اقتراح أممي بإنشاء "جامعة إلكترونية" لدعم التعليم بأقل البلدان نمواً
اقتراح أممي بإنشاء "جامعة إلكترونية" لدعم التعليم بأقل البلدان نمواً
اعتبرت الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، المعروف باسم LDC5، أن الجامعة العالمية الجديدة المقترحة على الإنترنت "لديها إمكانات هائلة لمنح الأمل والتعلم والوصول إلى الفئات المهمشة التي لا تستطيع حاليا الوصول إلى التعليم العالي".
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن الأمينة العامة للمؤتمر، رباب فاطمة، قولها إنه على الرغم من التقدم المحرز في زيادة معدلات الالتحاق بالتعليم الابتدائي، فإن 16.2% من الأطفال في سن التعليم الابتدائي خارج المدرسة في أقل البلدان نموا في عام 2019، ويوجد ما يقرب من نصف الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في جميع أنحاء العالم في تلك البلدان نفسها، مع تمثيل الفتيات والأطفال ذوي الهمم وغيرهم من الأطفال الذين يعيشون في أوضاع هشة بشكل غير متناسب.
ولا تزال معدلات الالتحاق بالتعليم العالي وإتمامه منخفضة، ما تترتب عليه آثار بعيدة المدى بالنسبة لبرنامج التحول الهيكلي لأقل البلدان نموا، ويعتمد معظمهم على المساعدات في ميزانياتهم التعليمية، وعلى المستويين الثانوي والإعدادي، توجد تفاوتات بين الجنسين وتفاوتات بين أفقر الفئات وأكثرها ضعفا.
قالت "فاطمة" وهي الممثلة السامية للأمم المتحدة لأقل البلدان نموا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية (UN-OHRLLS) في حدث جانبي رفيع المستوى لأقل البلدان نموا 5، حول الجامعة الإلكترونية المقترحة لأقل البلدان نموا: "من الواضح أن أنظمة التعليم في أقل البلدان نموا تتطلب تنمية كبيرة لتزويد شبابها بالمهارات التي يحتاجونها للمستقبل".
الجائحة توسع فجوات التعليم
كشفت جائحة كوفيد-19 عن خط صدع رئيسي في نظام التعليم، لا سيما في أقل البلدان نموا، ووجدت الدراسة الاستقصائية العالمية للتعليم العالي التي أجرتها اليونسكو، التي نشرت في يوليو 2021، أن الوباء قد أثر على 220 مليون طالب جامعي في جميع أنحاء العالم، وفي أقل البلدان نموا، اضطرت جميع الجامعات تقريبا إلى الإغلاق التام.
وفي حين تمكنت المؤسسات الأكاديمية في البلدان المتقدمة من الانتقال بسرعة إلى التعليم عبر الإنترنت، لم تتمكن أقل البلدان نموا من التحول بسبب الافتقار إلى الخدمات اللوجستية والأدوات التكنولوجية والمهارات اللازمة.
وقالت "فاطمة": "في عالم يحدث فيه التقدم التكنولوجي بسرعة البرق، تخاطر البلدان بالتخلف عن الركب إذا لم تستثمر في المهارات الرقمية لمبدعي الغد.. إن أفضل طريقة لتلبية الطلب المتزايد على التعليم العالي على نطاق واسع بطريقة فعالة، وفعالة من حيث التكلفة، ومرنة، هي بناء بنية تحتية للتعليم عبر الإنترنت بسرعة في أقل البلدان نموا".
وكشفت دراسة استقصائية عالمية جديدة لليونسكو حول تأثير كوفيد-19 في التعليم العالي، أن هناك حاجة ماسة إلى بذل جهود وطنية قوية، بدعم من المجتمع الدولي، لتطوير الجامعات عبر الإنترنت في أقل البلدان نموا.
وأوضحت "فاطمة" أنه: "لهذا السبب فإن برنامج عمل الدوحة لديه هدف ملموس في هذا المجال، وهو إجراء دراسات جدوى لإنشاء جامعة عبر الإنترنت"، مشيرة إلى النتيجة المتفق عليها للمؤتمر، التي تهدف إلى إزالة العقبات الهيكلية أمام النمو الشامل والتنمية المستدامة.
جامعة جديدة على الإنترنت
وأوضحت أن الأهداف الرئيسية للجامعة الإلكترونية المقترحة هي:
- تقديم دعم السياسات لتعزيز التعليم عن بعد، والتعلم المفتوح للدراسات العليا، والدراسات العليا في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
- ضمان وصول خاص للفقراء وأولئك الذين يعيشون في أوضاع هشة.
- إنشاء شبكة افتراضية من المؤسسات التعليمية داخل وخارج أقل البلدان نموا.
- دعم تصميم الدورات وتطوير المناهج الدراسية.
- تحقيق التوسع والاستدامة لنظام التعليم، والنظر في جميع المبادرات الحالية التي طورها الشركاء المعنيون.
- تسهيل الاعتراف العالمي والاعتماد للمعايير الدولية.
وبناء على طلب برنامج عمل ديربان، سيقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا يحدد خريطة المبادرات القائمة، والطرائق الجديدة الممكنة، والاحتياجات من الموارد، والاعتماد، ومصادر التمويل المستدامة.
وسيقدم هذا التقرير إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر فيه في دورتها 78 في سبتمبر.
وقالت "فاطمة": "لذلك أكرر دعوة الأمين العام، حيث حث شركاء التنمية على عكس تخفيضات الميزانية، وتخصيص ما لا يقل عن 15% من المساعدة الإنمائية الرسمية للتعليم".
وأضافت: "ينبغي للمؤسسات المالية الدولية أن تتطلع أيضا إلى توفير المزيد من الموارد والحيز المالي لأقل البلدان نموا للاستثمار في دعم التعليم الجيد للجميع".
ويمكن لهذه المبادرة، إلى جانب الأهداف والطموحات التعليمية الأخرى لبرنامج الدوحة، أن تجهز الملايين من الفتيات والفتيان الصغار ليصبحوا عوامل للتغيير التحويلي، من خلال الابتكار المكتشف حديثا ومهارات ريادة الأعمال".
وخلال الحدث الجانبي، ناقشت الدول الأعضاء والمنظمات الدولية ومجموعات المجتمع المدني والقطاع الخاص وممثلو الشباب، الدعم السياسي والمالي اللازم لإقامة حدث عبر الإنترنت.
وعُمم موجز للمناقشات، سيسهم في دراسة الأمين العام بشأن الخيارات الممكنة لإنشاء جامعة على الإنترنت.