اقتطاعات تهدد حياة الملايين.. تحذير أممي من انهيار منظومة دعم اللاجئين
اقتطاعات تهدد حياة الملايين.. تحذير أممي من انهيار منظومة دعم اللاجئين
حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، من تداعيات خطرة لتقليص المساعدات الإنسانية على مستوى العالم، واصفاً هذه الاقتطاعات بأنها «غير مسؤولة» وتفتقر إلى الرؤية بعيدة المدى، في وقت يعيش فيه اللاجئون واحدة من أقسى الفترات في تاريخهم الحديث، وسط تصاعد النزاعات المسلحة، وتراجع الالتزامات الدولية، واتساع خطاب الكراهية والإقصاء.
وأعلن غراندي، في مستهل اجتماع متابعة المنتدى العالمي حول اللاجئين المنعقد في جنيف، أن العام الماضي كان أشبه بـ«عاصفة فعلية من الأزمات المتراكبة»، مشيراً إلى الفظائع المستمرة في السودان وأوكرانيا وغزة وميانمار، حيث يدفع المدنيون، ولا سيما اللاجئين والنازحين، ثمناً باهظاً للصراعات، في ظل تراجع القدرة الدولية على الاستجابة الإنسانية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الاثنين.
أرواح على المحك
كشف المفوض الأممي أن تمويل مفوضية اللاجئين انخفض بنسبة 35 في المئة منذ بداية العام، وهو تراجع وصفه بالمدمّر، ليس فقط للمؤسسة، بل لملايين البشر الذين يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.
وأوضح أن منظمات إنسانية دولية عدة تواجه المصير نفسه، خصوصاً بعد تقليص الولايات المتحدة، التي كانت أكبر ممول للمساعدات الإنسانية، مساهماتها بشكل حاد.
وأكد غراندي أن هذا الانهيار المالي أدى إلى «تدمير القطاع الإنساني» وإلى معاناة لا داعي لها، مشيراً إلى أن المفوضية اضطرت إلى إلغاء أكثر من ربع وظائفها منذ مطلع العام، والاستغناء عن نحو خمسة آلاف من المتعاونين معها، ما انعكس مباشرة على حجم ونوعية الخدمات المقدمة للاجئين.
اللاجئون بين الاستغلال والكراهية
نبّه المفوض السامي إلى أن عام 2025 كان عاماً قاسياً على اللاجئين، حيث جرى في كثير من الدول تشويه صورتهم واعتبارهم «كبش فداء» للأزمات الاقتصادية والسياسية.
وأوضح أن معاناتهم تُستغل من قبل شبكات الاتجار بالبشر لتحقيق أرباح غير مشروعة، ومن قبل سياسيين يسعون إلى حصد الأصوات الانتخابية عبر خطاب التخويف والتحريض.
وحذّر من أن السياق العالمي الراهن يسمح بانتشار متزايد لخطابات الكراهية والانقسامات العنصرية، ما يزيد من هشاشة أوضاع اللاجئين ويقوّض أي فرص حقيقية لإدماجهم أو حمايتهم.
وأشار إلى أن عدد النازحين قسراً في العالم بلغ في منتصف عام 2025 نحو 117.3 مليون شخص، وهو رقم تضاعف خلال عقد واحد فقط، في مؤشر صادم على فشل المجتمع الدولي في معالجة جذور الأزمات.
مستقبل غامض ومسؤولية
اختتم غراندي، الذي تنتهي ولايته نهاية العام بعد عشر سنوات في المنصب، تحذيراته بالتأكيد على أن إنقاذ منظومة الحماية الدولية للاجئين لم يعد خياراً أخلاقياً فحسب، بل ضرورة إنسانية عاجلة.
ودعا الدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها، محذراً من أن استمرار هذا النهج سيترك ملايين البشر بلا مأوى ولا غذاء ولا أمل، في عالم تتزايد فيه الأزمات وتتناقص فيه قيم التضامن.











