منظمة "طفل الحرب" تحث المجتمع الدولي على عدم نسيان أطفال سوريا
منظمة "طفل الحرب" تحث المجتمع الدولي على عدم نسيان أطفال سوريا
في الأشهر الأخيرة، أدى تصاعد العنف في شمال سوريا إلى تعريض آلاف الأطفال لخطر شديد، مع تضاؤل خيارات المساعدات، وانقطاع التغطية الإعلامية.
وللمساعدة في إنقاذ هؤلاء الأطفال، حث المدير القطري لمنظمة "طفل الحرب"، لوكاس فان تريير، المجتمع الدولي على "عدم نسيان" محنة العائلات في جميع أنحاء سوريا، وبخاصة الأطفال.
وقال بيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، إن سقوط صواريخ على سوق مزدحمة مما يسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل بينهم 5 أطفال، وانفجار دراجة نارية مفخخة في أحد مخيمات اللاجئين قتل 3 أطفال، وغارة جوية غير متوقعة تنزل على قرية وتدمر المباني وتقتل معها 7 مدنيين بينهم 4 أطفال، مشاهد قد تبدو وكأنها جزء من فيلم رعب مكتوب بشكل سيئ، لكنه في الواقع ما يعيشه الأطفال والعائلات السورية.
يقول "تريير": "في عناوين الصفحات الأولى وفي جهود المساعدة الدولية، تتحول سوريا بسرعة إلى صراع منسي.. لا يمكننا السماح بحدوث هذا، خاصة وأن الأطفال هم من يستمرون في دفع الثمن الأعلى".
وعلى الرغم من التراجع في التغطية الإعلامية الدولية، لا يزال الصراع المستمر منذ 11 عامًا إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث فر ملايين السوريين عبر الحدود، مما يجعلهم أيضًا أكبر مجموعة من اللاجئين على مستوى العالم.
ويعيش العديد ممن بقوا في ظروف مزرية ومكتظة ويتعرضون بشكل روتيني لجميع أشكال العنف، في جميع أنحاء البلاد، يعاني الأطفال من أزمة حماية مستمرة.
وتدعم بيانات "طفل الحرب" هذا الادعاء، حيث تسلط الضوء على أنه بين عام 2015 وأوائل أغسطس من هذا العام، أثرت 1874 حادثة على الأطفال في شمال سوريا وحده، مما أدى إلى مقتل 1664 شخصًا.
ومن بين هذه الحوادث، كان 89% منها مرتبطا بأنشطة النزاع والهجمات العشوائية بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي والاشتباكات المسلحة والانفجارات.
وأضاف البيان أن ما هو أسوأ، تصاعد العنف في الأشهر الأخيرة، حيث قُتل أكثر من 100 شخص -بمن فيهم الأطفال- في الغارات الجوية منذ يونيو، مما أدى إلى أكبر نزوح سُجل منذ مارس 2020، وفقًا للأمم المتحدة.
وتعمل منظمة "طفل الحرب" عن كثب مع شركائها السوريين لتوفير مزيج متكامل من الدعم النفسي والاجتماعي والحماية والتعليم للأطفال في جميع أنحاء المنطقة.
يقول عادل الضحيان، اختصاصي حماية في "طفل الحرب": "الغارات الجوية -غالبًا على المباني التي تؤوي العائلات النازحة- أصبحت أكثر انتظامًا، يعيش الناس كل يوم، في حالة دائمة من الخوف".
وتابع، "الأطفال يتركون المدرسة ويخرجون للعمل في محاولة يائسة لإطعام عائلاتهم".
"محمد" البالغ من العمر 9 سنوات، بعد أن فقد والده في الحرب، اضطر هو وأمه وأخواته إلى الانتقال إلى منزل جده، مع القليل من الموارد للبقاء على قيد الحياة.
أُجبر "محمد" على أن يصبح معيل الأسرة، ترك المدرسة وبدأ العمل في ورشة لتصليح الدراجات النارية من الصباح الباكر حتى المساء مع استراحة قصيرة لتناول الطعام، يتعرض للضرب والتوبيخ بشكل منتظم من قبل صاحب العمل.
كل هذا كان له تأثير كبير على صحته، أصبح معزولاً ومنعزلاً اجتماعياً ويعاني من سوء التغذية، تم التعرف على حالة محمد مباشرة من قبل مدرسه السابق الذي أحاله إلى فريق "طفل الحرب".
اليوم، يتلقى "محمد" العلاج في مركز صحي لسوء التغذية وتتم إعادة دمجه في المدرسة من خلال أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه، تأخذ والدته دروسًا للتوعية بالآثار السلبية لعمل الأطفال على الصحة العقلية والبدنية للأطفال.
وإدراكًا من "طفل الحرب" أن النهج المتكامل أمر بالغ الأهمية، فهي تقدم أيضًا لوالدته المساعدة العينية مثل الطعام والملابس، بهذه الطريقة يمكنها تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرتها والبدء ببطء في إيجاد طريق للمضي قدمًا.