غزة تحتفل بوقف الحرب.. أغانٍ ورقص ورسائل حب وشكر بعد عامين من الدمار (صور)

احتفل مئات الفلسطينيين، اليوم الخميس، في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، عقب إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الذي أنهى حربًا مدمّرة استمرت لعامين متواصلين.

وتجمّع شبّان فلسطينيون أمام مستشفى ناصر حيث غنوا ورقصوا على أنغام أغانٍ وطنية تعبّر عن الفرح والأمل، في حين ارتفعت الهتافات تمجّد الصمود وتحيّي من وقفوا مع غزة في محنتها.

وأظهرت مشاهد، بثّتها وكالة فرانس برس، شبّانًا يحملون أحد الصحفيين خلال بث مباشر احتفالي، في حين كان يرفع الميكروفون عاليًا في مشهدٍ رمزي يجسد فرحة الانتصار على الحرب والمعاناة.

وقال الشاب عبد المجيد عبد ربه من خان يونس: "الحمد لله على وقف إطلاق النار ووقف شلال الدماء والقتل"، مضيفًا: "كل غزة فرحانة، وكل العرب، وكل العالم سعيد لأن الدم توقف أخيرًا".

وأكد عبد ربه، وهو يرتدي قميصًا أسود اللون، أن الفلسطينيين يشعرون بالامتنان لكل من دعم قضيتهم وأسهم في إنهاء الحرب قائلاً: "كل الشكر والحب لمن وقفوا معنا وأسهموا بوقف شلال الدماء".

اتفاق بعد ضغوط دولية

توصّلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة وضغط مكثف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة وُصفت بأنها محطة مفصلية نحو إنهاء أطول حروب غزة الحديثة وأكثرها دموية.

وينص الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إلى جانب السماح بدخول مساعدات إنسانية واسعة لإغاثة سكان القطاع المحاصر.

وقال الشاب أيمن النجار الذي فقد جده قبل أسبوع: "رغم الجراح ورغم الإبادة وفقدان الأحبة، نحن سعداء بوقف النار، هذه فرحة ممزوجة بالألم لكنها تمنحنا الأمل في الحياة من جديد".

حرب دامية ودمار

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة فرانس برس المستندة إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصًا، ما يزال 47 منهم محتجزين حتى اليوم، ومنهم 25 قضوا بحسب الجيش الإسرائيلي.

وردّت إسرائيل بحملة عسكرية واسعة على غزة وصفت بأنها الأعنف في تاريخ النزاع، وأدّت إلى استشهاد ما لا يقل عن 67,183 فلسطينيًا وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تعدها الأمم المتحدة موثوقة، بالإضافة إلى دمار هائل طال البنية التحتية والمنازل والمستشفيات.

وعود بإعادة الإعمار

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب توقيع الاتفاق أن "جميع الرهائن سيعودون الاثنين"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستشارك في إعادة إعمار غزة وضمان أمنها واستقرارها، في إشارة إلى بداية مرحلة جديدة من إعادة البناء السياسي والاقتصادي للقطاع.

وقال المواطن وائل رضوان من خان يونس: "هذا شيء مفرح جدًا، ونشكر أي إنسان أسهم ولو بكلمة في إنهاء الحرب ووقف شلال الدماء".

وفي مخيم المغازي بوسط القطاع، عبّر النازح خالد النمنم الذي هُجّر من حي النصر بمدينة غزة عن فرحته: "استيقظت صباحًا على أخبار جميلة جدًا.. شعور لا يوصف بعد سنتين من القصف والخوف والجوع، شعرنا أننا نولد من جديد".

وتختصر كلماته مشاعر مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عانوا خلال عامين من أقسى ظروف الحصار والدمار والجوع، والذين يرون في هذا الاتفاق فرصة نادرة للسلام والأمل بعد معاناة طويلة.