الجيش الإسرائيلي يعترض قوارب أسطول مساعدات ثانٍ متجه إلى غزة
الجيش الإسرائيلي يعترض قوارب أسطول مساعدات ثانٍ متجه إلى غزة
اعترض الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، عدداً من القوارب التابعة لأسطول مساعدات دولي جديد كان في طريقه إلى قطاع غزة، في واقعة أثارت موجة تنديد واسعة في الأوساط الحقوقية الدولية.
وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان رسمي، أن قواتها البحرية "اعترضت قوارب حاولت اختراق منطقة قتال بحرية مغلقة"، مضيفة أن "السفن والركاب نُقلوا إلى أحد الموانئ الإسرائيلية تمهيداً لترحيلهم".
وبحسب ائتلاف "أسطول الصمود العالمي" الذي ينسّق هذه المبادرة الإنسانية، فقد تم اعتراض ثلاثة على الأقل من القوارب المشاركة، وذلك على بعد نحو 220 كيلومتراً من سواحل غزة.
وأشار الائتلاف إلى أن إحدى السفن كانت تقل أكثر من 90 شخصاً، بينهم صحفيون وأطباء ومتطوعون من منظمات دولية، وقد تعرّضت لهجوم من مروحية عسكرية إسرائيلية أثناء اقترابها من المياه الإقليمية الفلسطينية.
مساعدات لقطاع محاصر
وأكد منظمو الحملة أن القوارب كانت تنقل مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 110 آلاف دولار، تشمل أدوية أساسية وأجهزة تنفس صناعي ومنتجات غذائية موجّهة إلى مستشفيات غزة التي تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي للعام الثامن عشر على التوالي.
وقال بيان الأسطول إن "الهدف من هذه المهمة هو كسر الحصار المفروض على أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف مأساوية"، مشدداً على أن التحرك "سلمي بالكامل" ويحمل "رسالة إنسانية بحتة لا علاقة لها بأي أجندة سياسية".
ويعاني القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 من أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث انهارت المنظومة الصحية والخدمية، فيما تعجز المستشفيات عن استقبال المصابين بسبب نقص الوقود والمعدات الطبية وانقطاع الكهرباء المتواصل.
أصوات تنديد دولية
جاء هذا الاعتراض بعد أيام فقط من حادثة مشابهة، حين أوقفت القوات الإسرائيلية أكثر من 40 سفينة وقارباً تتبع للائتلاف ذاته، كان على متنها مئات الناشطين، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، أثناء توجههم نحو غزة.
وأكدت منظمات حقوقية أن المشاركين في الرحلة السابقة تعرّضوا لمعاملة قاسية أثناء احتجازهم قبل أن يتم ترحيلهم قسراً إلى خارج إسرائيل، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن اعتراض السفن الإنسانية "يشكّل خرقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني التي تضمن حرية مرور المساعدات المدنية في أوقات النزاع".
تعد هذه التحركات ضمن حملة دولية متجددة يقودها "ائتلاف أسطول الصمود العالمي" الذي يضم ناشطين من أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا، يهدفون إلى لفت أنظار العالم إلى الكارثة الإنسانية في غزة التي تصفها الأمم المتحدة بأنها "الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية من حيث عدد الضحايا المدنيين بالنسبة إلى مساحة جغرافية محدودة".
غزة بين الحصار والدمار
يفرض الجيش الإسرائيلي حصاراً بحرياً وبرياً وجوياً على قطاع غزة منذ عام 2007، ما أدى إلى عزل سكانه عن العالم الخارجي ومنع دخول السلع الأساسية والوقود إلا بكميات محدودة.
وتسببت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين في دمار هائل في البنية التحتية واستشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني، بحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ويؤكد مراقبون أن اعتراض السفن المتجهة إلى غزة يشكل تصعيداً خطيراً ضد الجهود الإنسانية، إذ يحرم المدنيين من المساعدات المنقذة للحياة في وقت تشير فيه التقارير الأممية إلى تفشي المجاعة في شمال القطاع وانهيار شبه تام للمؤسسات الطبية.










