فرنسا.. دعوات لاتخاذ «تدابير استباقية استثنائية» لمواجهة الجفاف
فرنسا.. دعوات لاتخاذ «تدابير استباقية استثنائية» لمواجهة الجفاف
حذّر وزير الانتقال البيئي في فرنسا كريستوف بيشو، اليوم الأحد، من الوضع الحالي "غير المسبوق" في ما يتعلق بنقص المياه في البلاد، داعيًا إلى اتخاذ "تدابير استباقية استثنائية" لتوفير المياه ومواجهة أزمة الجفاف، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وجاءت تصريحات بيشو بعد دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت خلال تفقده المعرض الزراعي بباريس، إلى تبني "خطة رصانة" لترشيد استخدام المياه في مواجهة الجفاف ونقص المياه، فبعد الجفاف التاريخي في صيف العام الماضي، يمكن أن تواجه فرنسا مرة أخرى إجراءات لتقنين المياه اعتبارًا من مارس بسبب قلة الأمطار وفترة الجفاف منذ مطلع الشتاء.
وقال الوزير الفرنسي إن شهر فبراير هو الأكثر جفافا منذ عام 1959 في البلاد، مشيرًا إلى حالة "غير مسبوقة" من ندرة المياه، حيث إن منسوب المياه عند أدنى مستوياته خاصة بعد جفاف صيف عام 2022، قائلًا: إن الوضع أكثر تعقيدًا من العام الماضي، وكل المؤشرات باللون الأحمر، في جميع الإدارات المعنية.
ووفقًا للخبراء، تقل المياه المتوفرة حاليًا في فرنسا بنسبة تتراوح بين 10% و40% في السنوات القادمة، ولهذا يدعو وزير الانتقال البيئي إلى اتخاذ تدابير "استباقية" لتجنب الأزمات وإلى "استخدام كل السبل لإيجاد مصادر بديلة للمياه".
وفي بداية شهر مارس المقبل ستقوم رئيسة الوزراء إليزابيث بورن بتشكيل وحدة مشتركة بين الوزارات المعنية مكلفة بتوقع المخاطر، والتدابير التي يتعين اتخاذها وتعبئة جميع أجهزة الدولة المعنية لمواجهة الجفاف.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.