بسبب الورم الليفي.. خبراء يؤكدون: العلاج أولًا ثم التوعية إذا ما اضطرت العذراء للتخلص من غشاء البكارة

يكتسب غشاء البكارة أهميته في مجتمعاتنا الشرقية وفقًا لما يجسده من شرف الفتاة وأهلها، ولكن ماذا لو أصيبت العذراء بما يسمى بـ"الورم الليفي" المنتشر بين السيدات بما يزيد على 70%، واضطرت لفقدان عذريتها أثناء إحدى طرق العلاج؟ وما هذا المرض وأسبابه وآثاره النفسية التي قد يسببها للفتيات؟

وفقًا لتقارير صحفية، تعد الأورام الليفية الرحمية أكثر أنواع الأورام غير السرطانيَّة شيوعًا في الجهاز التناسلي عند الإناث، وفي عمر 45 عامًا تصاب نسبة تصل إلى نحو 70% من النساء بورم ليفي واحد على الأقل، وتكون العديد من الأورام الليفية صغيرة، ولا تسبب أية أعرَاض، ولكن نحو ربع النساء من ذوات البشرة البيضاء، ونصف النساء من ذوات البشرة السوداء يصبن في نهاية المطاف بأورام ليفية تُسبب الأعراض.

ويعتبر الخبراء الأورام الليفية أكثر شيوعًا بين النساء اللائي يعانين من زيادة الوزن

كشفت أبحاث جديدة إمكانية ارتباط سوء التغذية بالإصابة بالأورام الليفية الرحمية، غير السرطانية، وحددت دراسات حديثة تأثير أطعمة وفيتامينات معينة على نمو الورم الليفي وتطوره.

وتسبب الأورام الليفية، أو ما يعرف باسم الورم العضلي الأملس الرحمي، غير السرطاني، ألما شديدا ونزيفا حادا في الدورة الشهرية، وحتى فقر الدم.  

تأثير التغذية على مخاطر الأورام الليفية 

رصدت دراسة نشرت عام 2021 في مجلة Nutrients التأثير المحتمل للنظام الغذائي والتغذية على عدد من الاضطرابات النسائي، بما في ذلك الورم العضلي الأملس الرحمي، ووجد الباحثون أن بعض الأطعمة أظهرت باستمرار عوامل وقائية ضد تطور الورم الليف، بينما أظهرت الأطعمة الأخرى ارتباطا ضئيلا أو غير متناسق. 

 وأظهرت الفواكه والخضراوات أكثر التأثيرات الوقائية اتساقا ضد الأورام الليفية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك التفاح والحمضيات والطماطم والبروكلي والملفوف. 

ووفقًا للدراسة السابقة وجد الباحثون أيضا أن كمية الغذاء أو حصصها لعبت دورا، كانت النساء اللاتي تناولن عدة حصص أسبوعية من الفواكه والخضراوات معرضات لخطر أقل مقارنة بالنساء اللاتي تناولن حصة واحدة فقط في الأسبوع. 

وأظهر الشاي الأخضر، الذي يحتوي مركب الفلافونويد، القدرة على تقليل نمو الورم العضلي الأملس وشدة الأعراض مع تحسين نوعية الحياة المرتبطة بالصحة. 

واقترح الباحثون أن الاستهلاك المفرط للكحول قد يترافق مع زيادة خطر الإصابة بالأورام الليفية، ووجدوا أن الأطعمة مثل اللحوم والأسماك والحبوب والكافيين ومنتجات الألبان لها ارتباطات غير متناسقة مع الأورام الليفية. 

 كيف تؤثر الفيتامينات والمغذيات على مخاطر الأورام الليفية؟ 

ووفقا لدراسة أجريت عام 2022 في المغذيات والتي ركزت على المركبات الطبيعية والفيتامينات كعوامل محتملة في نمو الورم الليفي وتطوره، فإن الفيتامين الذي له التأثير الأكثر دلالة إحصائيا على الأورام الليفية هو فيتامين D، حيث يمكن أن يزيد من تحفيز الخلايا ونموها، بينما لم تظهر الفيتامينات A وE وC أي ارتباط ثابت مع تطور الورم العضلي الأملس. 

واقترح الباحثون أن استهلاك منتجات الألبان والبروبيوتيك في الزبادي يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات وقائية، وينصح بشدة بالفواكه والخضراوات جزئيا لأنها تحتوي على الكاروتينات والإندول -3 كاربينول والفلافونويد مثل الكيرسيتين.

«جسور بوست» ناقشت خبراء نفسيين، للوقوف على الأبعاد النفسية لإصابة العذراوات بهذا النوع من الأورام وكيفية التعامل معها.

العلاج أولاً

قال الخبير النفسي، جمال فرويز:" إن هذا الأمر صعب على اعتبار أن المريضة عذراء، سواء أكان ليفياً أو غيره، إذا كان يمكن علاجه بأدوية فالأمر طبيعي ولكن المشكلة إذا كان يحتاج إلى تدخل جراحي، حيث تدخل المريضة ووالدتها ووالدها وكل من يهمه أمرها في حالة اكتئاب، فكيف ستُجرى لها تلك الجراحة قبل الزواج، وماذا لو علم المتقدم لخطبتها وماذا سيخبرونه، وماذا سيكون رد فعله، وفي حالة إجراء العملية مع أخذ تقرير طبي يوضح أن الفتاة كانت عذراء قبل إجراء العملية، هل سيصدق ذلك هذا الشاب وغير ذلك وهو ما يمثل ضغطًا نفسيا على الفتاة يتسبب في اضطرابات في الأكل والنوم وسلوكياتها".

وتابع في تصريحات لـ«جسور بوست»: "المجتمع تشككي، ومن الممكن أن يكون معها تقرير طبي ووالدة الخاطب تشكك في عذريتها، ولا بد للفتاة أن تعالج نفسها قبل أن تفكر في الزواج، ومن سيرغب في الزواج منك سيتزوجك وبأي صورة، ومن لا يريد فتاة لن يتزوجها مهما فعلت".

قالت أخصائية علم النفس الإكلينيكي، آية حسين:" إن هذا النوع من الورم منتشر بين المتزوجات أيضًا، ولكن الآنسة قد تصاب بالذعر خشية أن يمنعها من الإنجاب والأمومة، ثم ينشغل ذهنها كيف ستتزوج، وكيف ستخبر من ستتزوجه هل تخبره بعملية الاستئصال أما لا، هل هي صالحة للزواج من الأساس أم لا".

التوعية هي الحل

وأكدت آية أن التوعية هي الحل والعامل الرئيسي لإزالة تلك التخوفات وخلق بيئة نفسية صحيحة، فتوعية الفتاة وأهلها وخاطبها ويتم إخباره بالحقائق المتعلقة بذاك الورم من أنه حميد ولا يؤثر في الغالب على الإنجاب أو العلاقة، وتصاب به غالبية السيدات، ويتم تأهيل البنت نفسيًا وطمأنتها وفقًا لحالتها، ثم إن التوعية الإعلامية مهمة بحيث تكون هناك ثقافة عامة لكيفية التعامل مع الحالة وما تستدعيه، خاصة أن هذا المرض منتشر في مصر، ومن خلال الحملات الإعلامية تدرك أن عليها عمل فحوصات بشكل دوري.

وعن فقدان البنت عذريتها بسبب إزالة الورم أشارت إلى أن العذرية ليست متمثلة في غشاء البكارة، فالعذرية هي عدم ممارسة الجنس بأي شكل من الأشكال، فهناك من لا يملكن غشاء بكارة من الأساس وهذا أيضًا يحتاج إلى توعية خاصة الفتيات في سن المراهقة، كما يتم توعية الذكور بذلك.

وأكدت "ضرورة إدخال رجال الدين في حملات التوعية، ما الذي تفعله أو تقوله الفتيات لأزواجهن أو من يتقدم لهن بالخطبة، خاصة أن رجال الدين يحظون بتأثير مجتمعي ربما يفوق تأثير الأطباء، لقد سمعت ذات مرة في إذاعة القرآن الكريم وكانت هناك من تقدمت بالسؤال عن إخبارها زوجها بوجود الورم الليفي، فسألها الشيخ: هل هذا الورم يؤثر على العلاقة، فقالت: لا.. فأخبرها الشيخ أن لا داعي لإخباره، نحتاج إلى من ينشر توعية بخصوص ما الذي تقوله الفتاة وما الذي يباح لها عدم قوله، ما المقبول دينيًا وما هو غير المقبول، الحلال والحرام".