"الطاقة الذرية" تؤكد تدمير منشآت طرد مركزي إيرانية وخامنئي يتوعد بهجمات عقابية
"الطاقة الذرية" تؤكد تدمير منشآت طرد مركزي إيرانية وخامنئي يتوعد بهجمات عقابية
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الأربعاء، أن الضربات الجوية الإسرائيلية على مشارف العاصمة الإيرانية طهران أدت إلى "تدمير" مبنيين يُستخدمان في تصنيع مكونات لأجهزة الطرد المركزي.
جاء ذلك بعد تأكيد الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع نووية ومراكز لتصنيع الأسلحة ضمن هجوم شامل بدأ فجر الجمعة وفق فرانس برس.
المرشد الأعلى يهدد
ردّ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بنبرة تحدٍّ على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى "الاستسلام غير المشروط"، متوعدًا إسرائيل بـ"رد قوي ومن دون رحمة".
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن خامنئي سيلقي كلمة مرتقبة بالتزامن مع تصعيد المواجهة العسكرية بين البلدين.
أطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ بالستية فرط صوتية على إسرائيل، من طراز "فتاح-1"، حسب ما أفاد به التلفزيون الرسمي الإيراني، وقد أظهرت مشاهد مصوّرة نشرتها وكالة مهر الإيرانية انفجارات في سماء طهران في أثناء الليل، في وقت دعت فيه إيران سكان تل أبيب وحيفا إلى إخلاء المدينتين تحسبًا لضربات "عقابية" مرتقبة.
خسائر بشرية في الطرفين
أسفرت الضربات الإسرائيلية منذ بداية التصعيد العسكري عن مقتل 224 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من ألف داخل إيران، بحسب أرقام رسمية، فيما أعلنت السلطات الإسرائيلية عن سقوط 24 قتيلًا نتيجة صواريخ ومسيرات إيرانية.
أكّد الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، أن أكثر من 50 طائرة حربية نفذت ضربات على مواقع نووية ومراكز تصنيع أسلحة قرب طهران، من بينها منشآت لإنتاج أجهزة طرد مركزي تُستخدم في تسريع تخصيب اليورانيوم.
وهدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، باغتيال المرشد الإيراني، كاشفًا عبر منصة "تروث سوشال" أن الولايات المتحدة "تعرف أين يختبئ خامنئي"، واصفًا إياه بـ"الهدف السهل"، وإن أشار إلى أن تنفيذ العملية "ليس في الوقت الحالي"، وأضاف: "صبرنا يوشك على النفاد".
نتنياهو يدعو لاغتيال خامنئي
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إلى اغتيال خامنئي، معتبراً أن ذلك "سينهي النزاع"، في حين حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن أي محاولة لتغيير النظام في طهران قد تدفع المنطقة نحو "فوضى شاملة".
وأعلنت الولايات المتحدة عن إرسال حاملة الطائرات نيميتز إلى الشرق الأوسط، وقررت إغلاق سفارتها في القدس حتى الجمعة، لأسباب أمنية، كما أنشأت مجموعة عمل خاصة لحماية رعاياها في المنطقة، وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الأمريكي عن جاهزيته لاستخدام قنبلة "جي بي يو-57" الخارقة للتحصينات، في حال قررت واشنطن التدخل عسكريًا ضد منشآت إيران النووية.
نقلت تقارير غربية أن الدولة العبرية تخطط لمواصلة العمليات على العمق الإيراني، بعد استهدافها عشرات المواقع العسكرية والعلماء النوويين. في حين أعلنت إيران، الأربعاء، توقيف خمسة أشخاص بتهمة التجسس لمصلحة الموساد و"تشويه صورة البلاد إلكترونيًا"، تزامنًا مع انقطاع واسع في الإنترنت.
عمليات إجلاء دولية
شهد مطار بن غوريون في إسرائيل عودة أولى الرحلات التي تقل مواطنين إسرائيليين عالقين بالخارج، بعد تعليق مؤقت للرحلات، كما أعلنت الصين إجلاء نحو 800 من رعاياها من إيران، في حين غادرت عائلات دبلوماسيين روس إسرائيل، وسط حديث عن نقل السفارة الروسية إلى موقع أكثر أمانًا داخل البلاد.
بدأت المواجهة بين إيران وإسرائيل يوم الجمعة، إثر ضربات إسرائيلية مفاجئة استهدفت منشآت عسكرية ونووية إيرانية، وتُعد هذه المواجهة غير المسبوقة من حيث الحجم والتصعيد، إذ طالت الضربات منشآت استراتيجية حساسة، وردّت طهران بإطلاق صواريخ بالستية ومسيرات تجاه إسرائيل. يأتي التصعيد في وقت حساس دوليًا، وسط مخاوف من توسع الصراع وانخراط قوى عالمية في النزاع.