خمس نساء كرديات يفزن بمقاعد برلمانية "دون كوتا" في العراق
خمس نساء كرديات يفزن بمقاعد برلمانية "دون كوتا" في العراق
أُجريت في 11 نوفمبر الجاري الانتخابات البرلمانية العراقية في جميع المحافظات، بما في ذلك إقليم كردستان الذي شهد مشاركة لافتة من المرشحين والمرشحات.
وبلغ عدد المتنافسين على مقاعد البرلمان في الإقليم 302 مرشحاً، من بينهم 135 مرشحاً من محافظة السليمانية، بينهم 36 امرأة دخلن السباق البرلماني في أجواء انتخابية وُصفت بالمستقرة نسبيًا مقارنة بالاستحقاقات السابقة التي شابها التوتر السياسي والانقسام الحزبي، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الخميس.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن محافظة السليمانية شهدت مشاركة واسعة من الناخبات، إذ أدلت 325 ألفاً و321 امرأة بأصواتهن، ما يعكس ارتفاع الوعي السياسي لدى النساء في الإقليم وزيادة حضورهن في العملية الديمقراطية.
وأكدت المفوضية أن النتائج أفرزت فوز خمس مرشحات من المحافظة بمقاعد برلمانية عن استحقاق مباشر بأصوات الناخبين، دون الاستفادة من نظام الكوتا النسائية المعمول به في القانون العراقي لضمان تمثيل النساء في البرلمان.
خمس نساء دون كوتا
حصدت المرشحة سروة عبد الواحد من حركة الجيل الجديد أعلى الأصوات بين النساء في المحافظة، بعد حصولها على 21,980 صوتاً، تلتها زميلتها في الحركة مَجْزة محمود التي نالت 14,202 صوتاً.
في حين تمكنت برزي أزمر من حركة الموقف الوطني من حصد 3,639 صوتاً، وجاءت سروة محمد من الاتحاد الوطني الكردستاني رابعة بـ6,939 صوتاً، أما أشواق الجاف من قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني فقد حصلت على 8,203 أصوات.
عكست هذه النتائج، بحسب مراقبين سياسيين في السليمانية، تحولاً تدريجياً في المزاج الانتخابي باتجاه دعم الكفاءات النسائية بعيداً عن المحاصصة أو الاعتماد على النظام الكوتي، ما يُعد خطوة نحو تمكين المرأة الكردية في المشهد السياسي العراقي.
وأكد المراقبون أن فوز المرشحات الخمس يمثل دلالة على ازدياد الوعي لدى الناخبين بضرورة إتاحة الفرصة للنساء للمشاركة الفاعلة في صناعة القرار، خصوصاً في مناطق شهدت تاريخياً هيمنة القوى الذكورية على الحياة السياسية.
خلفية تاريخية
برزت مشاركة المرأة في الحياة السياسية الكردية منذ تسعينيات القرن الماضي، حين بدأت الناشطات بالدفاع عن قضايا المساواة وحقوق المرأة، لتتطور تدريجياً إلى حضور فعلي في البرلمان المحلي ثم البرلمان الاتحادي.
وساهمت القوانين العراقية بعد عام 2003 في تعزيز تمثيل النساء من خلال نظام الكوتا الذي ضمن ما لا يقل عن 25% من المقاعد للنساء، إلا أن ما حققته المرشحات في انتخابات 2025 يُظهر تجاوز هذا السقف الرمزي نحو تمثيل فعلي قائم على الكفاءة والقدرة.










