الحريري: لبنان يقف على حدود جهنم
الحريري: لبنان يقف على حدود جهنم
وصف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، سعد الحريري، بلاده بـ”الدولة التي تقف على حدود جهنم” بعد أن كانت “جنة الشرق”، مؤكداً أن حروب الآخرين على أرضه وصراع الطوائف السبب في وصوله لهذا الحال.
ووجه الحريري -عبر سلسلة من التغريدات على تويتر- رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة عيد الاستقلال، قال فيها: “بأي كلام نتوجه إلى اللبنانيين بعيد الاستقلال؟ لو قيض للكلام الذي يتردد منذ سبعة عقود أن يتحقق لكان لبنان اليوم جنة الله على الأرض وليس دولة تقف على حدود جهنم”.
وأضاف: “كاد لبنان في بعض المراحل أن يكون جنة الشرق ومنتدى العرب للحضارة والحوار والثقافة والديمقراطية، لكن حروب الآخرين على أرضه وصراع الطوائف المفتوح على تبادل الكراهيات وسياسات الاستقواء بالخارج قذفت به إلى جهنم وسلمت أقداره واستقلاله ونظامه الديمقراطي لعقول متوحشة متخصصة بإنتاج الدول الفاشلة”.
وتابع: “محزن جداً أن يقع استقلال بلدنا ضحية حلقات متتالية من الجنون السياسي والأمني والطائفي، وأن تكون دولته عاجزة حتى عن عقد جلسة لمجلس الوزراء”.
وأردف الحريري، قائلا: “محزن جداً أن يشعر المواطن اللبناني بعد 78 عاماً على الاستقلال أنه يحتاج إلى دولة حرة سيدة مستقلة ليست رهينة حزب أو طائفة أو منصة لحراس الحروب الأهلية العربية”.
وأكد أنه: “على الرغم من هذا الواقع المرير، لا مجال سوى أن نردد في هذا اليوم، حمى الله لبنان وشعبه وجيشه واستقلاله من كل شر”.
يذكر أنه منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية في لبنان وتفاقمها امتد التدهور ليشمل الوضعين الاجتماعي والأمني.
وضعفت القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني يوماً بعد الآخر، فيما تعجز الحكومات المتعاقبة عن تخفيف وطأة الأزمة، حتى باتت خدمات كثيرة أساسية تستوجب البحث بعناء ومشقة في السوق السوداء.
ويعاني اللبنانيون الأمرَّين لتأمين الطعام وخدمات النقل والصحة، بينما تلجأ الحكومات إلى حلول توصف بـ”الترقيعية” كاعتماد الدعم الجزئي غير المنظم؛ سواء تعلق الأمر بالمحروقات أو بالدواء.
وتقوم الحكومة بتأمين الدولارات من مصرف لبنان على سعر صرف يتراوح بين 1500 و3900 ليرة لبنانية، بينما لامس سعر صرف الدولار في السوق السوداء 23 ألفاً.
ويتطور الوضع اللبناني من سيئ إلى أسوأ، فجاء انفجار مرفأ بيروت، الذي خلف آلاف القتلى والمصابين، ليدخل البلاد في نفق أكثر ظلمة من قبل ثم أحداث الطيونة لتهدد باشتعال نيران الحرب الأهلية، وبعدها الأزمة الدبلوماسية عقب تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي التي عزلت لبنان عن العالم العربي.
“استقلال لبنان” هو اليوم الذي أُعلن فيه الاستقلال عن فرنسا، ويُحتفل به في 22 نوفمبر، رغم أن الاستقلال لم يكتمل إلا بانسحاب القوات الفرنسية من لبنان في 31 ديسمبر 1946، وهو تخليد لذكرى حكومة الاستقلال الوطنية التي ناضلت عشية إطلاق سراح رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال صباح 22 نوفمبر 1943 وتسليم فرنسا بمنح لبنان الاستقلال التام.