السودان يستنجد بالمساعدات الدولية لمواجهة تداعيات السيول.. والجيش يتدخل
السودان يستنجد بالمساعدات الدولية لمواجهة تداعيات السيول.. والجيش يتدخل
وجّهت وزارة الخارجية بالسودان، السفارات التابعة لها بالخارج، بالتواصل مع السلطات المختصة والجهات ذات الصلة في البلاد الممثلة بها، بجانب التنسيق مع الجاليات السودانية؛ لحشد المساعدات الإغاثية والإنسانية والمشاركة في معالجة أضرار السيول الأخيرة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد مؤخرا بوزارة الخارجية السودانية، برئاسة وكيل الوزارة السفير دفع الله الحاج علي؛ لمتابعة تنفيذ خطة الوزارة في حشد الدعم الدولي والإقليمي لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق من البلاد، بمشاركة الأمين العام للمجلس القومي للدفاع المدني الفريق شرطة عثمان عطا مصطفى، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط
وأوضحت وزارة الخارجية بالسودان -في بيان- أن الاجتماع ناقش الخطوات العملية للتواصل مع الدول الشقيقة والصديقة ومنظمات العون والغوث الإنساني الدولية والإقليمية والمنظمات غير الحكومية، لحشد دعمها والاستعانة بإمكاناتها وخبراتها، لا سيما في توفير الاحتياجات العاجلة المتمثلة في معينات الإيواء وتوفير المواد الغذائية والأدوية والأمصال للمتضررين.
الجيش يتدخل
ومن جانبها، دفعت القوات الجويّة وسلاح المهندسين بالقوات المسلحة السودانية، بطائرات عمودية وقوارب إنقاذ ومجموعات من القوات الخاصة، لمعاونة السلطات المحلية في إطار مساعدة المتأثرين بالسيول والأمطار.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلّحة -في بيان صحفي- إنّ ما قامت به القوات المسلّحة، لمساعدة السلطات في الجزيرة بشأن عمليات البحث والإنقاذ والإخلاء للمواطنين المتأثرين بالسيول والأمطار بالمناقل وبقية المناطق المتأثرة.
وفي تصريحات صحفية أعلن وزير التنمية الاجتماعية السوداني، أحمد آدم بخيت، أنه قد يتم إعلان البلاد منطقة كوارث طبيعية خلال الساعات المقبلة بسبب السيول، منوها بأن "حالة التأهب مستمرة ونتوقع مزيداً من الأمطار".
وكشف الوزير عن تضرر 43 ألف منزل بشكل جزئي أو كلي بسبب السيول، مما قد يجبر السلطات على فتح جسر جوي حال تعذر فتح الطرق، مضيفا أن هناك احتياجات عاجلة للغذاء وإيواء متضرري السيول.
وناشد الوزير السوداني المنظمات والدول الصديقة تقديم المساعدات.
الأرصاد تحذر
وفي وقت سابق من اليوم، حذرت هيئة الأرصاد الجوية السودانية، من فيضانات تضرب أغلب مناطق البلاد بسبب زيادة الأمطار.
وضربت سيول وأمطار عنيفة عددا من الولايات منذ مطلع الشهر الجاري، مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وتعد ولايتي نهر النيل والجزيرة أكثر المناطق تضررا.
وأعلنت السلطات السودانية، أمس السبت، محلية المناقل بولاية الجزيرة وسط البلاد "منطقة كوارث" جراء السيول والأمطار التي اجتاحتها وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية.
وقال حاكم ولاية الجزيرة، إسماعيل عوض الله، إن "محلية المناقل منطقة كوارث، ونناشد الحكومة الاتحادية ومنظمات المجتمع المدني للإسهام في تخفيف الضرر، توفير الخيام لإيواء المتأثرين".
وأضاف: "السيول والأمطار أدت لانهيار أكثر من 3 آلاف منزل بالولاية"، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
ضحايا الفيضانات
وأعلنت السلطات السودانية ارتفاع ضحايا الأمطار والسيول لنحو 79 قتيلا وإصابة العشرات، منذ يونيو الماضي، فيما بدأ الجيش عملية إنقاذ جوي للمتأثرين في مدينة المناقل ولاية الجزيرة وسط السودان.
وقال المتحدث باسم مجلس الدفاع المدني العميد عبدالجليل عبدالرحيم، إن آخر إحصائية لضحايا السيول صدرت، أشارت لوجود 79 قتيلا وإصابة 30، إضافة إلى انهيار أكثر من 15 ألف منزل بشكل كامل وانهيار جزئي لنحو 22 ألف منزل في المناطق المتضررة.
وأضاف: "فقدت 30 ألف أسرة منازلها بالكامل، بجانب غرق 110 آلاف فدان بمناطق الولاية المختلفة و33 مرفقا وعشرات المزارع ونفوق ما يفوق الـ100 من الماشية".
وبدورها، أعلنت سلطات ولاية شمال دارفور عن تضرر 1800 أسرة نازحة تقيم في معسكر «زمزم» من الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها المنطقة على مدار اليومين السابقين، مشيرة إلى حاجة السكان لمساعدات عاجلة تساعدهم على تجاوز الأوضاع الإنسانية والصحية الحرجة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.