"مفوضية اللاجئين" تحذّر من انتهاكات جسيمة لحقوق النساء بالكونغو
"مفوضية اللاجئين" تحذّر من انتهاكات جسيمة لحقوق النساء بالكونغو
حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أن الأشخاص النازحين في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية يعانون من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وبخاصة النساء والفتيات، حيث تتعرض الكثير منهن لخطر الاغتصاب والاستغلال الجنسي.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمفوضية، أدى تجدد أعمال العنف بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية في مقاطعات شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري إلى نزوح 2.8 مليون شخص منذ مارس.
وفي مؤتمر صحفي عقد في جنيف، أمس الجمعة، قالت مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية، جيليان تريجز، إن ثلثي النساء اللاتي استطعن الوصول إلى خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي في شمال كيفو، في الربع الأول من هذا العام، تعرضن للاغتصاب.
وأضافت: "هذا رقم كبير للغاية، ويرتكب رجال الجماعات المسلحة العديد من هذه الانتهاكات القائمة على النوع الاجتماعي".
وتقدر الوكالة الأممية أن الأرقام لا تعكس عددا صغير بالنسبة للواقع، مشيرة إلى عدم إمكانية وصول العديد من الناجيات إلى خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي المنقذة للحياة أو الإبلاغ عن سوء المعاملة، خوفاً من وصم مجتمعاتهن بالعار أو انتقام الجناة.
وشددت المسؤولة الأممية، على أن الوصول إلى النازحين لا يزال يشكل أيضاً تحدياً كبيراً من حيث الأمن واللوجستيات.
ومع تضاؤل إمكانية الوصول إلى الموارد، تتزايد الأخطار والمجازفات، فيما تدفع النساء والفتيات إلى تحمل مخاطر أكبر لتلبية الاحتياجات الماسة مع ورود تقارير تفيد بتعرض نساء وفتيات للاعتداء الجنسي أثناء جمع الحطب والمياه.
وفي هذا الصدد، قالت "تريجز": "ربما تكون هذه واحدة من أكثر أزمات الحماية الإنسانية إهمالا وشدة التي نواجهها على مستوى العالم.. للأسف تم وضعها جانبا.. ربما طال أمدها، ونحن الآن، بصفتنا وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ندعو إلى مزيد من الاهتمام لخطورة أزمة الحماية هذه".
آليات تأقلم ضارة
وأدى انعدام الأمن الغذائي وانعدام فرص كسب العيش إلى زيادة مخاطر استغلال النساء والمراهقات وإساءة معاملتهن.
وأشارت مساعدة المفوض السامي إلى عدم قدرة النساء على إطعام أسرهن، "وللأسف يتعرضن لخطر الاستغلال وسوء المعاملة ويلجأن في نهاية المطاف إلى آليات التأقلم الضارة، وممارسة الجنس التجاري"، في مستوطنات حول مدينة غوما، عاصمة شمال كيفو.
وتعمل المفوضية والجهات الفاعلة الإنسانية على المساعدة في التخفيف من هذه المخاطر المتزايدة والاستجابة لها.
وتقدم الوكالة الأممية المساعدة الإنسانية والرعاية النفسية ودعم المأوى بالتعاون مع المنظمات المحلية التي تقودها النساء، والتي كانت في طليعة الأزمة.
يذكر أن هناك أكثر من 6.3 مليون نازح داخلي في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية وهم يتعرضون لعنف رهيب، ما يجعلها واحدة من أكبر أزمات النزوح الداخلي حول العالم.
وحتى الآن، لم تتلق مفوضية اللاجئين سوى 33% فقط من المبلغ المطلوب لتلبية احتياجاتهم العاجلة والمقدر بحوالي 233 مليون دولار.