فرنسا.. صرف بدل وقود لنحو 10 ملايين مواطن "الأشد فقراً"
100 يورو شهريا..
أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية، اليوم الأربعاء، عن صرف بدل للوقود بقيمة 100 يورو (نحو 105 دولارات) شهريا لنحو 10 ملايين مواطن فرنسي الأشد فقرا، وفق ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وقالت رئيسة الحكومة الفرنسية، إليزابيث بورن، في مقابلة مع الشبكة الإخبارية لقناة “أر تي ال”: “سنواصل حماية القوة الشرائية للفرنسيين، ولكن من خلال استهداف المزيد لمن هم في أمس الحاجة إليها”، مضيفة أنه اعتبارا من بداية العام القادم ستقدم الحكومة بدل وقود للفرنسيين الأشد فقرا الذين يحتاجون إلى سياراتهم للذهاب إلى العمل وسيتم منح نحو 100 يورو لنحو نصف الأسر، أي ما يعادل خصم قدره 10 سنتات للتر.
وأوضحت بورن أن الحكومة تتصرف بشكل عام لحماية القوة الشرائية، مضيفة أنها تدرك جيدا أن هذا الأمر يعد مصدر قلق كبير للفرنسيين لذا تم اتخاذ إجراءات مبكرة لاحتواء التضخم، الذي يعد الآن الأدنى في أوروبا، حيث بلغ التضخم في فرنسا نحود 6.2% بينما المتوسط الأوروبي عند 12%، وحتى 14% في هولندا.
وسيتم صرف هذه المساعدة لمدة عام واحد، وقد سبق أن أشارت إليه الحكومة في نوفمبر الماضي.
ومن المقرر أن ينتهي سريان الخصم الحكومي على الوقود في نهاية العام الجاري، وهي مساعدة استفاد منها الجميع ومكنت من الحفاظ على البنزين والديزل بمستويات تناسب محافظ الفرنسيين، وكان هذا الخصم جزءا من حزمة من التدابير لتعزيز القوة الشرائية بين الشعب الفرنسي، حيث إن ارتفاع الأسعار والقوة الشرائية من بين القضايا التي يراها الفرنسيون أكثر أهمية في الوقت الحالي، وفقا لمسح حديث أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام "إيفوب".
أزمة اقتصادية عالمية
تسببت تداعيات الجفاف وموجات الحر والوباء والحرب الروسية الأوكرانية في خلق أزمات اقتصادية عالمية في كل القطاعات وعلى رأسها الطاقة، وامتد ارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المعيشة والتضخم إلى كل ركن من أركان كوكب الأرض تقريبا.
ووضع قرار روسيا وقف ضخ الغاز إلى أجل غير مسمى، أوروبا أمام معضلة غير مسبوقة، ويُتوقع ارتفاع قيمة فواتير الطاقة في أوروبا بمقدار تريليوني يورو (نحو تريليونين و62 ملياراً و740 مليون دولار) بحلول أوائل العام المقبل 2023.
وضاعفت الحرب والعقوبات الاقتصادية وقرب بداية الشتاء -إضافة إلى استعمال موسكو للطاقة كأداة للضغط- من مخاوف الأوروبيين، وجعلت أسعار الغاز تصل لمستويات قياسية.
وفي ظل الأزمة، يستعد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار بشأن برنامج كبير لتوفير الطاقة، بما في ذلك حملة عامة لدعم أهدافه، وهو بحاجة أيضاً لتوضيح أنَّ الدول الأوروبية ستساعد بعضها من خلال مشاركة كميات الغاز القليلة التي ستكون متاحة فضلا عن اتجاه العديد من الدول لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة فضلا عن اتجاه بعض الدول لمساعدة مواطنيها بتحمل بعض الفواتير مثل ألمانيا أو تقديم بدلات نقدية مثل فرنسا وخاصة لشرائح المواطنين الأشد احتياجا.