الغارديان: إدانات حقوقية واسعة لواشنطن بسبب تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية

الغارديان: إدانات حقوقية واسعة لواشنطن بسبب تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية
الحرب في أوكرانيا

سلط مقال نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية، الضوء على الإدانات الواسعة من جانب المنظمات الحقوقية الدولية للولايات المتحدة بعد إعلانها تزويد أوكرانيا بقنابل عنقودية في الأزمة الحالية التي تشتعل جذوتها مع القوات الروسية، والتي اندلعت في أعقاب شن موسكو العملية العسكرية الخاصة هناك منذ ما يقترب من العام ونصف العام.

وأورد المقال، الذي شارك في كتابته كل من دافيد سميث ولوك هاردنج، أن إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتزام واشنطن تزويد كييف بالقنابل العنقودية، المحرمة دوليا، ضمن سلسلة المساعدات العسكرية التي توفرها الولايات المتحدة لكييف لتعزيز قدرتها في مواجهة القوات الروسية قوبل بوابل من الإدانات من جانب الحزب الديمقراطي الأمريكي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية على حد سواء، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وجاء في المقال، أن "قرار الرئيس الأمريكي في هذا الصدد لم يلقَ أي ترحيب على الصعيدين الأمريكي والدولي حيث وصف أحد أعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن القرار بأنه "خطأ فادح وجسيم".

وأضاف: "أن القنابل العنقودية محرمة دوليا من جانب ما يقرب من 100 دولة بسبب قوتها التدميرية العالية، حيث إن انفجار القنبلة العنقودية ينتج عنه انفجار أعداد ضخمة من القنابل الأصغر والتي تنتشر في مساحة واسعة، ما يتسبب في وقوع العديد من الضحايا بشكل عشوائي".

وأشار إلى أنه مما يزيد من خطورة تلك النوعية من القنابل أنها لا تنفجر إلا حين ترتطم بالأرض أو بجسم صلب، وفي حالة عدم انفجارها تمثل خطورة شديدة على المدنيين سنوات طويلة قد تستمر لعقود وعقود بعد انتهاء الصراع.

ولفت إلى أن السبب وراء التفكير في تلك الخطوة من جانب الإدارة الأمريكية هو أن القلق يستبد بواشنطن والدول الغربية الأخرى بسبب بطء القوات الأوكرانية في تحقيق أي انتصار عسكري ملموس على القوات الروسية بينما تدخل الأزمة بين الطرفين اليوم السبت يومها الـ500، مشيرا إلى تبريرات القادة الأوكرانيين أنهم يواجهون تحديات كبيرة تعرقل تحقيق أي تقدم بسبب تفوق الآلة العسكرية الروسية.

حزمة جديدة من المساعدات

وتطرق المقال إلى تصريحات مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن جاك سوليفان التي يقول فيها، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعلنت أمس الجمعة تقديم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تصل قيمتها 800 مليون دولار متضمنة القنابل العنقودية.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن الإدارة الأمريكية تدرك خطورة القنابل العنقودية على حياة المدنيين ولهذا ترددت واشنطن كثيرا قبل أن تتخذ مثل هذا القرار، موضحا في نفس الوقت أن القوات الروسية تمثل خطورة مماثلة بسبب استحواذها على المزيد من الأراضي الأوكرانية ما يعرض حياة المدنيين للخطر أيضا في وقت لا تملك فيه أوكرانيا المعدات العسكرية الكافية للدفاع عنهم.

وأضاف سوليفان أن هذه الأوضاع ليست مقبولة بحال من الأحوال للولايات المتحدة، موضحا أن أوكرانيا لن تستخدم تلك القنابل خارج أراضيها.

وألقى المقال الضوء في الختام على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي يعرب فيها عن ترحيبه بإعلان واشنطن تقديم القنابل العنقودية لبلاده، واصفا القرار بأنه "جاء في الوقت المناسب" وموجها الشكر للرئيس بايدن بسبب تلك "القرارات الحاسمة" التي سوف تسهم في تحقيق القوات الأوكرانية النصر على القوات الروسية.

 الأزمة الروسية الأوكرانية

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير 2022، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير 2022، شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

عقوبات اقتصادية     

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثاني من مارس الماضي، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.     

ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سُجّل أكثر من 8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

فرار الملايين

ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير، سجّل أكثر من 7,8 مليون لاجئ أوكراني في أنحاء أوروبا، بينما نزح قرابة سبعة ملايين ضمن البلاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

قبل النزاع، كان عدد سكان أوكرانيا أكثر من 37 مليوناً في الأراضي التي تسيطر عليها كييف، ولا تشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ولا المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا منذ العام نفسه.

وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن أكثر من نصف أطفال البلاد البالغ عددهم 7,5 مليون هم نازحون أو لاجئون.


 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية