في غياب البيت الأبيض.. حاكم كاليفورنيا يحذر من التكاليف الاقتصادية لتجاهل أزمة المناخ
خلال فعاليات كوب30
شنّ حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، هجومًا لاذعًا على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة المناخ COP30 في البرازيل، معتبرًا أن انسحاب الإدارة الأمريكية عن جهود مكافحة تغير المناخ سبب "ضررًا اقتصاديًا".
ووفقا لصحيفة "الغارديان"، استقطب نيوسوم حشودًا كبيرة في مدينة بيليم الساحلية الأمازونية، مؤكدًا أن غياب الولايات المتحدة الرسمي عن القمة ترك فراغًا يمكن للآخرين استغلاله، وأضاف أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أظهر اهتمامًا بالمبادرات الخضراء التي تُركت دون منافسة أمريكية.
ونقلت صحيفة "فايننشيال تايمز" عن نيوسوم قوله: "من الأفضل للولايات المتحدة الأمريكية أن تُدرك ذلك.. الأمر لا يتعلق بالطاقة الكهربائية، بل بالقوة الاقتصادية"، موضحاً أن انسحاب ترامب من اتفاقية باريس لعام 2015 أدى إلى تخلي الولايات المتحدة عن الحوافز الخضراء وإلغاء وظائف المناخ، ما يشكل خسارة اقتصادية على المدى الطويل.
ووفقاً للغارديان وصف حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، ترامب بأنه (an invasive species) "عنصر دخيل"، مؤكدًا أن تجاهله لأزمة المناخ "أمر بغيض"، موضحا أن السياسات التي اعتمدها ترامب أسهمت في زيادة حرق الوقود الأحفوري وارتفاع حرارة الأرض، مضيفًا أن هذا التوجه "يحاول إعادة إحياء القرن التاسع عشر" و"يضاعف الغباء".
وأكد نيوسوم أن خطط ترامب لفتح ساحل كاليفورنيا أمام حفر النفط والغاز لن تمر بسهولة، وقال: "على جثتي، نقطة على السطر"، وأشار إلى أن هذه السياسات لن تُطبق على ساحل فلوريدا أو على الجانب الآخر من مار-أ-لاغو.
مواجهات بين الأمن والمتظاهرين
شهدت القمة مواجهات محدودة بين الأمن والمتظاهرين، حيث ارتدى بعضهم أغطية رأس ريشية وزاهية ولافتات كتب عليها "جونتوس"، في حين أشارت "فايننشيال تايمز" إلى إصابة حارس واحد على الأقل نتيجة اقتحام المتظاهرين لمركز المؤتمرات.
شارك أكثر من 100 مسؤول منتخب في وفد بديل ترأسه نيوسوم لتعويض غياب الإدارة الأمريكية، مؤكدين التزام الولايات الأمريكية بمعالجة أزمة المناخ، وأوضح أن نيوسوم هو أحد 24 حاكمًا من تحالف المناخ الأمريكي الذي يمثل أكثر من نصف سكان الولايات المتحدة، ويعمل على دعم سياسات الطاقة النظيفة.
ونقلت "فايننشال تايمز" عن حاكمة نيو مكسيكو، ميشيل لوجان جريشام: "فشل البيت الأبيض في التواجد أو المشاركة أو حتى الإيمان بأزمة المناخ لا يكفي لإيقاف الحكام الملتزمين بتغير المناخ والذين يحققون أهدافًا جادة"، وأضافت أن وظائف الطاقة المتجددة في نيو مكسيكو ارتفعت بمعدل 2.5 ضعف، أي قطاع آخر.
وصرحت الرئيسة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الثلاثين، آنا توني: "أفعال الحكومات المحلية كانت الخبر الأبرز لمؤتمر الأطراف الثلاثين"، وقالت عمدة مدينة مالمو السويدية، كاترين ستيرنفيلدت جاميه: "المسؤولون المحليون يكثفون جهودهم لإحداث فرق في مواجهة أزمة المناخ".
استغلال الفراغ الأمريكي
أكد نيوسوم أن غياب ترامب عن القمة "يخلق فرصة للقادة المحليين للتدخل في شؤون سياسة المناخ"، وقال: "ما يعوق الطريق يُصبح الطريق.. هذه فرصة لنا، من القاعدة إلى القمة، على المستوى المحلي لتأكيد وجودنا".
وأوضح نيوسوم أن تراجع ترامب عن اتفاقية باريس للمناخ "أمر شنيع، إنه عار"، وأن ذلك أعطى الصين فرصة للهيمنة على سلاسل التوريد للطاقة النظيفة، ومنها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ووفقاً لـ"لغارديان"، أكد أن السياسات المحلية والولائية يمكن أن تُعوض غياب الإدارة الفيدرالية الأمريكية في المعركة ضد التغير المناخي.
وصرحت الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، كريستيانا فيغيريس، بأن غياب الولايات المتحدة عن القمة "أمر جيد بالفعل"، مشيرة إلى أن ذلك سمح للفاعلين المحليين بالإظهار أنهم ملتزمون بالقضايا المناخية.
ربط المناخ بالاقتصاد
حذر نيوسوم من التكاليف المالية التي يتحملها المواطنون الأمريكيون بسبب تغير المناخ، خاصة مع ارتفاع تكلفة بناء العقارات وتأمين العقارات القائمة في المناطق المتضررة من الطقس المتطرف.
وأوضح أن السياسات البيئية ليست فقط للحفاظ على البيئة، بل جزء من استراتيجية اقتصادية شاملة للولايات المتحدة.
وأكدت لوجان جريشام استمرار الولايات المحلية في الاستثمار في الطاقة المتجددة، رغم السياسات الفيدرالية المخالفة، مشيرة إلى أن هذا العمل المحلي يمثل نموذجًا للجهود البيئية الاقتصادية على مستوى الولايات.











