كينيا.. ارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي منذ بدء الجفاف
كينيا.. ارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي منذ بدء الجفاف
تتحمل النساء والفتيات العبء الأكبر من أسوأ موجة جفاف شهدتها كينيا منذ 40 عامًا، مما يؤدي إلى تفاقم خطر الاستغلال الجنسي والعنف وسوء المعاملة.
تقول إليمليم إنغولان (39 عاما)، وهي أم لطفل يبلغ من العمر سبعة أشهر: "علينا أن نمشي أكثر من سبعة كيلومترات للعثور على الماء، وأحيانًا ما نجده يكون ليس آمنًا للشرب.. نبحث عن المياه في مجاري الأنهار الجافة، أحيانًا لساعات، وغالبًا دون جدوى".
تتحدث "إنغولان" في جلسة توعية، تدعمها وكالة الأمم المتحدة للحقوق الإنجابية (صندوق الأمم المتحدة للسكان) في قرية لوكاباراي في مقاطعة توركانا، هي واحدة من جلسات عديدة تهدف إلى توفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي للنساء والفتيات المتأثرات بالجفاف الطويل الذي يجتاح المنطقة حاليًا.
في بعض المناطق، جفت أكثر من 90% من مصادر المياه، ومع فشل المحاصيل وفقدان الأسر ماشيتها -التي تعتبر بالنسبة للكثيرين مصدر دخلهم الوحيد- يعاني أكثر من أربعة ملايين شخص من الجوع الحاد.
وتشير التقديرات إلى أن 134 ألف امرأة حامل أو مرضع حاليًا في المناطق المتضررة من الجفاف في كينيا، يعاني الكثير منهن الآن من سوء التغذية وفقر الدم، وهي ظروف قد تكون مهددة للحياة.
وعادة ما يتم إرسال النساء والفتيات لجلب الماء، وبسبب الجفاف، كان عليهم أن يمشوا مسافة أطول، وينتظروا لساعات في الآبار، وهذا يعرضهم بشكل أكبر لخطر العنف، في وقت تتصاعد فيه الأعمال العدائية بين المجتمعات اليائسة لتأمين الموارد الشحيحة.
ومع إجبار مئات الآلاف من الكينيين على الانتقال بحثًا عن البقاء على قيد الحياة، فإن النساء والفتيات الضعيفات لا يتمتعن إلا بالقليل من الوصول إلى المرافق الصحية الحيوية أو خدمات الحماية والدعم، في الوقت الذي هم في أمس الحاجة إليه.
ويقول بيان نشره صندوق الأمم المتحدة للسكان، إن هناك أدلة على أن العنف القائم على النوع الاجتماعي، وختان الإناث، وزواج الأطفال قد ارتفع منذ الجفاف، حيث تزوج العائلات بناتها لدفع ثمن الطعام أو الماشية.
وللمساعدة في حماية النساء والفتيات من تداعيات الجفاف على صحتهن وسلامتهن ورفاههن، يوزع صندوق الأمم المتحدة للسكان مجموعات صحة الأم والكرامة في جميع أنحاء كينيا.
تحتوي هذه المجموعات على مستلزمات النظافة الأساسية للنساء والفتيات، ومواد لدعم الأمهات الجدد، بالإضافة إلى شعلة تعمل بالطاقة الشمسية وصفارة لطلب المساعدة إذا لزم الأمر.
ويوفر صندوق الأمم المتحدة للسكان إحالات مجانية إلى المستشفيات وسيارات الإسعاف في حالات الطوارئ الخاصة بالولادة وحديثي الولادة.
ومن أكتوبر 2021 إلى يونيو 2022، وصل صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أكثر من 186 ألف امرأة وفتاة بدعم الصحة الجنسية والإنجابية.
كما دعم الصندوق أكثر من 60 ألف من خلال الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي وخدمات الحماية، بما في ذلك دعم الصحة العقلية لأكثر من 45 ألف ناجية من العنف.
وتدعو الأمم المتحدة إلى 320 مليون دولار لدعم أكثر من أربعة ملايين شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة من خلال نداء مشترك لمكافحة الجفاف.
ويخشى أنه إذا ثبتت صحة التنبؤات بفشل هطول الأمطار خلال موسم أكتوبر إلى ديسمبر، فإن الملايين من النساء والفتيات الأكثر عرضة للخطر قد يتأثرن بالأزمة.