حرمان الأفغانيات من التعليم.. شهادات حية عن الحياة تحت سيطرة طالبان

حرمان الأفغانيات من التعليم.. شهادات حية عن الحياة تحت سيطرة طالبان
عناصر حركة طالبان الأفغانية بأحد شوارع أفغانستان - أرشيف

في لحظة غيّرت مسار حياة ملايين الأفغان، اجتاحت حركة طالبان مدن البلاد واحدة تلو الأخرى، حاملة معها قرارات أعادت عقارب الزمن إلى الوراء، كان أبرزها إغلاق أبواب المدارس أمام الفتيات، لتطفأ بذلك شموع الأمل في عيون جيل كان يحلم بمستقبل مختلف.

تستعيد فيروزا شريفي، فتاة أفغانية تبلغ من العمر 18 عاماً من ولاية تخار، ذكريات ذلك اليوم الذي اجتاحت فيه طالبان مدينتها، فتقول: "كنت طالبة في الصف العاشر، أساعد والدتي في أعمال المنزل خلال النهار وأكرّس الليل للدراسة حتى ساعات متأخرة. كنت أظن أن المستقبل بين أيدينا وأن كل شيء ممكن"، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، اليوم الخميس.

قبل دخول طالبان، كانت حياة فيروزا مفعمة بالأمل، وكانت تطمح لأن تصبح طبيبة، طالبة متفوقة تحلم بمستقبل مشرق. 

لكنها تضيف: "كنت في السوق مع والدتي وفجأة دخلت طالبان المدينة بسياراتهم ومعداتهم.. انتابني الخوف وقلت لأمي: هيا بنا نعود إلى المنزل بسرعة.. نظرت إليّ بابتسامة حزينة وقالت: انظري هؤلاء هم طالبان الذين كنتِ تخافين منهم والآن ترينهم بأم عينيك".

تقييد حرية النساء 

تشير فيروزا إلى أن ذلك اليوم لم يكن حدثاً عابراً، بل كان بداية لانهيار الأحلام وانطفاء الأمل، فقد أُغلقت أبواب المدارس أمام جميع الفتيات، وفي بعض القرى وضعت طالبان أعلاماً على أبواب منازل الأرامل والفتيات غير المتزوجات كعلامة على سيطرتها.

بينما أجبرت عائلات عديدة على الهجرة إلى كابول، التي لم تسقط بشكل كامل بعد، لتتواصل بعدها موجة الفوضى والعنف في أنحاء البلاد.

وتضيف: "خلال العشرين عاماً الماضية شهدت المدن هجمات وحروباً انتحارية، وقتل العديد من الشباب. عندما جاءت طالبان، بدا الأمر وكأن جميع أحلامنا قد ضاعت فجأة".

النضال من أجل التعليم

على الرغم من المعاناة، تؤكد فيروزا أنها تتمسك بالأمل والنضال: "ربما يكون ألمي امتداداً لمعاناة من سبقوني، لكنني أؤمن بأن أبواب المدارس والأحلام ستُفتح لنا من جديد، وأن لا قوة في العالم قادرة على إغلاق نوافذ طموحاتنا".

وتشير إلى أن حرمان الفتيات من التعليم والحرية الاجتماعية أثر على الأجيال القادمة، مما أدى إلى نشوء مجتمع من الفتيات اللواتي توقفت أحلامهن فجأة. 

وتختم حديثها، قائلة: "ما زلنا نرغب في الغناء لأنفسنا ولعائلاتنا ولوطننا، لن ندع الخوف والعنف يسيطران على حياتنا، وسيأتي اليوم الذي تُسمع فيه أصواتنا، ولن تضطر أي فتاة للتضحية بأحلامها مرة أخرى". 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية