توتر متصاعد جنوب لبنان بعد استهداف دورية أممية وغارات إسرائيلية دامية

توتر متصاعد جنوب لبنان بعد استهداف دورية أممية وغارات إسرائيلية دامية
قوات اليونيفيل في لبنان

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إن إحدى دورياتها تعرضت الأحد لإطلاق نار من جانب القوات الإسرائيلية، دون أن يسفر الحادث عن إصابات أو أضرار مادية.

وأوضحت اليونيفيل في بيان أن طائرة مسيّرة إسرائيلية اقتربت من الدورية وألقت قنبلة قربها، قبل أن تطلق دبابة إسرائيلية النار باتجاه عناصر القوة الأممية، وأكدت أن أفراد البعثة لم يصابوا بأذى ولم تتضرر معداتهم وفق فرانس برس.

وأضاف البيان أن الحادث وقع عقب مواجهة سابقة في الموقع نفسه، عندما حلقت طائرة إسرائيلية فوق دورية الأمم المتحدة بشكل عدواني، ما دفع عناصرها إلى اتخاذ إجراءات دفاعية، وأدانت اليونيفيل ما وصفته بـ"الانتهاكات الواضحة" لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وللسيادة اللبنانية، مشيرة إلى أن مثل هذه التصرفات تعرض حياة حفظة السلام للخطر أثناء تنفيذهم لمهامهم في جنوبي لبنان.

ولم يصدر حتى مساء الأحد أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي على الحادث.

غارات إسرائيلية تقتل ثلاثة أشخاص 

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص في غارات إسرائيلية متفرقة استهدفت الأحد مناطق في جنوب البلاد وشرقها.

وقالت الوزارة إن غارة إسرائيلية على سيارة في بلدة الناقورة بمحافظة صور أسفرت عن مقتل شخص، في حين أدى قصف آخر في بلدة النبي شيت في منطقة بعلبك إلى مقتل مدني آخر، كما استهدفت غارة ثالثة بلدة الحفير في البقاع، وأسفرت عن مقتل سوري وإصابة آخر من الجنسية ذاتها، وبذلك ترتفع حصيلة الضربات الإسرائيلية منذ الخميس إلى أحد عشر قتيلاً.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف في هذه الغارات شخصين من حزب الله، أحدهما علي حسين الموسوي الذي قال إنه "مهرب أسلحة أساسي في صفوف الحزب" وينشط في نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان، والآخر عبد محمود السيد الذي وصفه بأنه "مندوب محلي لحزب الله في منطقة البياضة ومسؤول عن التواصل مع السكان ودعم الجهود العسكرية للحزب".

تصاعد وتيرة القصف رغم وقف إطلاق النار

ورغم مرور نحو عام على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر الماضي بوساطة أمريكية وفرنسية، تواصل إسرائيل شن ضربات جوية متكررة داخل الأراضي اللبنانية، بزعم استهدافها مواقع عسكرية تابعة لحزب الله.

وقالت تل أبيب إن هجماتها الأخيرة طالت قياديين في وحدة الرضوان التابعة للحزب ومسؤولين عن إعادة بناء قدراته العسكرية. في المقابل، تؤكد السلطات اللبنانية أن هذه الهجمات تشكل خرقًا واضحًا للاتفاق الدولي وتهديدًا لاستقرار الجنوب.

وأوضحت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية طالت سيارات ودراجات نارية ومنازل سكنية، وأسفرت عن سقوط مدنيين بينهم امرأة مسنة.

انتهاك للاتفاق الحدودي واحتفاظ بمواقع استراتيجية

ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في السابع والعشرين من نوفمبر على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية وتراجع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، مع حصر السلاح بالأجهزة الرسمية اللبنانية.

لكن إسرائيل ما زالت تحتفظ بمواقعها في خمس تلال استراتيجية في الجنوب، وتواصل تنفيذ غاراتها الجوية، في حين رفض حزب الله خطة حكومية لبنانية تهدف إلى سحب سلاحه تدريجيًا، واعتبرها "خطيئة وطنية".

يشهد الجنوب اللبناني منذ حرب 2023 حالة توتر مستمرة على وقع المواجهات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله، وقد أسهمت الحرب في غزة في تأجيج التوتر على الحدود اللبنانية، حيث يتبادل الطرفان القصف بشكل متقطع رغم الاتفاقات الدولية.

وتعد قوة اليونيفيل، المنتشرة في الجنوب منذ عام 1978، عنصرًا أساسيًا في حفظ الاستقرار، لكن تكرار استهداف دورياتها يعكس هشاشة الوضع الأمني واحتمال انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.

ويرى مراقبون أن استمرار الغارات الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار يعكس رغبة تل أبيب في منع حزب الله من إعادة بناء قدراته العسكرية، في حين يصف لبنانيون تلك الهجمات بأنها جزء من سياسة الضغط الإقليمي التي تتجاوز حدود الجنوب.

ويحذر خبراء أمنيون من أن أي تصعيد جديد قد ينسف التفاهمات القائمة ويعيد لبنان إلى دائرة الصراع المفتوح في ظل غياب حل سياسي شامل يضمن السيادة اللبنانية ويحمي المدنيين من تبعات الحرب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية