أوامر بإجلاء السكان شمال كاليفورنيا وسط تحذيرات من فيضانات وشيكة
أوامر بإجلاء السكان شمال كاليفورنيا وسط تحذيرات من فيضانات وشيكة
صدرت أوامر للسكان في شمال ولاية كاليفورنيا بالإخلاء وسط تحذيرات من حدوث فيضانات وشيكة حسب ما ذكرت وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية.
وأفادت الوكالة بأن تحذيرات مماثلة بشأن الإخلاء صدرت للسكان في بعض المناطق الريفية من الولاية ليلة رأس السنة الجديدة بعد هبوب عاصفة قوية تسببت في هطول أمطار غزيرة وتساقط ثلوج كثيفة في جزء كبير من الولاية، ما أدى إلى خرق الحواجز وتعطيل حركة المرور وإغلاق الطرق السريعة الرئيسية.
وفي أعقاب العاصفة حدثت فيضانات كبيرة في المناطق الزراعية الواقعة على بعد نحو 20 ميلاً (32 كيلومترًا) جنوب ساكرامنتو، عاصمة كاليفورنيا، حيث تضخمت الأنهار خارج ضفافها وأغرقت عشرات السيارات على طول طريق الولاية 99.
وأنقذت طواقم الطوارئ سائقي السيارات ليلة رأس السنة الجديدة حتى صباح أمس الأحد، وظل الطريق السريع مغلقًا، وقال دان كويجل، نائب رئيس إدارة الإطفاء في منطقة كوسومنيس، في تصريح نقلته الوكالة، إن أطقم الإطفاء عثرت ليلة أمس على شخص واحد ميتًا داخل مركبة مغمورة بالقرب من الطريق 99.
وأصدرت سلطات مقاطعة ساكرامنتو أمر إخلاء في وقت متأخر من ليلة أمس لسكان منطقة بوينت بليزانت المنخفضة الواقعة بالقرب من الطريق السريع 5، مشيرة إلى حدوث فيضانات وشيكة وخطيرة، فيما طُلب من سكان البلدات المجاورة في جلانفيل تراكت وفرانكلين بوند الاستعداد للمغادرة قبل قطع المزيد من الطرق بسبب ارتفاع المياه ويصبح الإخلاء مستحيلاً.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.