عطل عالمي يضرب خدمات "أمازون" السحابية ويشل تطبيقات كبرى

تعطلت خدمات منصة "أمازون ويب سيرفيسز" (AWS)، الذراع السحابية التابعة لمجموعة أمازون الأمريكية العملاقة، لساعات طويلة يوم الاثنين، ما أدى إلى شلل مؤقت في عدد كبير من المواقع والتطبيقات الإلكترونية حول العالم، في حادثة أعادت إلى الواجهة هشاشة البنية الرقمية العالمية أمام الأعطال التقنية الكبرى.

وأعلنت الشركة عبر موقعها المخصص لمتابعة أعمال الصيانة أن مهندسيها واجهوا “زيادة غير معتادة في معدلات الخطأ” داخل عدد من الخدمات الأساسية، قبل أن يتمكنوا من تحديد السبب وإصلاح العطل بعد نحو ثلاث ساعات من العمل المتواصل، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الاثنين.

وأكدت أمازون أن الإصلاح اكتمل قرابة الساعة 10:35 بتوقيت غرينيتش، وأن معظم خدماتها السحابية عادت للعمل بشكل طبيعي، وإن ظلت بعض التطبيقات تعاني من بطء أو صعوبة في الاتصال.

وأوضح الموقع أن المشكلة تركزت في منطقة البنية التحتية “US-East-1”، الواقعة شمال ولاية فرجينيا الأمريكية، وهي من أهم مراكز تشغيل خدمات "أمازون ويب سيرفيسز" على مستوى العالم، وتعتمد عليها آلاف المواقع والتطبيقات في عملياتها اليومية.

تأثير واسع النطاق

ورصد موقع “داون ديتيكتور” المتخصص في متابعة أعطال الإنترنت، شكاوى متزامنة من مستخدمين في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، أشاروا إلى توقف أو بطء شديد في الوصول إلى العديد من المنصات الشهيرة.

ومن أبرز المتأثرين بالتعطل: أمازون نفسها، إلى جانب تطبيقات مثل سنابتشات، ولعبة فورتنايت، ومنصة التواصل ريديت، وخدمات بث الفيديو مثل هولو وديزني+، بالإضافة إلى تطبيق سيغنال للمراسلة الفورية، وحتى بعض خدمات شركة دلتا الجوية.

وفي أوروبا، شملت التأثيرات عدداً من شركات تشغيل الهواتف المحمولة والمصارف البريطانية، إضافة إلى توقف جزئي في تطبيقات مثل واتساب وتيندر.

الاعتماد على الشركات الكبرى

قال المحلل المالي مايكل هيوسَن، في تصريحات لوسائل إعلام أمريكية، إن “الانقطاع الواسع أظهر مدى اعتماد الاقتصاد العالمي على حفنة من الشركات الكبرى مثل أمازون ومايكروسوفت وألفابت، التي تدير معظم البنية التحتية الرقمية الحديثة”.

وأضاف أن هذا الحدث “يشبه وضع جميع الموارد الاقتصادية في سلة واحدة، وهو أمر محفوف بالمخاطر إذا ما تكرر الانقطاع أو تعرضت الأنظمة لهجمات سيبرانية”.

وتُعد AWS أكبر مزود لخدمات الحوسبة السحابية في العالم، وتوفر بنية تحتية أساسية لتشغيل ملايين المواقع والخدمات الرقمية. 

وتشكل أرباحها ركيزة رئيسية لاقتصاد شركة أمازون التي توسعت منذ عام 2006 في هذا المجال الحيوي، حيث تعتمد عليها شركات كبرى مثل نتفليكس، وسبوتيفاي، وناسا في تخزين البيانات وتشغيل التطبيقات عبر الإنترنت.

يُذكر أن المنصة واجهت عدة أعطال مماثلة في السنوات الأخيرة، أبرزها في عامي 2021 و2023، ما أدى حينها إلى توقف مؤقت لمواقع عالمية كبرى، وأثار نقاشاً واسعاً حول ضرورة تنويع مصادر البنية التحتية الرقمية لتقليل مخاطر الانقطاع الجماعي للخدمات.