"هنّ" ومعركة المناخ.. المزارعات المصريات يتصدرن الخطوط الأمامية في حرب التغيرات المناخية
«جسور بوست» تتقصى تأثير التغيرات المناخية على المزارعات المصريات وتنقل تجربتهن في 3 قرى بمحافظة الجيزة
في قرية “جزاية”.. الحاجة كريمة ومزارعات يحسبن تكاليف تربية الماشية والخسائر التي يخلِّفها الإجهاد الحراري
في قرية برطس.. "كرنب" محاسن وسعيد "لسَعَته" موجة مارس الحارة وتأكله أغنام أحمد!
مستشار وزير الزراعة المصري: المرأة والأطفال الفئة الأكثر هشاشة وتأثراً بالتغيرات المناخية
مدير معهد التناسليات بوزارة الزراعة المصرية: الإجهاد الحراري يؤثر على الماشية ويقلل إنتاج الألبان
خبيرة بمركز البحوث الزراعية المصرية: محاولات التأقلم مع انخفاض الدخول الناتجة عن انخفاض الإنتاجية تتسبب في انعكاسات اجتماعية سلبية
مع كل إشراقة شمس، تفتح صدرها، تخرج قلبها، ترش عليه قليلا من الصبر ثم تعيده إلى مكانه وتمضي.
تُفكر الحاجة كريمة في ترك مجال الزراعة كليّة، بعدما أنفقت عليه سنوات عمرها التي تجاوزت الستين، تربي الماشية وتتاجر في منتجاتها، تزرع المحاصيل في مزرعة شاسعة على أطراف محافظة الجيزة، سبق وامتلكتها من خير الأرض قبل أن يؤثر في منتجاتها الإجهاد الحراري المصاحب للتغيرات المناخية.
الحاجة كريمة، ليست مزارعة عادية، هي أيضًا "متعهدة أنفار"، مع كل بزوغ فجر تجتمع عند المحطة (مُلتقى يجمع عدة قرى هي “جزاية ونكلا والرهاوي وذات الكوم” في محافظة الجيزة)، تجتمع ومعها عشرات المزارعات من تلك القرى، يتزاحمن في سيارات نصف نقل، تتحرك على طرق غير ممهدة، إلى مزارع على أطراف المحافظة وأخرى تمتد لمحافظات مجاورة، توزعهن كل وفق اتفاقات مسبقة بين أصحاب المزارع وبينها على حسب احتياجهم لمزارعات يعملن باليومية، يشاركن الرجال لهيب الصيف وبرودة الشتاء، وعناء رفع الفأس، ولكن بما يوازي نصف أجر الرجال أو أعلى قليلًا.
أعوام تعقبها الأخرى ولا تزال الحاجة كريمة تزرع، تربي الماشية وتتاجر في منتجاتها، إلا أنه في السنوات الأخيرة، تعرّضت المحاصيل الزراعية وسوق الماشية لخسائر، بل وصل متوسط خسائر الألبان لبعض الأنواع صيفًا من 40 إلى 50% لأسباب مناخية بالأساس، أهمها الإجهاد الحراري، وفقًا لمصادر رسمية.
صارت الحاجة كريمة ومعها المزارعات في موقف لا يحسدن عليه، بسبب التراجع الحاد في الإنتاج، ما سدّد لهن ضربات مالية موجعة وتراجعا مهنيا تسبب في هجرة كثيرات منهن لمهنتهن الوحيدة التي يعرفنها، وهي الزراعة، وعلى وشك ترك تربية الماشية، وما يرتبط بهما من منتجات زراعية وحيوانية، على رأسها منتجات الألبان، المتضرر الأول من التغيرات المناخية، وصاحب التأثير الأكبر على المرأة الريفية.
تقول الحاجة كريمة: "اضطررت بعد خسارتي من الزراعة لترك المجال، والمزارعات مهددات في مصدر رزقهن الوحيد، توقفت عن الزراعة وجمع العمالة من السيدات، فأصحاب المزارع قللوا العمالة بسبب خسائر الإنتاج، بحيث من كان يعتمد على خمسة عمال صار يطلب عاملا واحدًا ويشترط أن يكون رجلًا، الخسائر مستمرة، اضطررت معها للاقتراض من البنك والجلوس في الأسواق أبيع البصل بالكيلو بعدما كنت أزرعه وأبيع منه أطنانًا وأتاجر في عشرات من رؤوس الماشية".
تربية الماشية والانتفاع من منتجاتها مهنة الحاجة كريمة الحالية، لكنها على وشك هجرتها، مثلما هجرت الزراعة منذ عام، وهو أمر انطبق على كثير من المزارعات المصريات وتسبب في تراجع أعداد رؤوس الماشية (الأبقار- الجاموس- الإبل- الأغنام- الماعز) خلال السنوات العشر الأخيرة. بحسب أرقام الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء.
وكشفت إحصائيات المركزي (النشرة السنوية لإحصاءات الثروة الحيوانية لحركة الإنتاج والتجارة الخارجية والمتاح للاستهلاك من السلع الزراعية)، عن تراجع أعداد الماشية في مصر بنسبة 59.5 بين عامي 2011 و2021.
وبلغت ذروة عدد رؤوس الماشية في مصر في تلك الفترة إلى 18 مليونًا و989 ألف رأس من "الأبقار- الجاموس- الإبل- الأغنام- الماعز" في عام 2012، بينما تراجعت الأعداد لأدنى مستوى لعام 2020 إذ بلغ إجمالي رؤوس الماشية والأغنام 6 ملايين و500 ألف رأس، لأسباب منها المناخ، علمًا أن بيانات الماشية لعام 2022 تعذر الحصول عليها من موقع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ويرصد الرسم البياني التالي تراجع أعداد الماشية من الأنواع السابق ذكرها من عام 2011 إلى 2021.
عن تفاصيل منتجات الألبان، وفقًا لعدة دراسات أكاديمية اطلعت عليها "جسور بوست"، صادرة جميعها عن المجلة المصرية للاقتصاد الزراعي، منها دراسة تحت عنوان "استهلاك منتجات الألبان من إنتاج المزرعة والأمن الغذائي للأسرة الريفية"، ودراسة أخرى حملت عنوان "تحليل اقتصادي لإنتاج الألبان لمحافظات مصر"، وكان أحدثها في مارس 2021 بعنوان "دراسة اقتصادية تحليلية للوضع الراهن والمستقبلي لإنتاج واستهلاك الألبان"، وقد بينت جميعها أن مصر استطاعت تحقيق اكتفاء ذاتي من إنتاج الألبان، ولكن بتحليل الأرقام يتضح أن هناك فجوة بين الاستهلاك المحلي وبين الإنتاج بنسبة 28%، حيث تنتج مصر 72% من احتياجات السوق، بينما تستورد النسبة المتبقية.
وأشارت الدراسات السابق ذكرها، إلى أنه من المرجح حدوث انخفاض في توافر وإنتاجية الحليب المحلي خلال العقود المقبلة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وما تسببه من خطر الإجهاد الحراري للماشية والتي منها خفض شهية الماشية والحد من نسبة تناسلها.
ووفقًا للدراسات، بلغت ذروة الإنتاج في 2021، نحو 6 ملايين و131 ألف طن، وأقل إنتاج للألبان خلال عشر سنوات كان عام 2016 (خمسة ملايين و88 ألف طن)، ويرصد الرسم البياني التالي للألبان الفجوة خلال عشر سنوات بين الإنتاج المحلي وحجم الاستهلاك.
بلغت نسبة النساء العاملات في قطاع الزراعة في مصر عام 2010 "39.3"، وفقًا لأرقام رصدتها دراسات أكاديمية، وفي قطاع يقوم بالأساس على النساء فإن نسبة حيازة الأرض لهن لا تتعدى 7%، ما يدل على عدم المساواة بين الجنسين في امتلاك الأراضي الزراعية.
وتنص تقارير عدة لمنظمة الفاو، على أن المرأة الريفية عند امتلاكها الموارد وبالأخص الأراضي الزراعية، ستسهم في تحقيق الأمن الغذائي والقضاء التام على الجوع، وهو الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة 2030، والذي يُعد هدفا محوريا تسعى إليه الدول كافة، كما أن قطاع الزراعة هو المشغل الأول للمرأة في مصر والعالم العربي.
وإجمالًا، ووفقًا لمنظمة العمل الدولية، تشكل النساء في المتوسط أكثر من 40% من القوة الزراعية العاملة في البلدان النامية، التي تتفاوت بين 20% في أمريكا اللاتينية و50% أو أكثر في أجزاء من إفريقيا وآسيا، وأقل من 15% من ملاك الأراضي في جميع أنحاء العالم هم من النساء.
من زاوية أخرى، توضح البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن النسبة الأكبر لفقراء مصر تتركز في محافظات الصعيد، وهي محافظات تعتمد في أغلبها على الزراعة، وهنا يبرز تأثير التغيرات المناخية على ظروف الزراعة وعوائد الفلاح منها.
إذ بتصاعد ظاهرة التغير المناخي يبلغ الأثر مداه في النشاط الزراعي باتساع مناطق الجفاف، وانتشار أمراض الحاصلات والآفات الجديدة، ذلك في قطاع يعاني أساسًا تناقص كميات المحاصيل المزروعة بشكل عالمي.
كل هذا ينتج عنه انخفاض في جودة المحاصيل وكميتها، فضلًا عن ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، ما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع في نسبة الفقر الريفي، وما يسمى بموجات الهجرة المناخية إلى المدينة، أو هجرة المزارعات لمهنة الزراعة.
وقد وصلت نسبة مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 14.8% عام 2019/ 2020. بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.
ويعد قطاع الزراعة الأكثر ضعفا وهشاشة في سلسلة الأنشطة الاقتصادية المصرية، إذ إن المنظومة الزراعية فقيرة، كما أن بنيتها التحتية ضعيفة، والتكنولوجيا المستخدمة فيها قديمة وبدائية، الأمر الذي يقابله إنفاق ضعيف وميزانية محدودة، كل ذلك لا يلبي التطور المطلوب لمواجهة التغيرات والتقلبات المناخية.
ويوضح تضرر الريف من التغيرات المناخية عدة تقارير وإحصائيات، منها ما ذكرته تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أن ما يقرب من 78% من فقراء العالم -أي نحو 800 مليون شخص من الذين يعيشون في مناطق ريفية- يتضررون من التغيرات المناخية.
تشير التوقعات إلى أن ما يقارب 100 مليون شخص سيسقطون في قبضة الفقر بحلول عام 2030، هذا فضلًا عمّا تتسبب فيه الظواهر الجوية من تشريد ما يقرب من 28 مليون شخص في عام 2018.
وتذكر تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أيضًا أنه بينما ينتج صغار المزارعين ما يقرب من 70% من إنتاج الغذاء في العالم، لكنهم يتلقون 2% فقط من التمويل المخصص للتكيف مع ظاهرة التغير المناخي.
ويعتبر القطاع الزراعي أحد أهم قطاعات الاقتصاد القومي المصري وأكثر القطاعات حساسية وتأثرا بتغير المناخ، كما أن الزراعة المصرية تواجه الكثير من التحديات حيث تقع في بيئة شبه جافة، وتعتمد أساساً على مياه نهر النيل، وتتأثر الزراعة بصورة مباشرة بتغيرات المناخ المتوقعة من خلال زيادة درجات الحرارة وتغير مواعيد الموجات الحرارية والباردة والتي تؤدي إلى نقص إنتاجية بعض المحاصيل. بحسب خبراء تحدثت إليهم "جسور بوست"، التي تقصّت الأمر، وعايشت مزارعات لمدة أسبوعين في ثلاث قرى هي "جزاية، أوسيم، برطس"، بمحافظة الجيزة، للوقوف على تأثير التغيرات المناخية عليهن وعلى تربية الماشية وتجارة الألبان ومحاصيلهن الزراعية.
البكاء على اللبن المسكوب
بعين زائغة وروح متعبة، تروي الحاجة كريمة معاناتها مع تربية الماشية ومنتجات الألبان فتقول: "متبكيش على اللي خسر ماله، أبكِ على اللي اتوقف حاله، واحنا حصل لنا الاتنين، خسرنا المواشي واتوقف حالنا".
وخلال تردد "جسور بوست"، على الحاجة كريمة وبعض مزارعات القرية اللاتي يشاركنها المصير ذاته، ترصد أثر التغيرات المناخية على عمل المزارعات، وتكاليف تربية الماشية وعائد منتجاتها وتقارنه بتكاليف ربح المزارعات من عدمه، والتي بدأت في السوق حيث مكان الالتقاء.
في سوق كان جميع من فيه نساء إما مزارعات يبعن محاصيل زرعنها أو ربات منازل، بدت الحاجة كريمة خَجِلة من وضعها الحالي فبعدما كانت "رئيسة" ومتعهدة أنفار صاحبة أملاك، الآن هي تبيع في الأسواق اضطرارًا لسداد قرض اضطرت لأخذه من أحد البنوك بضمان أرضها بسبب خسائرها لضعف الإنتاج كما وضحت.
تحكي عن تفاصيل تربية الماشية وتكاليفها لتعبر بشكل واقعي عن تقارير رسمية ذكرها التحقيق، تقول: “أثرت الزراعة على سوق الماشية ومنتجات الألبان كذلك أدى ارتفاع درجات الحرارة إلى خفض إنتاج الألبان خاصة في الصيف، ومع ارتفاع تكلفة الماشية وانخفاض العائد منها اضطررت إلى بيعها والإبقاء على اثنتين منها لنأكل من خيرهما ونبيع أيضًا الألبان إذا اضطررنا، ولكننا مع هذا العدد نستطيع تحمل الخسائر بينما لو كان لدينا أكثر من اثنتين فهذا أمر لا يمكن تحمله”، وتستكمل بضحكات ساخرة تكشف عن حجم الألم والمعاناة "هنعمل إيه منعرفش حاجة غير الشغلانة دي، هشتغل دكتورة يعني".
وتستكمل: "يكلفني أكل الماشيتين في اليوم أكثر من 400 جنيه، ما العائد؟ كيلو اللبن بـ25 جنيها في الريف، البقرة هتجيب 2 كيلو بـ60 جنيها، وفي حال صنعت من اللبن جبن قريش الكيلو من الحصيرة ب40 جنيه، وإذا صنعت من اللبن سمنة بلدي هتاخد مني أكتر من 6 كيلو لبن علشان تديني كيلو سمنة هبيعه بـ200 جنيه، بعدما كنا نبيع كيلو السمنة بـ80 جنيها وكنا نأكل البهائم بـ100 جنيه، وكنا بنكسب، ولأننا لا نستطيع توفير أعلاف لارتفاع أسعارها، النهارده شيكارة العلف بـ800 جنيه، البهائم لا تتغذى جيدًا، كنا زمان نطعمها أعلافا وتبنا وألواحا من الكسب، وعليه لا تتحمل ارتفاع درجة الحرارة وكل هذا يضيق على الستات ومادياتهم ويخلوها تعيش في ضيق هي اللي شايلة كل حاجة".
وتضرب الحاجة كريمة مثالًا توضيحيًا لتأثير ارتفاع درجة حرارة الجو على الماشية ومنتجاتها ويبيّن الوضع الاقتصادي لها فتقول: "لو عندك طفل مش متغذي كويس مبيشربش كوباية لبن، مبياكلش بيضة أو حتة لحمة، وحصل له جفاف هل جسمه هيقدر يقاوم، مش هيقدر لكن لو متغذي كويس ومرض أو جت له حمى أو ضربة شمس جسمه هيقدر يقاوم والخسائر هتقل، البهيمة أعزكم الله كدا، والزرعة كدا زي العيل الصغير، يبقى الوضع الاقتصاد للمرأة الريفية عامل أساسي ومهم في مواجهتها للمناخ ولا لأ؟".
مزارعة بدرجة محامية
في يوم آخر نزور قرية جزاية، محل سكن الحاجة كريمة، تدعو فيه صديقاتها وجيرانها من المزارعات، يفترشن الحقول، تأتي إحداهن بغداء مكون من بطاطس وجبن وقرنبيط وخضراوات من خير الأرض، بينما تأتي أخرى بعصير المانجو، بينما تشارك ثالثة بقطع من "كيك البرتقال"، احتفاء بأنفسهن وكأنه عيدهن يتسامرن ويسخرن من أوضاعهن وكأن الحزن لم يعرف قلوبهن ولو للحظة.
فجأة ينقلب الحال، تتحول الضحكة إلى توصيات مصحوبة بأسى نصها: "والنبي يا حاجة كريمة أنتي اللي بتعرفي تتكلمي، انتي المحامي بتاعنا قولي لهم كل حاجة، قولي لهم عن الفلاحة التعبانة وإننا اللي شايلين كل حاجة".
ترد الحاجة كريمة: “هقولهم كل حاجة حاضر”، وتسرد: "في الأعوام السابقة ومنذ صغري كانت الزراعة بييجي منها، بنعرف ناكل ونربي عيالنا، لكن النهارده المحصول الزراعي اتأثر بارتفاع الأسعار وتغير المناخ، مثلًا احنا قرية منتجة لمحاصيل كثيرة ومختلفة، مثل الثوم والبصل والذرة والبرسيم ومنتجات الألبان واللحوم، نعيش من محاصيلنا الزراعية، لكن الطقس يؤثر علينا حتى في تربية الماشية وعجول التسمين حتى الدجاج، عندك محصول البصل، كان ممكن محصوله يكلفني حوالي 30 ألف جنيه ويعطيني إنتاج أكثر من 25 طنا، النهارده بسبب ارتفاع الحرارة يكلفني 65 ألفا ويعطيني حوالي 15 طنا، وممكن تغيير الجو يلسع الزرع ويحرقه، كذلك الذرة، احنا خايفين، حتى القمح يحتاج إلى جو معتدل حتى آخر إبريل ويتم حصاده في مايو، لو حدثت موجات حارة في شهر مارس أو إبريل، حتمًا سيتأثر ولن يعطينا المنتج المأمول".
ولتوضيح الخسائر تقول سميرة (مزارعة): “لكي نزرع فدان بصل تعالوا نحسبها؛ الإيجار 20 ألف جنيه، تكلفة شبكة ومياه مش أقل من عشرة آلاف جنيه، تكلفة البذور والأنفار بتوصل لـ30 ألف جنيه، ومننساش السماد، شيكارة البوتاسيم ثمنها 2000 جنيه كانت ب400 جنيه، بالطبع المزارعات ليس بمقدورهن كل هذه التكلفة، فأحيانًا لا يتم إعطاء الزرع كل ما يحتاج إليه وإذا أضفنا ارتفاع الحرارة فطبيعي يكون الإنتاج ضعيفا، خسرنا العام الماضي كثيرًا، كنا بنبيع الكيلو ب160 قرشا فخسر الفلاح، النهارده البصل الناشف سعره 15 جنيها، وعليه هنبدأ نستغني عن الزراعة وإحنا قرية منتجة في دولة زراعية، كيف سيكون حالنا لو الكل اتأثر بالشكل دا وهجرنا الزراعة؟”.
تقاطعها في الكلام مزارعة ثالثة تدعى فاطمة، تقول: “الشغل مش عيب، ونسوان القرية كلها يبيعوا في السوق ويشيلوا على راسهم ويزرعوا ويقلعوا ونقف ويَّا اجوازتنا ونربي عيالنا ما فيش مشكلة، هي الست المصرية جدعة بس احنا خايفين منقدرش نكمل بالشكل دا، يعني محتاجين هامش ربحي ولو قليل، لازم الزرعة تجيب تكلفتها ويتبقى لنا مصاريف العيال والمدارس واللبس والأكل، بدل ما بيجيلهم أنيميا وهما لسه أطفال، لازم يهتموا بالفلاح بشكل عام والمزارعات بشكل خاص، لأن المرأة الريفية تعاني حتى لو مكانتش بتزرع هي برضه بتعاني بسبب إن جوزها بيزرع”.
محصول الكرنب
أيهما جاء أولًا، البيضة أم الفرخة، هكذا في الريف لا تعرف هل المشكلة كانت عند محصول الكرنب الذي أثرت فيه الحرارة فأحرقت بعضه، فضاع كثير من المحصول وأكلته الأغنام، أم المشكلة لدى الأغنام التي لا يقدر الغنام على علفها أو شراء البرسيم لها لارتفاع أسعاره، فاضطر لإيقافها على القمامة تأكل منها أو يلهث بأغنامه في الحقول باحثًا عن حقل "كرنب" أفسدته الحرارة تسرح فيه الأغنام مجانًا أو يكرم المزارع بـ200 جنيه هو بالطبع يوم "عيد" ليس للفلاح.. وإنما للأغنام!
القصة حقيقية رصدها التحقيق من خلال عدة زيارات لقرية "برطس"، والتي تلتقي مع أراضٍ زراعية أمام أوسيم بمحافظة الجيزة، يختلط هناك المزارعون من القريتين رجالًا ونساء، صاحبنا مزارعة تدعى محاسن وزوجها سعيد، ولا غضاضة هناك في أن ترى المرأة تعتلي حمارًا أو جرارًا زراعيًا، ولا غضاضة البتة من فلاحة المرأة للأرض مع زوجها فأساً بفأس، لكنهن يخجلن من مواجهة الكاميرا وفقًا لأعراف الريف.
في اليوم الأول لزيارات متتابعة قامت بها "جسور بوست" على مدار أسبوعين بدا الكرنب واعدًا، قمنا بتصويره وسط بهجة المزارعين والمزارعات، ينتظرون على أمل حصاد خمسة أشهر كداً وتعباً.
ولكن في أول مارس الحالي 2023 واجهت مصر موجة حارة وصلت لـ34 درجة، استمرت عدة أيام وفقًا للهيئة العامة للأرصاد الجوية، فماذا فعل ارتفاع الحرارة بمحصول الكرنب؟
في زيارة تالية لحقل سعيد ومحاسن كان الجميع على قدم وساق، جرار يحرث وأنفار تقلع بقايا كرنب، وقطيع أغنام كبير يأكل من الكرنب مباشرة وبنهم.
تحت ظل شجرة جلست محاسن تُعد شاي الغيطان على الفحم، بينما أرسل سعيد الأغنام بعيدًا وراح يحكي قصة الكرنب، بدأها بـ"عليه العوض ومنه العوض، احنا لينا الجنة والله، الكرنب (اتشعوط) أي تم حرقه من الحر، مجبش تكلفته".
"قيراط البرسيم بيوصل لـ300 جنيه، هياكلوا في يوم قيراطين عالاقل أجيب منين، إيجار الفدان 20 ألف جنيه، أول ما نبدأ نحرث الأرض بحوالي من 700 لـ1000 جنيه، ويحتاج الفدان لـ6 ناقلات من السباخ بإجمالي 3 آلاف جنيه، ويحتاج الفدان لـ60 طبق شتلات كرنب، سعر الطبق 45 جنيها، ثم اضطررنا لتأجير أنفار لمساعدتنا، النفر بـ200 جنيه، ثم نأتي بالملح والأسمدة، احتجنا في أول رمية 4 شكاير، سعر الشيكارة 600 جنيه، بمجموع 2400 جنيه، وخلال 90 يوما هي الفترة الأهم عروة الكرنب تحتاج لثلاث رميات من الملح كل رمية تكلفت 2400 جنيه، بخلاف الرش الذي يتكلف كل أسبوع علبتين، سعر العلبة 75 جنيها كانت العام الماضي بـ30 جنيها، في العروة الشتوية تقل فيها التكلفة بينما في العروة الصيفية تزيد التكاليف والرعاية والأضرار أيضًا، وأنت وحظك والحمد لله حظنا السنادي الأغنام أكلت نصه".
ويستكمل: “الكرنب بيتباع بالمئة، كل مئة كرنبة بـ400 جنيه، والفدان لو مزروع كويس ومخدوم والطقس كويس يجيب له حوالي من ألف ونصف إلى ألفين كرنبة، ولكن لو مش مخدوم أو اتصاب بآفة أو لسعته الحرارة وطلع زهر قبل ميعاده ميجيبش 500 كرنبة”.
وعن العائد من الكرنب الجيد أضافت محاسن بخجل: "مبيجيبش مصاريف العيال، يعني ممكن يفيض من مصاريف الزرعة وتكلفته 3 أو 4 آلاف جنيه، المفروض يمشوا البيت بتاع 3 أشهر أو أربعة، بنربي جنبهم بقى جاموسة ناكل منها حتة جبنة وبتكون العيشة على أدها وسعيد بيروح يشتغل يوم هنا ويوم هنا وبتمشي، وربنا هيعوض"، تقولها وهي تنظر إلى الأغنام ووريقات كرنب متناثرة هنا وهناك.
وعن الأغنام تحدث صاحبها ويدعى أحمد من أوسيم قائلًا: "الغلاء للأسف خلّى الغنّام يقف بغنمه عالزبالة، زمان كانت الأرض بتبقى واسعة وفيها الخير كنا نسرح دلوقتي مافيش إلا التالف، وخطورته كبيرة لأنها بتسد أمعاء الأغنام، وأحيانًا تحتوي القمامة على "سم" فئران النعجة تأكله وتموت، وإن بدا على الأغنام السمنة إلا أنها تتعرض للخطر، مافيش علف الكيلو منه بقى 17 جنيه، هنجيب منين وناكل ونشرب منين ومصاريف الأولاد، تربية الأغنام لم تعد مربحة والفاقد منها كبير".
وعن وجوده هو وأغنامه في حقل محاسن وسعيد، قال: “إن ما حدث للكرنب لا يتكرر يوميًا وإنه يدفع أيضًا حوالي 200 جنيه من أجل الكرنب التالف، وهذه تكلفة أيضًا نضطر لدفعها”.
وتابع: “كثيرون باعوا أغنامهم بسعر يومها، يعملون باليومية كعمال بناء، حتى إن البناء موقوف بسبب ارتفاع الأسعار”.
توعية ودعم المزارعات ضرورة مُلحة
وعلق مستشار وزير الزراعة المصري للتغيرات المناخية، ورئيس مركز المعلومات لتغير المناخ محمد فهيم بقوله: “إن للتغيرات المناخية أثراً كبيراً على كل مناحي الحياة والأنشطة الاقتصادية، كنقص إنتاجية وغيرها، والسؤال: هل لها أيضًا تأثيرات اجتماعية على فئات المجتمع؟ ومن خلال الأبحاث وجدنا أن الأكثر هشاشة وتأثر بالتغيرات المناخية هم النساء والأطفال، وهناك خصوصية كبيرة في تأثيرها على المرأة وهي في الغالب سلبية، وهناك تأثيرات مباشرة وأخرى غير مباشرة، ويختلف تأثير التغيرات المناخية من محافظة لأخرى حتى بين مراكز المحافظة الواحدة، وفي القرى لو حدث تغير للمناخ تتأثر المرأة بالتبعية، خاصة في المجتمعات التي تمتهن فيها المرأة للزراعة، حيث ينخفض العائد المادي لديها للنصف تقريبًا”.
ويضيف فهيم في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست": "بعض البلدان تتعرض لأعاصير وحرائق، وهذه تأثيرها يكون مباشرًا على المرأة، وغير المباشر أن العائد الزراعي ينخفض بسبب التغيرات المناخية، والمرأة هنا هي من تتحمل والمطلوب منها إيجاد بدائل فيقع عليها عبء نفسي كبير وآخر صحي، فعندما ينخفض دخل الأسرة تبحث عن بدائل أقل في السعر، ومن ثم في القيمة الغذائية لتغطية احتياجات الأسرة، فهي المسؤولة عن تربية النشء، والاستهلاك المرشد في الغذاء وكل شيء".
وتابع المسؤول: مكونات الوجبة للأسرة يجب أن تتوافق مع المناخ السائد، فأثناء ارتفاع درجات الحرارة لا بد أن تكون الوجبة الغذائية أقل في الكربوهيدات والنشويات، وعليه تحتاج المرأة بشكل عام والمزارعات منهن بشكل خاص لتوعية ودعم للقيام بدورها المهم جدًا بحيث نخفف عنها العبء النفسي والصحي.
المزارعات فريسة للمناخ والهشاشة الاقتصادية
وعن تأثير التغيرات المناخية على المرأة العاملة بقطاع الزراعة، قالت خبيرة تنمية المرأة الريفية، والأستاذة بقسم بحوث المرأة الريفية التابع لمركز البحوث الزراعية المصري، أستاذ دكتور ميرفت صدقي عبدالوهاب، إنه من أخطر آثار التغيرات المناخية على الأسر الريفية عدم تحقيق الأمن الغذائي على المستوى النسبي نظراً لانخفاض الإنتاجية الفدانية وانخفاض نصيب الفرد من المساحة المزروعة، وتعد النساء الريفيات من أكثر الفئات تأثرا بآثار التغيرات المناخية نظرا لانخفاض الدخول والمستوى المعيشي لانخفاض الإنتاجية للفدان، ووقوع النساء الريفيات فريسة لما يسمى بالهشاشة الاقتصادية، حيث تأكل الأصول لمحاولة مجابهة الأزمات والكوارث الناتجة عن آثار التغيرات المناخية مستقبليا، أو التأثر الاقتصادي الذي تنتج عنه الهشاشة الاجتماعية، والتأثر الاجتماعي والذي يظهر في أساليب التكيف المعيشي السلبية لمحاولة التأقلم مع انخفاض الدخول الناتجة عن انخفاض الإنتاجية، ومنها الزواج المبكر للتخلص من عبء تربية الأبناء، أو تقليل الوجبات الغذائية كماً ونوعاً، أو خروج الأبناء من بعض المراحل الدراسية المبكرة والاتجاه إلى عمالة الأطفال والاستمرار في الأعمال الهامشية والاتجاه إلى الإعانات بدلا من العمل.
وأضافت د. ميرفت صدقي، لـ"جسور بوست"، في بحث لي بعنوان "التغيرات المناخية والمرأة بقطاع الزراعة"، أكدت فيه أن مطلب العدالة الجندرية بقطاع الزراعة مطلب رئيسي للتكيف مع آثار التغيرات المناخية المستقبلية، وهو ما يستدعي تنفيذ آليات التمكين الزراعي ويقصد به أن تكون المرأة الريفية العاملة بالزراعة بالمنطقة العربية قادرة على المشاركة على نحو كامل في عملية التنمية الزراعية، من خلال تقليل الفجوة بين الرجل والمرأة عن طريق إعطائها القدرة على الاختيار واتخاذ القرارات المتعلقة بالإنتاج، والقدرة على الحصول على ملكية أو حيازة الأرض الزراعية، والقدرة على التحكم في الدخل الناتج عمّا تقوم بإنتاجه، وإعطائها مساحة من الحرية للقدرة على عرض آرائها وأفكارها، والتدريب وتنمية القدرات، وإيصال المعلومة الزراعية الحديثة لها أينما كانت.
وتابعت: بجانب حمايتها من الصدمات والأزمات القادمة عبر الإنذار المبكر للأزمات بمعنى تطبيق فعلي لآليات عديدة لتحقيق تمكين بمختلف الأبعاد في ظل الآثار المستقبلية للتغيرات المناخية، نستطيع القول إنه من أحد الأسباب لظهور مشروع تطوير قرى الريف المصري "حياة كريمة" -وهو البرنامج الذي ترعاه الرئاسة المصرية لدعم الفقراء والمحتاجين- السعي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع الأفراد وتوزيع عادل للموارد والفرص مرورا إلى الارتقاء بجودة حياة المواطن بالريف المصري في جوهرة يسعى إلى تحقيق العدالة الجندرية وتمكين الريفيات، وتوعية المزارعات بالمخاطر الصحية التي يفرضها تغير المناخ مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا كالمرأة، ومراعاة احتياجات وأولويات ومسؤوليات المرأة في الاعتبار من حيث التكنولوجيا المتطورة المتعلقة بتغير المناخ وتوفير آليات تمويل مرنة تعكس احتياجات المرأة المتعلقة بالتخفيف والتكيف مع تغير المناخ.
د. ميرفت صدقي
مخاطر الإجهاد الحراري
وتعليقًا على تأثير التغيرات المناخية على إنتاج الألبان والماشية وتناسلها، قال مدير معهد التناسليات بوزارة الزراعة المصرية مصطفى فاضل، إن الماشية تتأثر بالإجهاد الحراري والأكثر تأثرًا هي الأبقار المستوردة من أوروبا وأمريكا، حيث تعيش في بيئة درجة حرارتها لا تزيد على 20 درجة مئوية طوال العام، تقل ولا تزيد، وهي عالية الإنتاج من الألبان، يصل متوسط إنتاجها 40 كيلو يوميًا طوال العام، وهي موجودة في المزارع الكبرى ونادرًا ما يربيها المزارع العادي، ونسبتها في مصر تصل إلى 15% من إجمالي عدد الثروة الحيوانية، وتقدر بـ3 ملايين ونصف المليون رأس، ولكي تنتج هذه الكمية تحتاج إلى كميات غذاء كبيرة، ولكن ارتفاع درجات الحرارة يقلل أكل الحيوان، وترتفع درجة حرارته درجة أو درجة ونصف درجة على درجة حرارته الطبيعية، خاصة في فترة النهار، وهنا يقل إنتاجها من اللبن لنسبة قد تصل إلى 15 كيلو.
وأضاف فاضل لـ"جسور بوست": “بالنسبة للتناسل، مع ارتفاع درجات الحرارة الحيوانات لا تتحرك بسهولة، ولا تظهر عليها علامات شيوع، فلا تستطيع تحديد ميعاد تلقيحها، وعليه قد تصل نسب الإخصاب لصفر في بعض الأوقات، خاصة في الأشهر ذات الحرارة فوق الـ40، كشهور مثل (7-8-9) ودرجة رطوبة 70%، حتى في حالة تلقيحها نسبة الإخصاب تكون ضعيفة، فلو كانت نسبة الإخصاب على مدار العام تصل إلى 40% فإنها تنخفض في الصيف إلى 10%، وقد تكون 0% في هذا النوع من الحيوان، وعليه هي فترة خسارة لا تغطي تكلفته”.
مصطفى فاضل
واستطرد: أكثر حيوان يقاوم الإجهاد الحراري هو الجاموس، فلو كان إنتاجه 7 كيلوات لبن في اليوم، مع الاحترار قد ينقص إلى 5، والإخصاب قد يصل إلى 20% وضرره أقل من الأبقار، أما العجول الصغيرة إذا تعرضت للشمس فقد تصاب بضربة شمس وترتفع درجة حرارتها ويمكن أن تصاب بجفاف وتموت.
وعن تأثير البرودة الشديدة على الماشية أضاف: العجول الصغيرة عند تعرضها لتيارات هواء شديدة مثل التي تحدث في يناير تصاب بنزلات معوية والتهابات رئوية قد تؤدي إلى هلاكها، ولذا تجب تهويتها جيدا في الصيف وإمدادها بالمياه بكميات كبيرة، كما أن فترات الرضاعة في النهار تكون قريبة من بعضها، وكذلك تتم مراعاته شتاء باحتجازه في أماكن مناسبة ودافئة.
وتابع فاضل: "إذا لم تتم رعاية الحيوان رعاية جيدة فإن إنتاجه يقل، فيما تضاعف الأمراض التناسلية فرص “التعشير”، فتظل البقرة لمدة سنة أو سنتين دون “تعشير” بسبب مرض تناسلي وهنا بلا شك خسارة على المزارعين"، مشيرًا إلى وجوب رعاية الماشية رعاية جيدة من ناحية غذائها أولًا، ونصح مربي الماشية بتقليل عددها ورعاية ما تبقى منها جيدًا؛ فإن يوم إهمال يستطيع إهدار شهر من البناء والاهتمام.
وللتغلب على تلك الآثار قال مدير معهد التناسليات بوزارة الزراعة المصرية، إن المعهد لجأ إلى استراتيجيات من شأنها جعل الحيوان يقاوم الإجهاد الحراري، ففي المزارع الكبرى صمم بها ما يسمى بـ"منظمة التبريد، مصدر للمياه يرش بها الحيوان لخفض درجة حرارته، كذلك توفير مراوح تعمل باستمرار صيفًا، أيضًا ضرورة إطعام الحيوانات أنواعا لا ترفع درجة حرارة البطن ولا تحتاج لمجهود كبير في عملية الهضم، مثل الأعلاف الخضراء وبعض الطحالب التي تنمو في المياه، إذ إنها مغذية.
واستطرد: هناك جين لتحمل الحرارة، وعليه هناك اختيار على أساس امتلاك الحيوان (جين) مقاومة الحرارة، أيضًا هناك بعض البرامج التي تجبر الحيوان على أن يشيع، ومن ثم يُلقح، وعليه تبقى نسب التخصيب في معدلاتها الطبيعية.
وأشار المسؤول إلى أن مصر ممثلة في وزارة الزراعة ومعهد التناسليات تتابع التغيرات المناخية وتنفذ حملات توعية لمربي الثروة الحيوانية، حيث يتم توجيههم إلى ضرورة تدفئة الحيوانات وعزلها عن تيارات الهواء المباشرة في الشتاء، ووضعها في مكان مغلق ليلا ومشمس نهارا.