد

مع لحظة سريان الهدنة، أظهرت مقاطع مصورة تدفّق آلاف الفلسطينيين العائدين من وسط وجنوب قطاع غزة نحو الشمال عبر شارع الرشيد الساحلي، كثيرون منهم ساروا على الأقدام يحملون ما استطاعوا إنقاذه من متاعهم، بينما علت وجوههم ملامح التعب والذهول والرجاء في آن واحد.

وقال أحد النازحين العائدين عبر الهاتف لوسائل إعلام محلية: "لا نعرف ما الذي ينتظرنا، لكننا نريد فقط أن نرى بيوتنا، حتى لو كانت أنقاضاً".

تحذيرات إسرائيلية وانتشار أمني لحماس

بعد ساعات من دخول الهدنة حيّز التنفيذ في غزة، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً جديداً حذر فيه من الاقتراب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، إضافة إلى مناطق تمركز القوات الإسرائيلية في خان يونس، وجاء في التحذير أن "الاقتراب من الأراضي الإسرائيلية والمنطقة العازلة يشكّل خطراً بالغاً".

في المقابل، قالت مصادر في حركة حماس إن "عناصر أمنية تابعة للحركة ستبدأ الانتشار في المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي لضبط الأوضاع الميدانية ومنع الفوضى"، في إشارة إلى مساعٍ للحفاظ على الأمن وضمان تنفيذ الاتفاق.

بند الرهائن.. اختبار الهدنة الأصعب

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، ينص الاتفاق على أن تفرج حماس عن الرهائن الإسرائيليين بحلول ظهر الاثنين المقبل، في خطوة تعدّ من أبرز بنود التفاهمات التي توسطت فيها أطراف إقليمية ودولية، ويُنظر إلى هذا البند على أنه الاختبار الحقيقي لقدرة الهدنة على الصمود في الأيام المقبلة.

يأتي هذا الاتفاق بعد أشهر من العمليات العسكرية العنيفة التي خلّفت دماراً واسعاً في غزة وأزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث نزح مئات الآلاف من السكان وفقد الآلاف أرواحهم، وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 في المئة من سكان القطاع اضطروا للنزوح من منازلهم خلال الأشهر الماضية.

وتعد هذه الهدنة واحدة من سلسلة محاولات دولية لوقف دوامة العنف المستمرة منذ أكثر من عامين بين إسرائيل وحماس، إذ شهدت الجولات السابقة انهياراً سريعاً للاتفاقات بسبب غياب الثقة وتبادل الاتهامات بخرقها، ومع ذلك يبقى الأمل قائماً هذه المرة في أن تشكل الهدنة خطوة أولى نحو مسار سياسي أطول يعيد للفلسطينيين شيئاً من الأمان المفقود.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية