جون كيري: مكافحة تغير المناخ لن تنجح ما لم تتخذ الشعوب موقفاً جدياً
جون كيري: مكافحة تغير المناخ لن تنجح ما لم تتخذ الشعوب موقفاً جدياً
اعتبر المبعوث الأمريكي الرئاسي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، أن مكافحة تغير المناخ لن تنجح ما لم تتخذ الشعوب في جميع أنحاء العالم موقفا كما لو أننا في حالة حرب وسارعوا باتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الكربون.
وعندما سئل عما إذا كان العالم سيحقق الهدف المشترك المتمثل في الحد من زيادة درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2032، قال كيري في كلمة ألقاها أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن هذا الهدف لن يتحقق بالنظر إلى مقدار الجهد المبذول حاليًا، بحسب شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية.
وأضاف جون كيري: "لا يمكننا أن نصل إلى 1.5 لسنا على المسار الصحيح لتحقيق ذلك، وليس من الواضح تمامًا أننا سنذهب إلى المسار الصحيح".
وشدد على أنه "علينا الآن أن ننشر أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، كل يوم، للسنوات القادمة حتى نصل إلى 1.5 وعلينا أن ننشر مصادر الطاقة المتجددة ست مرات أسرع مما نحن عليه اليوم".
وتابع قائلا: "يمكننا القيام بذلك، لكن لا يوجد بعد الالتزام الضروري على نطاق واسع لتحقيق ذلك".
وأكد أن هنالك حاجة إلى المزيد من "الإرادة الجماعية، كما لو كنا في حالة حرب ومستعدون لتحويل المصانع إلى منتجي الألواح الشمسية، وبعضًا من هذا هو ما نحتاج إليه".
وكان كيري قد أكد للمنتدى الاقتصادي العالمي أمس أن مفتاحًا آخر لمكافحة تغير المناخ هو "المال ثم المال فالمال"، مضيفا أن الحكومات بحاجة إلى إيجاد طريقة لتشجيع الاستثمار في شركات التكنولوجيا الخضراء.
وقال إن المفتاح الآخر هو تشجيع الحكومات وحملها على تسريع القرارات للسماح بتركيب البنية التحتية الخضراء.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذيرات أممية
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.