معرض في باريس يحكي 60 عاماً من فنون الشارع
معرض في باريس يحكي 60 عاماً من فنون الشارع
انطلق في مقر بلدية العاصمة الفرنسية باريس معرضا بعنوان "العاصمة: 60 عاماً من الفن الحضري"، والذي يضم أعمالاً لأسماء كبيرة في مجال فنون الشارع، بينهم البريطاني بانكسي والأمريكية سوون والفرنسية ميس تيك.
وقالت الفنانة المعروفة باسم "مدام"، واسمها الحقيقي أوريلي لوديفين، إن "باريس جزء من هوية فنون الشارع"، و"يمكن ملاحظة الترابط الكامل بينهما من خلال معاينة الجداريات في بعض الأحياء وعلى الطريق الدائري" حول المدينة، وفقا لوكالة فرانس برس.
وتعد هذه الفنانة الباريسية البالغة 40 عاماً واحدة من 70 فناناً تُعرض أعمالهم حتى 11 فبراير 2023، احتفالاً بالذكرى السنوية الستين لانطلاق الحركة الفنية المعاصرة هذه وبتأثير باريس على تطوره.
ويمكن خلال المعرض أيضاً الاطلاع أكثر على أعمال الرائدة الباريسية في هذا الفن، "ميس تيك"، واسمها الحقيقي راضية نوفا، المعروفة برسمها أشكال نساء سمراوات مثيرات على جدران العاصمة، والتي توفيت في مايو الفائت عن 66 عاماً.
وشددت ماغدا دانيز، وهي صاحبة دور للمعارض الفنية في باريس وشنغهاي ولندن وإحدى مفوضي المعرض الأربعة، إن فن الشارع "أكثر من مجرد حركة"، بل إنه "ثقافة" و"رياضة جماعية وفن يترابط فيه الناس بشدة ويتردد صدى الأشياء".
وفق بول أردين مؤرخ الفن المعاصر، فإن فن الشارع اليوم تجسيد للحرية إلا أن في الأمر خطأ كبيرا، ويشير هذا الخبير في فنون المدن إلى أن صورة الفنانين الذين لا يلجمهم شيء ويعملون ليلا مع احتمال أن توقفهم الشرطة عائدة خصوصا إلى تخيلات.
وقد ولد فن الشارع في نهاية الستينيات مع رسوم في قطارات الأنفاق ثم الغرافيتي، وقد ارتبط لفترة طويلة بالتخريب والحركات الاحتجاجية.
استقطبت طبيعة فن الشارع المتنوعة والثورية الفنانين بشكل متزايد في العقود الأخيرة، وقد ارتبط هذا التوجه الفني في الأصل بفن حرب العصابات المثيرة للجدل في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي في نيويورك عن طريق الكتابة على الجدران وعربات القطار.
ينظر بعض السياسيون والمجتمعات إلى فن الشارع بشكل سلبي لأنه مرتبط بثقافة العصابات والآراء التحررية المعارضة، لكن هذا الأسلوب الفني بمثابة وسيلة لمجموعة من المواطنين المحرومين من حقوقهم للتعبير عن عدم رضاهم عن أوضاعهم الحالية.
وبعد أن كان ينظر إلى هذا الشكل التعبيري على أنه نشاط غير قانوني، جعله تطوره ورسالته الهادفة يسلك طريقه إلى المعارض والمتاحف الدولية وسوق الفن العالمي.