ألاسكا.. مياه الفيضانات تبدأ في الانحسار مخلّفة أضراراً كبيرة
ألاسكا.. مياه الفيضانات تبدأ في الانحسار مخلّفة أضراراً كبيرة
بدأت مياه الفيضانات الانحسار في أجزاء من غرب ولاية "ألاسكا" الأمريكية التي ضربتها أسوأ عاصفة منذ نصف قرن قبل أيام قليلة، تاركة وراءها حطاما وأضرارا واسعة النطاق بسبب ارتفاع أمواج بحر بيرينج في الشواطئ والمجتمعات الساحلية.
وأفادت خبيرة الأرصاد الجوية الوطنية كايتلين لارديو، بأن بقايا إعصار ميربوك بدأ يهدأ منذ أمس الأحد مع تحرك العاصفة شمالا من مضيق بيرينج إلى بحر تشوكشي على الساحل الشمالي الغربي لألاسكا، وفقا لوكالة أنباء أسوشيتيد برس الأمريكية.
ونوهت عدة مجتمعات بالولاية بأن العديد من المنازل خرجت من أساساتها بقوة المياه المنسابة، والتي غالبا ما صاحبتها رياح اقتربت سرعتها من 70 ميلا في الساعة (113 كيلومترا في الساعة) حتى إن أحد المنازل في مدينة نوم المحورية طفا أسفل نهر وحوصر تحت جسر.
وغمرت المياه العديد من المنازل، لذلك لجأ نحو 450 ساكنا على الساحل الغربي إلى الملاجئ، وكان أكثر من نصفهم في مدرسة في خليج هوبر، بينما هرب آخرون من العاصفة نحو الأراضي المرتفعة خارج مجتمعاتهم.
وقال حاكم ألاسكا مايك دونليفي "إن موجات العاصفة تسببت في فيضانات وأضرار واسعة النطاق على طول 1000 ميل (1609 كيلومترات) من ساحل ألاسكا".
وأضاف دونليفي -في مؤتمر صحفي- أنه لم ترد تقارير حول وقوع إصابات أو وفيات أو مفقودين في ألاسكا، غير أنه تم العثور في وقت لاحق على طفل أبلغ عن فقده السبت الماضي، مع ذلك، تضررت الطرق بشدة ويقوم مسؤولو الدولة حاليا بتقييم الأضرار المحتملة للأسوار البحرية وأنظمة المياه والصرف الصحي والمطارات والموانئ.
وحدد دونليفي خمس مدن (خليج هوبر وخليج سكامون وجولوفين ونيوتوك ونومي) على أنها متأثرة بشكل كبير بمزيج من ارتفاع المياه والفيضانات والتآكل والمشكلات الكهربائية في المدن أو المطارات، مشيرا إلى أن العاصفة تسببت في أعلى مستوى للمياه في نوم منذ عام 1974؛ بلغ 11.1 قدم (3.38 متر) فوق المد الطبيعي، وربما تجاوزت المجتمعات الأخرى المستويات التي شوهدت منذ 48 عاما.
وقال الأخصائي في شؤون المناخ في المركز الدولي لأبحاث القطب الشمالي بجامعة ألاسكا فيربانكس، ريك ثومان: "كانت إحدى السمات الكبرى لهذه العاصفة هي النطاق الواسع من الدمار الذي سببته".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.