إسرائيل تُصعّد من استفزازاتها جنوب لبنان بإلقاء قنابل على المزارعين

إسرائيل تُصعّد من استفزازاتها جنوب لبنان بإلقاء قنابل على المزارعين
توغل الجيش الإسرائيلي في لبنان - أرشيف

ألقى جنود من الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، قنابل باتجاه مجموعة من الأهالي اللبنانيين أثناء تفقدهم كروم الزيتون في أطراف بلدة مارون الراس التابعة لقضاء بنت جبيل جنوبي لبنان، في حادث جديد يُضاف إلى سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية على طول الحدود الجنوبية.

أكدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الجنود الإسرائيليين أقدموا على إلقاء القنابل بشكل متعمد في محاولة لـ"ترهيب الأهالي"، رغم أن المواطنين كانوا برفقة دورية مشتركة من الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي كانت تشرف على عملية تفقد الأراضي الزراعية المصرّح بها رسميًا.

وأوضحت الوكالة أن الأهالي حصلوا مسبقًا على تراخيص رسمية لدخول أراضيهم لتفقد كروم الزيتون الواقعة قرب الخط الأزرق الحدودي، مؤكدةً أنه لم تُسجَّل أي إصابات في صفوف المدنيين جراء الاعتداء.

تصعيد في جنوب لبنان

تأتي هذه الحادثة في وقتٍ تشهد فيه الحدود اللبنانية– الإسرائيلية توتراً متصاعداً منذ أسابيع، إذ كثّف الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية التي تشمل غارات جوية، واغتيالات، وقصفاً مدفعياً متكرراً على القرى الجنوبية.

وخلال الأسابيع الماضية، صعّدت إسرائيل هجماتها، حيث نفذت عمليات اغتيال استهدفت عناصر تزعم أنهم من حزب الله، وأطلقت أحزمة نارية على مناطق واسعة في الجنوب والشرق اللبناني، ما أدى إلى خسائر مادية جسيمة ونزوح مئات العائلات من القرى الحدودية.

وفي 11 أكتوبر الجاري، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على جنوب لبنان، دفعت قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون للتحذير من أن تل أبيب "تحاول نقل نار غزة إلى لبنان"، وذلك بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في قطاع غزة.

انتهاك لقرارات الأمم المتحدة

تواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع حزب الله في نوفمبر 2024، بموجب وساطة دولية قادتها الأمم المتحدة، حيث تستمر في احتلال 5 تلال لبنانية كانت قد سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة.

وجاء ذلك في انتهاك واضح للقرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، والذي يدعو إلى احترام سيادة لبنان وسحب جميع القوات الإسرائيلية من أراضيه.

ويُعدّ هذا الاعتداء الجديد استمراراً لسلسلة طويلة من الخروقات اليومية التي توثّقها قوات اليونيفيل، وتشمل تحليق الطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية، وعمليات توغل محدودة عبر الحدود، ما يثير مخاوف من انزلاق المنطقة إلى جولة قتال جديدة قد تمتد إلى العمق اللبناني.

صراع ممتد منذ 2023

منذ أكتوبر 2023، تخوض إسرائيل عمليات عسكرية متواصلة ضد لبنان، تطورت تدريجياً إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، حين شنت هجمات برية وجوية مكثفة على بلدات جنوبية عدة، بدعوى "ردع حزب الله ومنع تهريب السلاح من سوريا".

وقد أدت تلك الحرب إلى تدمير واسع في البنية التحتية اللبنانية، وسقوط مئات القتلى والجرحى، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف من المدنيين نحو الشمال. 

وعلى الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار في نوفمبر 2024، فإن الاشتباكات المتقطعة والهجمات الجوية الإسرائيلية لم تتوقف يوماً، لتُبقي الجنوب اللبناني في حالة استنفار دائم.

تحذيرات من التصعيد

أثارت الحادثة الأخيرة استنكاراً واسعاً في الأوساط اللبنانية، إذ اعتبرتها مصادر أمنية "انتهاكاً صارخاً للسيادة، ومحاولة إسرائيلية جديدة لجرّ لبنان إلى مواجهة مفتوحة".

وحذّر مراقبون من أن استمرار إسرائيل في خرق الاتفاقات الدولية وإثارة التوترات الميدانية في الجنوب قد يؤدي إلى انفجار الوضع الأمني مجدداً، في وقت يعيش فيه لبنان أزمات سياسية واقتصادية خانقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية