في نيويورك.. آلاف اليهود المتشددين يحتجون على إنهاء إسرائيل "الإعفاء من الخدمة العسكرية"
في نيويورك.. آلاف اليهود المتشددين يحتجون على إنهاء إسرائيل "الإعفاء من الخدمة العسكرية"
احتشد آلاف اليهود المتشددين الأرثوذكس يوم الأحد في شوارع مانهاتن، على مقربة من القنصلية الإسرائيلية، في مشهد لافت امتد عبر الأرصفة لمسافات طويلة، احتجاجاً على نية الحكومة الإسرائيلية إنهاء الإعفاء التاريخي لطلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية الإلزامية.
وقف الرجال بقبعاتهم السوداء ومعاطفهم الطويلة يرفعون لافتات كتب عليها "اتركوا التوراة وشأنها" و"دولة إسرائيل لا تمثل اليهودية"، بينما دوّت هتافات ترفض تجنيد طلاب التوراة وتؤكد أن "الطاعة للرب لا للدولة"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
قرار المحكمة الإسرائيلية يشعل الخلاف
يأتي هذا التحرك بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية العام الماضي الذي أمر الحكومة ببدء تجنيد الرجال المنتمين إلى الطائفة الحريدية، في خطوة أنهت إعفاءً استمر منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948.
ويخشى المتدينون من أن يقوّض التجنيد الإلزامي نمط حياتهم القائم على الدراسة الدينية والانفصال عن مظاهر الحياة المدنية، معتبرين الخدمة العسكرية تهديداً مباشراً لتقاليدهم الروحية وأسلوب عيشهم.
في المقابل، يرى قطاع واسع من الإسرائيليين أن استمرار الإعفاء "تمييز صارخ"، خاصة في ظل الحرب الدائرة في غزة، حيث يخدم عشرات الآلاف من الجنود العلمانيين بينما يُعفى آخرون بحجة الدراسة الدينية.
احتجاج في قلب الاغتراب
يُظهر هذا التجمع غير المسبوق قرب مقر الأمم المتحدة في نيويورك الانقسام العميق الذي يمتد من إسرائيل إلى الجاليات اليهودية في الخارج.
ففي حين يعبّر الحريديم في إسرائيل عن غضبهم في الشوارع، يشارك نظراؤهم في الشتات بالاحتجاج رمزياً دفاعاً عن "قدسية الدراسة الدينية" في وجه ما يعتبرونه "علمنة متزايدة" للمؤسسات الإسرائيلية.
صدام قديم بين الدين والدولة في إسرائيل
منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، حصل طلاب المعاهد الدينية (اليشيفوت) على إعفاء من الخدمة العسكرية بموجب اتفاق سياسي أبرمه دافيد بن غوريون مع القيادات الدينية آنذاك، كان الهدف حماية "النواة الدينية الصغيرة" بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن هذه الفئة تضخمت اليوم لتشكل نحو 13% من سكان إسرائيل.
ومع ارتفاع معدلات الولادة داخل المجتمع الحريدي، وتزايد التوترات السياسية والاقتصادية، أصبحت مسألة التجنيد "قنبلة اجتماعية" تهدد الائتلافات الحاكمة في إسرائيل.