من الخميس 25 وحتى 31 مايو الجاري

الأمم المتحدة تحتفل بالأسبوع الدولي للتضامن مع الشعوب غير المتمتعة بالحكم الذاتي

الأمم المتحدة تحتفل بالأسبوع الدولي للتضامن مع الشعوب غير المتمتعة بالحكم الذاتي

تحتفل الأمم المتحدة بالأسبوع الدولي للتضامن مع الشعوب غير المتمتعة بالحكم الذاتي اعتبارا من اليوم الخميس وحتى 31 مايو الجاري.

يأتي ذلك وفقا لما أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 91/54  المؤرخ في 6 ديسمبر 1999، الاحتفال سنويا بأسبوع التضامن مع شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

ويعرف ميثاق الأمم المتحدة، في المادة 73 من الفصل الحادي عشر، الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي بأنها ’’أقاليم لم تنل شعوبها قسطا كاملا من الحكم الذاتي‘‘.

في عام 1946، حددت عدة دول من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة عددا من الأقاليم الخاضعة لإدارتها والتي ينطبق عليها التعريف الوارد في الميثاق، من حيث إنها أقاليم غير متمتعة بالحكم الذاتي، كما قامت تلك الدول بإضافة تلك الأقاليم إلى قائمة للأمم المتحدة. 

وتسمى الدول التي تدير الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي بـ’’الدول القائمة بالإدارة‘‘ وكنتيجة لعملية إنهاء الاستعمار على مدى السنين، فقد حذفت معظم الأقاليم من تلك القائمة.

وحثت الجمعية العامة الدول المعنية القائمة بالإدارة على اتخاذ تدابير فعالة لحماية وضمان الحقوق غير القابلة للتصرف لشعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي في مواردها الطبيعية، بما في ذلك الأراضي، وعلى بدء ومواصلة التحكم في تنمية هذه الموارد في المستقبل، وتطلب إلى الدول القائمة بالإدارة أن تتخذ جميع الخطوات اللازمة لحماية حقوق الملكية لشعوب تلك الأقاليم.

كما أنها حثت أيضا جميع الدول على أن تعمد -مباشرة وعن طريق عملها في الوكالات المتخصصة- المؤسسات الأخرى في منظومة الأمم المتحدة، إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية إلى شعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

لمحة تاريخية

يقرر الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة -المعنون: تصريح يتعلق بالأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي- أن الأعضاء في الأمم المتحدة -الذين يضطلعون بتبعات عن إدارة أقاليم لم تنل شعوبها قسطاً كاملاً من الحكم الذاتي، ويقبلون أمانة مقدسة في عنقهم، عليهم الالتزام بالعمل على تنمية رفاهية أهل هذه الأقاليم.

وبالتالي، فإنه يقع على عاتق الدول القائمة بالإدارة، بالإضافة إلى كفالتها تقدم هذه الشعوب في شؤون السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم، أن تساعدها على إنماء نظمها السياسية الحرة نموا مطردا، كما تقع على عاتق الدول القائمة أيضا إحاطة الأمين العام بانتظام، علما بالبيانات الإحصائية وغيرها من البيانات الفنية المتعلقة بأمور الاقتصاد والاجتماع والتعليم في الأقاليم التي يكونون مسؤولين عنها.

وفي عام 1964، وضع 8 أعضاء (أستراليا، وبلجيكا، والدنمارك، وفرنسا، والمملكة المتحدة، ونيوزيلندا، وهولندا، والولايات المتحدة) قائمة بـ72 إقليما تحت إدارتهم مما ينطبق عليها توصيف الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، واستقلت 8 أقاليم منها بحلول عام 1959.

وتوقف إيصال المعلومات من الدول القائمة بالإدارة في ما يتعلق بـ21 إقليما من الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي لعدة أسباب، ففي بعض الحالات، مثل حالات غرينلاند وألاسكا وهاواي، قبلت الجمعية العامة وقف المعلومات، وفي حالات أخرى كان قرار إيقاف المعلومات قرارا أحاديا من قبل الدولة القائمة بالإدارة.

وفي عام 1963، وافقت الجمعية العامة على قائمة منقحة من 64 إقليما ينطبق عليها إعلان 1960 لإنهاء الاستعمار. 

واشتملت القائمة على إقليمين مشمولين بالوصاية في ذلك الوقت (نورو وإقليم جزر المحيط الهادئ المشمول بالوصاية)، والأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي التي تنقل عنها معلومات بموجب الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة (المادة 73 هـ)، بما في ذلك الأقاليم التي تقوم إسبانيا بإدارتها، وناميبيا (التي كانت يشار إليها حينها بجنوب غرب إفريقيا)، والأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي التي لم ينقل عنها معلومات، ولكن تعتبرها الجمعية العامة بأنها أقاليم غير متمتعة بالحكم الذاتي، وبالتحديد الأقاليم تحت الإدارة البرتغالية وروديسيا الجنوبية (زمبابوي حاليا). 

واتسعت القائمة لتشتمل في عام 1965 على صومالي لاند الفرنسي (جيبوتي) وعُمان، وتم إدخال جزر القمر في القائمة في عام 1972 وكاليدونيا الجديدة في عام 1986.

وفي الفترة بين عامي 1960 و2002، حصل 54 إقليما على حكومة ذاتية، ولم يزل هناك حاليا 17 إقليما من الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

إنهاء الاستعمار

منذ إنشاء الأمم المتحدة، حصلت أكثر من 80 مستعمرة سابقة تضم حوالي 750 مليون نسمة على استقلالها، وفي الوقت الحاضر، يظل 17 إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي في جميع أنحاء العالم مدرجة في قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، وتضم ما يقرب من مليوني شخص، ولذلك، فإن عملية إنهاء الاستعمار لم تكتمل بعدُ، ويتطلب استكمال هذه الولاية إجراء حوار مستمر فيما بين الدول القائمة بالإدارة، واللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة (المعروفة أيضا باسم ”اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار“ أو ”لجنة الأربعة والعشرين“)، وشعوب الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بإنهاء الاستعمار.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية