الدورة 77 للأمم المتحدة تنطلق بمناقشة 4 شواغل عالمية

الدورة 77 للأمم المتحدة تنطلق بمناقشة 4 شواغل عالمية

تنطلق الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة رسميا، الثلاثاء، بمشاركة قادة الدول ورؤساء الحكومات من 193 بلدا في جميع أنحاء العالم.

ووفق جدول وزعه مركز إعلام الأمم المتحدة على الصحفيين، تفتتح الدورة الـ77 للجمعية العامة رسميا بين 13 و27 سبتمبر الجاري، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك بالولايات المتحدة.

وسيترأس الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الـ77، الهنغاري كسابا كوروشي على مدى الـ12 شهرا القادمة، خلفا للمالديفي عبدالله شاهد، الرئيس الحالي للجمعية العامة.

وستجرى مراسم التسليم اليوم الاثنين، 12 سبتمبر، إذ سيختتم عبدالله شاهد الدورة الـ76 للجمعية العامة، وسيتم افتتاح الدورة الـ77 رسميا يوم الثلاثاء 13 سبتمبر.

وشغل الهنغاري كوروشي، عدة مناصب دبلوماسية أحدثها مدير الاستدامة البيئية في مكتب الرئيس الهنغاري، كما أنه انخرط في العمل الأممي لعدة سنوات، أبرزها نائب رئيس الجمعية العامة خلال دورتها الـ67 بين عامي 2011-2012.

تحوّل التعليم

وتعقد قمة "تحول التعليم" على هامش انعقاد الدورة الـ77، خلال أيام 16 و17 و19 سبتمبر الجاري، إذ تعتبر حدثا رئيسيا من قبل الأمم المتحدة، يبدأ بـ"يوم التعبئة" الذي يقوده الشباب ويستعرض المخاوف بشأن التعليم على صناع القرار والسياسات بالعالم.

ويركز اليوم الثاني على الحلول، ليكون بمثابة منصة للمبادرات التي تساهم في تحويل التعليم، لمناقشة عدة قضايا أبرزها المدارس المنصفة والآمنة، والتعلم ومهارات الحياة، والعمل والتنمية المستدامة، والمعلمون ومهنة التدريس، والتحول للتعلم الرقمي، وتمويل التعليم.

ويختص اليوم الثالث بقادة دول العالم، ومن المتوقع صدور مجموعة من بيانات تتعلق بالالتزامات الوطنية من رؤساء الدول والحكومات، إلى جانب إعلان قمة الأمم المتحدة للشباب وبيان رؤية الأمين العام لتحويل التعليم.

التنمية المستدامة

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، ستقام وقفة بشأن أهداف التنمية المستدامة لهذا العام، يوم الاثنين الموافق 19 سبتمبر بنيويورك، بهدف إعادة تركيز الانتباه على أهداف التنمية المستدامة لأجندة الأمم المتحدة لعام 2030، والذي يعد مخططا لمستقبل أكثر عدلا للناس والكوكب.

بدورها، قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، إن وقفة هذا العام ستكون "فرصة للتركيز على التحولات العميقة في الطاقة المتجددة وأنظمة الغذاء والاتصال الرقمي، وعلى العمل المطلوب لإعادتنا إلى المسار الصحيح، وسيكون أيضا معلما هاما في الطريق إلى قمة أهداف التنمية المستدامة لعام 2030".

وتميزت وقفة العام الماضي بمشاركة النجوم الكوريين من فرقة "BTS" الكوري الجنوبي، الذين أشاروا إلى الاضطراب الهائل الذي نتج عن جائحة كوفيد-19، وتحدوا فكرة أنهم جزء من "جيل كوفيد المفقود".

حقوق الأقليات

من المقرر أن يعقد اجتماع رفيع المستوى يوم الأربعاء الموافق 21 سبتمبر الجاري، كجزء من الاحتفال الذي يستمر لمدة عام بالذكرى الثلاثين لإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الأقليات.

في ديسمبر 1992، اعتمدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إعلان حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية، والذي يشار إليه اختصارا بـ"إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الأقليات"، إذ يعد أداة رئيسية لمعالجة القضايا السياسية والحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للأشخاص المنتمين إلى الأقليات في العالم.

وفي يونيو الماضي، قال باولو ديفيد، رئيس قسم الشعوب الأصلية والأقليات في الأمم المتحدة، إن اعتماد الإعلان الأممي جلب الأمل قبل 3 عقود، فإن هذا الشعور سرعان ما فقد بسبب النزاع المسلح في يوغوسلافيا السابقة (مصطلح يستخدم لوصف الدول التي نجحت في الانفصال عن جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، مما أدى إلى انهيارها).

وأضاف ديفيد، في حديث إعلامي آنذاك، أن الأقليات لا تزال تستخدم كأداة في العديد من النزاعات والصراعات والحروب، بما في ذلك أوكرانيا وإثيوبيا وميانمار وجنوب السودان وسوريا واليمن.

وتواجه الأقليات في العالم، عقبات وتحديات غير مسبوقة، إذ يتعاملون في العديد من البلدان، مع التهديدات الحديثة مثل خطاب الكراهية عبر الإنترنت، ويتم تجريدهم من حقوق المواطنة، وفق الأمم المتحدة.

الأهداف العالمية

ووفق الأمم المتحدة، تقام أحداث وفعاليات واقعية وافتراضية، خلال الفترة من 16 إلى 25 سبتمبر الجاري، بمشاركة 170 ممثلا من منظمات المجتمع المدني والشركات التجارية والأوساط الأكاديمية، بغية تسريع العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وستقام فعاليات أيضا بشأن التحديات المتعلقة بالمناخ، ومنتدى الأمم المتحدة للقطاع الخاص، الذي يديره الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، والذي يجمع الشركات التجارية والأمم المتحدة والمجتمع المدني، لمعالجة الأزمات العالمية.

ومن المنتظر أن تشهد هذه الفترة بث العديد من المقاطع المصورة لمنطقة الوسائط الخاصة بأهداف التنمية المستدامة، مع العشرات من المتحدثين البارزين، بمن فيهم معدّو المحتوى والمؤثرون والنشطاء والشركاء في الإعلام، لتسليط الضوء على الإجراءات والحلول لدعم أهداف التنمية المستدامة.

بدوره أوضح مجلس الاتحاد الأوروبي، في بيان أن الاتحاد سيركز في الدورة الـ77 للجمعية العامة على "التمسك بميثاق الأمم المتحدة وسيادة القانون، ومعالجة الآثار العالمية للعدوان الروسي على أوكرانيا، وتعزيز التنمية المستدامة وحقوق الإنسان والأمن العالمي".

إدانات ومناشدات

بدوره، اعتبر خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر الدكتور أحمد سيد أحمد، أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عادة ما تدور حول مناقشة القضايا التي تشغل مختلف دول العالم.

وقال أحمد في تصريح لـ"جسور بوست" إن هذه الاجتماعات الدورية تعد منبرا سنويا لزعماء ورؤساء وملوك الدول، لاتخاذ مواقف بشأن القضايا العالمية الكبرى كالتغيرات المناخية والحرب الأوكرانية والتنمية المستدامة.

وأضاف: "وفق ميثاق الأمم المتحدة، فإن الاجتماعات السنوية للجمعية العامة غير معنية بإصدار قرارات ملزمة بشأن القضايا الخلافية، لأن هذا الدور منوط بمجلس الأمن الدولي وحده".

وتابع سيد أحمد: "معظم دول العالم سيلقون كلمات رسمية حول القضايا المطروحة للنقاش، والتي عادة ما تدور في فلك الإدانات أو المناشدات، تعبيرا عن مواقف بلادهم". 

وتعد الجمعية العامة، واحدة من الأجهزة الرئيسية الستة للأمم المتحدة، وهي الهيئة الوحيدة التي تتمتع فيها جميع الدول الأعضاء بتمثيل متساوٍ، وهي الجهاز الرئيسي للتداول وصنع السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية